محمد بن زايد مستقبلا بيل غيتس

انعقدت قمة أبوظبي للاعلام في دورتها الثالثة، التي يرعاها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وشارك فيها 400 من المختصين في صناعة الإعلام. وعلى هامش القمة، أكد بيل غيتس أهمية دور الإمارات في دعم المشاريع الخيرية في العالم.


أشاد الملياردير الأميركي الذي يحتل المرتبة الثانية في قائمة أغنياء العالم بيل غيتس المؤسس والشريك في مؤسسة quot;بيل وميليندا غيتسquot; في مؤتمر صحافي عقده اليوم في أبوظبي على هامش قمة أبوظبي للإعلام 2012 التي افتتحت أعمالها في العاصمة الإماراتية بمساهمة دولة الإمارات في دعم المشاريع الخيرية والصحية التي تنفذها المؤسسة في عدد كبير من دول العالم.

ونوه غيتس في هذا الصدد بالدعم الذي يقدمه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الامارات لمكافحة مرض شلل الأطفال في باكستان وأفغانستان والمنطقة عموما.

وأشاد غيتس بالتعاون المثمر مع الشيخ محمد بن زايد في توفير اللقاحات لأكثر من 35 مليون طفل في باكستان وأفغانستان. وكان بن زايد وغيتس قد أعلنا مطلع العام الماضي 2011 تخصيص مبلغ 100 مليون دولار مناصفة (50 مليون دولار لكل منهما) من أجل توفير لقاحات منقذة لحياة الأطفال في كل من أفغانستان وباكستان.

وقال quot;قدمت الشراكة مع ولي عهد أبوظبي نموذجا رائعا تجاه القضاء على أمراض الأطفال ورعايتهم، فالمانحون لهم دور كبير يساهم في مساعدة المؤسسة للوصول إلى المعدلة الصفرية بالنسبة إلى موت الأطفال بسبب نقص اللقاحات المضادة للأمراض الفتاكةquot;.

قمة أبوظبي للاعلام 2012

وأضاف غيتس أن المؤسسات الخيرية والإنسانية في دولة الإمارات وفي مقدمها مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي والمانحون الآخرون من المنطقة يلعبون دورا إنسانيا وخيريا كبيرا، لافتا إلى أن مؤسسة quot;بيل وميليندا غيتسquot; تسعى إلى جمع مبلغ 6 مليارات دولار لمكافحة مرض شلل الأطفال والقضاء عليه.

وأكد غيتس أهمية التعاون والشراكة من أجل العمل لإنقاذ حياة الأطفال الذين يموتون على مستوى العالم بسبب نقص التغذية واللقاحات المضادة للأمراض الفتاكة. وقال إن quot;مؤسسة بيل وميليندا غيتسquot; تقوم بجمع الأموال والتبرعات التي تستخدم في ثلاثة مجالات رئيسة وهي برامج التنمية العالمية، وبرامج الصحة العالمية والمشاريع الاجتماعية القائمة في الولايات المتحدة.

كما قدمت المؤسسة منحا لمشاريع في أكثر من 100 دولة، حيث بلغت قيمة المنح منذ إنشاء المؤسسة عام 2000 نحو 23.6 مليار دولار، في حين بلغت المنح التي قدمتها المؤسسة خلال عام 2010 نحو 2.6 مليار دولار لعدد من المشاريع. وفي هذا الصدد اوضح أن المؤسسة حرصت على تواجدها ومساندتها للدول الأكثر فقرا والتي تعاني ارتفاع نسبة أمراض الأطفال بسبب سوء الغذاء ونقص الأدوية.

تقليص عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء والأدوية

وأكد غيتس إيمانه بضرورة الوصول إلى الأهداف المرجوة في تقليص عدد وفيات الأطفال بسبب نقص الغذاء والأدوية، موضحا أن المؤسسة حققت نتائج ملموسة في التخلص من العديد من الأمراض المعدية على مستوى العالم كأمراض الجدري والسل والملاريا وتسعى الآن مع الشركاء في المنطقة لأن يتم تكثيف الجهود للقضاء وبشكل نهائي على أمراض شلل الأطفال في الدول التي ينتشر فيها المرض مثل نيجيريا وعدد من دول آسيا.

وأضاف أن quot;نحو 8 ملايين طفل يموتون سنويا بسبب بعض الأمراض كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، ولكن استطاعت المؤسسة وبفضل شركائها النزول بذلك الرقم إلى 4 ملايين طفل من خلال البرامج الغذائية والعلاجية والتوعية ومساعدة الفقراء ومدّهم باللقاحات اللازمة والمضادة للأمراض المعدية والمنتشرة في الدول الفقيرةquot;.

15 % من سكان العالم يعيشون في الفقر المدقع

وأضاف quot;يعيش حاليا أكثر من مليار شخص أي حوالى 15 % من سكان العالم في الفقر المدقع فتجدهم في غالبية الأيام قلقين حيال حصول عائلاتهم على كفافها من الطعام.. ولسخرية الأقدار أن معظمهم يعيش ويقتات من المزارع فالمشكلة تكمن في أن مزارعهم التي لا تزيد مساحتها عن بعض الفدادين لا تنتج ما يكفي من الطعام لعائلاتهم. وتوصلت الدراسات التي أجرتها المؤسسة إلى أنه سيموت المزيد من الناس جوعا إن لم نستطع مضاعفة الإنتاج الغذائي الحالي على مستوى العالم بحلول 2050quot;.

محمد بن زايد وبيل غيتس

وأشار إلى أن هناك استراتيجيات وضعتها المؤسسة لتنمية تلك الدول الفقيرة وتوصيلها لدرجة الاعتماد الذاتي في توفير الغذاء وشراء الأدوية اللازمة وتنمية الزراعية من خلال مكافحة المجاعة في مناطق أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.

ودعا غيتس إلى الحاجة الملحة والضرورية للاستثمار في القطاع الزراعي، ولذا ركزت مؤسسته على التنمية الزراعية باعتبارها الطريقة الأمثل والأكثر منطقية للقيام بذلك من خلال إيجاد موارد غذائية ومداخيل مادية مستدامة.

واوضحت الدراسات أن أربعة ملايين طفل يموتون قبل بلوغهم الشهر الأول وأكثر من ثلاثة ملايين طفل ولدوا أمواتا أو ماتوا خلال الولادة. وأنه كل عام تفارق نصف مليون امرأة الحياة من جراء مضاعفات الحمل والولادة، وأن هناك نقصا في الضغوط الدولية وتقصيرا في تنسيق الجهود لمواجهة هذه القضية.

وتركز مؤسسة غيتس التي يبلغ رأسمالها 34 مليار دولار على مجال الصحة في الدول النامية وتستهدف عادة الأمراض الشائعة الأشد فتكا مثل الملاريا إلى جانب المجال الزراعي. وعن شلل الاطفال أوضح غيتس أن المؤسسة تسعى إلى المساهمة في الجهود الهادفة إلى القضاء على مرض شلل الأطفال في العالم، حيث أكد أن ذلك سيكون قريبا جدا.

وبين أن الإحصائيات تشير إلى أن مرض شلل الأطفال بدأ بالانتشار في 125 دولة، وأصاب أكثر من 350 ألف شخص معظمهم من الأطفال وانخفضت الإصابة بشلل الأطفال منذ ذلك الحين إلى الآن بنسبة بلغت نحو 99٪، مشيرا إلى أن الإصابات بالمرض تظهر في 4 دول فقط الهند وباكستان وأفغانستان ونيجيريا.

الانتخابات الأميركية

من جهة أخرى، تطرق غيتس إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية وقال إن مؤسسة quot;بيل وميليندا غيتس للأعمال الخيريةquot; تعمل مع الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي. مضيفا أن هذا الأمر يمنع المؤسسة من الوقوف إلى جانب مرشح دون آخر.

شراكة غيتس والانصاري

هذا ووقعت quot;الأنصاري للصرافةquot; وquot;مؤسسة بيل وميليندا غيتس للأعمال الخيريةquot; على هامش فعاليات قمة أبوظبي للاعلام 2012 مذكرة تفاهم لدعم اثنتين من الأولويات الصحية الرئيسة وهما القضاء على شلل الأطفال والعلاج والوقاية من الأمراض في المناطق المدارية المهملة إذ قام الطرفان بالمساهمة مناصفة بمبلغ 10 ملايين دولار أميركي لهذا الغرض على مدى السنوات الخمس القادمة.

وقام كل من بيل غيتس الرئيس المشارك لـquot;مؤسسة بيل وميليندا غيتس للأعمال الخيريةquot; ومحمد علي الأنصاري رئيس مجلس إدارة شركة quot;الأنصاري للصرافةquot; بالتوقيع على المذكرة في أبوظبي.وذكر الجانبان أنه تمت المساهمة في هذه المرحلة بمبلغ مبدئي قدره 4 ملايين دولار أميركي لدعم أنشطة القضاء على شلل الأطفال في باكستان وأفغانستان ومعالجة الأمراض المدارية المهملة في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا.

وستتم إدارة التمويل الموجه للقضاء على شلل الأطفال من خلال المبادرة العالمية للقضاء على هذا المرض وسيتم تخصيص المبلغ المبدئي من أجل تحسين جودة التطعيم ما سيساهم في أهداف المبادرة للقضاء على هذا المرض.

واشار الجانبان الى أن التمويل الخاص بالأمراض المدارية المهملة ستتم إدارته من خلال صندوق quot;ذي إيندquot; أول صندوق في العالم يخصص من قبل الجهات المانحة من القطاع الخاص للأمراض المدارية المهملة وذلك لعلاج حوالى 12 مليون شخص على مستوى العالم بما في ذلك ثلاثة ملايين من أطفال المدارس في مالي خصوصاً أن الأمراض المدارية المهملة تؤثرفي أكثر من مليار شخص من أفقر الأفراد في العالم بما في ذلك 500 مليون طفل... مؤكدين أنه مع توافر اللقاح اللازم للأشخاص المصابين بالمرض فإن الحملة ستساعد الملايين على العيش حياة صحية وبالإضافة الى تخفيض مستوى الفقر.