يرد أن الشرطة اعلنت اكتشافها ماخورا في دير معروف للرهبان في موسكو، في نبأ تقول الكنيسة الارثوذكسية الروسية إنه جزء من حملة مستمرة لتشويه صورتها. لكن الثابت هو أن النبأ يوفر ذخائر جديدة للمتسائلين عن حال المعايير الأخلاقية داخل هذه الكنيسة.

أعلنت الشرطة في موسكو انها اكتشفت ماخورا في دير للرهبان في موسكو. وأعلن القائمون على شؤون الأمن هذا الأمر على الرغم من أن رئاسة هذا الدير تعود الى راهب يُعتقد أن له حظوة خاصة داخل الكرملين، وكان يُتوقع أن يتم التكتم على النبأ انطلاقا من هذا الأساس.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت امرأتين بتهمة ممارسة الدعارة، بعد إغارتها على سبع غرف في جناح متصل بدير سترينسكي تُقدم فيه المومسات لقاء 1750 روبلا (حوالى 55 دولارا) للساعة. وفي ما يتصل برئيس الدير، فهو الأب تيخون الذي يُشاع أنه المرشد الديني والروحي للرئيس فلاديمير بوتين. ويُعلم أن هذا الأخير من الأتباع المخلصين للكنيسة الارثوذكسية الروسية.
وثمة أنباء متضاربة عن الجهة المالكة لمباني الدير في جادة روجديستفينسكي. ولكن وفقا لصحيفة laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية، نقلا عن موقع laquo;لايف نيوزraquo; الروسي ذي المصادر الواسعة داخل أجهزة الأمن، فإن هذه المباني تتبع لشركة فنادق صغيرة تسمى laquo;بودوشكينraquo;، وتستأجرها الكنيسة منها.
لكن أحد القائمين على شؤون الدير يرجع الأمر كله الى أن الكنيسة laquo;استأجرت مباني الدير بدون علمها أن جهة أخرى تستأجر أيضا جزءا منها لاتخاذه ماخوراraquo;. وأضاف قوله: laquo;نعلم الآن أن هذا الماخور ظل قائما لفترة طويلة، لكنه لا يمت الينا بأي صلةraquo;. ونقل وجهة نظر الكنيسة الرسمية وهي أنها laquo;ضحية لحملة تشويه متعمدةraquo;.
ومع ذلك فإن مراقبين وخبراء اجتماعيين يوجهون سهام نقدهم الى الكنيسة الروسية قائلين إن موقفها الأخلاقي laquo;تزعزع كثيرا بسبب المسلك الذي تنتهجه بعض الأسماء الكبيرة داخلهاraquo;. ويبدو أن هؤلاء النقاد يشيرون بشكل أو آخر الى قمة الهرم الكنسي نفسه.
ففي ابريل / نيسان الماضي تعرض بطريرك الكنيسة، كيريل، لموجة من السخط الصريح بعدما التقطت صور له وهو يرتدي ساعة laquo;بروغيتraquo; لا يقل ثمنها عن 32 ألف دولار. وفي الشهر نفسه، تعرض أحد كبار رجال الدين في موسكو لحادثة مرورية بينما كان يقود سيارته الـlaquo;بي إم دبليو - زد 4raquo; التي يبلغ سعرها حوالى 70 ألف دولار. ومضى آخرون الى الإشارة الى laquo;السمة التجاريةraquo; التي تظلل مفهوم العبادة نفسه، مشيرين الى مغسلة للسيارات في الطابق تحت الأرضي لكنيسة laquo;كرايست ذي سيفيارraquo;.
يذكر أن تاريخ دير سترينسكي يعود الى العام 1397. ورغم أن رئيسه الحالي، غلأب تيخون، يقلل من شأن روابطه مع الرئيس بوتين، فقد قال إنه يعرفه من فترة طويلة تسبق تسلمه الرئاسة في الكرملين للمرة الأولى في 2000.