عثر أحد البدو في نهاية شهر أيلول/سبتمبر على الشاب الأريتري فريسجي جامينباي (21 عاماً) في صحراء سيناء بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية. وبعد أسابيع قليلة، توفي في أحد المستشفيات المصرية بالقرب من معبر رفح الحدودي إلى غزة بعدما عانى من آثار التجويع والتعذيب.


لميس فرحات: بدأت الحكومة المصرية في آب/ أغسطس الماضي عمليات عسكرية للقضاء على المتطرفين والسيطرة على سجن سيناء.

لكن بالرغم من زيادة الوجود الأمني، تواصل العصابات الإجرامية في سيناء اتخاذ المهاجرين وطالبي اللجوء رهينة في طريقهم إلى إسرائيل، بعد أن يتم احتجازهم للحصول على فدية وتعذيبهم في كثير من الأحيان.

قال نيكولاس بياتشود، من حملة شمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن هذه القضية هي واحدة من أخطر المسائل المثيرة للقلق والمتعلقة بحقوق الإنسان في مصر، مشيراً إلى أن هذه المأساة تستمر وتنتشر على نطاق دولي، لكن يتم تجاهلها من قبل المجتمع الدولي.

أما أبو مهود، وهو من بدو سيناء، فأكد أنه اعتاد على تهريب المهاجرين واللاجئين الأفارقة، مشيراً إلى أن غالبيتهم من السودان، ويدفعون ما يصل إلى 2000 $ للوصول إلى اسرائيل.

بدورها أشارت ميرون إستفانوس، الناشطة في مجال حقوق الإنسان في السويد، إلى أنه في بعض الحالات quot;يجذب العديد من المجرمين الشباب الإريتريين في أثيوبيا الذين يلتمسون اللجوء في معبر سيناء، بوعدهم بحياة أفضل في إسرائيل، ثم يقومون بخطفهمquot;.

وعلى مدى الأشهر العشرين الماضية، قام العاملون في منظمة quot;هيومن رايتسquot; في مصر وإسرائيل وأوروبا بتوثيق أحداث مثيرة للقلق، إذ يقول الرهائن في سيناء إنهم لم يقصدوا أن يذهبوا إلى إسرائيل، ولكنهم خطفوا في السودان أو أثيوبيا في طريقهم إلى مخيمات اللاجئين، وتم بيعهم إلى المجرمين في سيناء لرهنهم مقابل الحصول على فدية.

بحسب بعض التقارير الأوروبية، فإن الخاطفين من قبيلة quot;الراشايدةquot; في إريتريا والسودان أو إريتريين آخرين. والبعض يقول إنه تم اختطافهم من معسكرات اللاجئين، بينهم معسكر quot;الشجارابquot; في السودان وإثيوبيا.

وعن التعذيب الذي يتعرّض له هؤلاء في سيناء، فإن ما بين 20 إلى 30% من المهاجرين الأفارقة، الذين مرّوا عبر سيناء منذ العام 2009، تعرّضوا للتعذيب، كما إن نصف النساء تم الاعتداء عليهن جنسياً.

ووفقاً لبيانات من مختلف منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة، فإن حوالى 7 آلاف شخص تم تعذيبهم في سيناء، وربما يكون 4 آلاف شخص لاقوا مصرعهم نتيجة الاتجار بالبشر منذ العام 2009.

وإذا حالف بعض المخطوفين الحظ وتمكنوا من الهروب أو دفع فدية، فإنهم يجدون أنفسهم في صحراء سيناء، ويتم إطلاق النار عليهم إذا اقتربوا من السياج الحدودي بين مصر وإسرائيل. وفي أفضل الأحوال يتم رفض دخول هؤلاء إلى إسرائيل أو يتعرّضون للإعتقال داخلها لتسللهم بشكل غير قانوني.