تحولت شبه جزيرة سيناء إلى مرتع للجماعات المسلحة التي تستغل عدم وجود انتشار أمني كثيف في هذه المنطقة المقيدة باتفاقية كامب ديفيد منذ توقيعها عام 1979.


القاهرة:قامت أجهزة الأمن المصرية بضبط كمية هائلة تحتوي على 90 صاروخ من طراز quot;أرض - أرضquot; وquot;أرض - جوquot; وهي في طريقها من مطروح غرب البلاد إلى الإسماعيلية شرق العاصمة المصرية، فيما تتواصل محاولات الأفارقة في التسلل إلى إسرائيل عبر سيناء، وبات تهريب السلاح وتسلل ألفارقة ناقوس خطر للوضع الأمني في مصر بصفة عامة وشبه جزيرة سيناء بصفة خاصة.

وتعتبر شبه جزيرة سيناء المحطة الأخيرة للسلاح القادم من ليبيا حيث بات واضحا من خلال الحالات التي شهدت ضبط كميات من الأسلحة الثقيلة والتي تستخدم في الجيوش النظامية، أنها تتخذ من الطريق الساحلي الدولي مساراً في اتجاه شبه جزيرة سيناء المتاخمة للحدود مع قطاع غزة.

شبه جزيرة سيناء منطقة خارج السيطرة

ولم تعد سيناء مسرحاً لتهريب السلاح فقط بل باتت تمثل جسرا لمرور المتسللين الأفارقة إلى داخل إسرائيل، حيث تمكنت القوات المصرية المتواجدة في سيناء من ضبط 40 متسللاً يحملون جنسيات دول أفريقية مختلفة ويحاولون التسلل إلى إسرائيل.

ومعظم سكان شبه جزيرة سيناء، حيث توجد اكبر المنتجعات السياحية المصرية، من البدو الذين تعرضوا طويلا للتهميش في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وشهدت هذه المنطقة انفلاتا امنيا كبيرا منذ سقوط مبارك في شباط/فبراير الماضي.

وما يزيد من هشاشة الوضع الامني في هذه المنطقة ضعف وجود الجيش بسبب نزع سلاح هذا القطاع بموجب اتفاقات كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل عام 1979.

وكان الجيش المصري ارسل العام الماضي قوات اضافية لملاحقة ناشطين اسلاميين بعد اتفاق مع اسرائيل، التي ابرمت مصر معها معاهدة سلام في العام 1979 تضع قيودا على انتشار الجيش المصري في سيناء.

لكن ذلك لم يحول دون تعرض خط الانابيب الذي يعبر شمال سيناء لنقل الغاز الى اسرائيل والاردن لاربعة عشر عملية تخريب في غضون عام واحد.

وقتل مسلحون يرجح انهم اسلاميون مجندين اثنين في الجيش المصري في شمال سيناء الخميس قبل يومين.

وقالت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس إن اربعة رجال مسلحين باسلحة آلية شنوا الهجوم على المجندين بعد ان قام اسلاميون بتوزيع منشورات تدعو الجيش، الذي تم تعزيز تواجده من اجل اعادة الامن، الى مغادرة شمال سيناء.

ووقع الهجوم في بلدة الشيخ زويد على بعد قرابة 15 كلم غرب قطاع غزة.

ويعتقد ان ناشطين اسلاميين مقيمين في سيناء كانوا وراء عدة هجمات بالصواريخ على اسرائيل التي تتهمهم كذلك بانهم عبروا الحدود المصرية العام الماضي وقتلوا تسعة اسرائيليين.

ويعتقد كذلك ان هؤلاء الناشطين يقفون وراء العمليات المتكررة لتفجير خط انابيب الغاز الذي ينقل الغاز المصري الى اسرائيل.