دخل الديمقراطيون والجمهوريون في الولايات المتحدة الأميركية في حرب نفسية بهدف التأثيرفي قرار الناخبين في اللحظات الأخيرة قبل التوجه لصناديق الاقتراع واختيار الزعيم الجديد للبيت الأبيض.


واشنطن: قبل ايام من الانتخابات الرئاسية الاميركية تنادي حملة الرئيس باراك اوباما بفوز مرشحها، مؤكدة انه لم يعد بوسع خصمه الجمهوري ميت رومني الفوز على ضوء تقسم الخارطة الانتخابية، فيما يصر الجمهوريون على وجود quot;اندفاعةquot; مؤيدة لمرشحهم.
وسواء كانت هذه التأكيدات المتضاربة من قبيل ترهيب الخصم او محاولة التأثير في التغطية الاعلامية، فإن الحرب النفسية على اشدها في الشوط الاخير من سباق انتخابي راهن فيه كلا المعسكرين على طموحاته ومساره السياسي فضلا عن توظيف ملايين الدولارات.
وسيجوب اوباما ورومني في الايام الخمسة المتبقية من الحملة الولايات التسع التي تمسك بمفاتيح البيت الابيض نتيجة نظام انتخابي يقوم على الاقتراع العام غير المباشر ويعطي وزنا هائلا لولايات مترددة يمكن ان تحسم خيارها لأي من المرشحين.
وتبقى ولاية اوهايو (شمال) الابرز اذ لم يتمكن اي جمهوري من الوصول الى البيت الابيض من دون الفوز بغالبية اصواتها. وبالنسبة إلى رومني الذي يخوض حملة فيها منذ اسابيع، فان الفوز فيها سيسهل عليه الحصول على اصوات كبار الناخبين الضرورية اي 270 من اصل 538 لدخول البيت الابيض.
غير أن استطلاعات الرأي لا تراعي المرشح الجمهوري على الدوام، وكشفت التحقيقات الاخيرة التي اجرتها شبكة سي ان ان وصحيفة نيويورك تايمز ومجلة تايم عن تخلفه بخمس نقاط عن اوباما في اوهايو، فيما يتقدم عليه الرئيس 2,3 نقطة بحسب متوسط لاستطلاعات الرأي وضعه موقع ريل كلير بوليتيكس.
ويبدو حاكم ماساتشوستس السابق افضل وضعا في ولايتي فلوريدا وفرجينيا من دون ان يكون متقدما بشكل واضح. واذا لم يفز بكبار ناخبي اوهايو سيترتب عليه الفوز في جميع الولايات الاساسية الاخرى تقريبا ومنها ويسكونسين ونيفادا وايوا حيث يبدو اوباما مسيطرا.
ويقدر خبير الاحصائيات في quot;نيويورك تايمزquot; نايت سيلفر حظوظ اوباما في الفوز بولاية ثانية ب79% ويوضح ان quot;استطلاعات الرأي على مستوى الولايات لا تزال توحي بان اوباما يبقى الاوفر حظا للفوز بغالبية اصوات كبار الناخبينquot;.
وبعدما كان فريق اوباما يحذر منذ اشهر من انتخابات تشهد quot;منافسة شديدة ومتقاربةquot; كشف عن بعض التفاؤل في المرحلة الاخيرة وقال ديفيد اكسلرود كبير مستشاري حملة اوباما الاربعاء quot;اننا في موقع قوة .. وسنفوز بهذه الانتخابات الثلاثاءquot;.
غير ان الجمهوريين لا يشاطرونه هذا الرأي، وقال راس شريفر احد اقرب مستشاري رومني quot;ان السباق هو تماما حيث كنا نأمل ان يكونquot; مع اقتراب موعد الانتخابات.
وقال المدير السياسي للحملة الجمهورية ريك بيسون quot;ان ناخبينا على قدر لا يصدق من الاندفاع. وعامل الكثافة يميل الى ترجيح الكفة لناquot;، مشيدا بquot;الحيوية والاندفاع اللذين نلمسهما على الارضquot;.
وقلص رومني قسما من الفارق عن اوباما في استطلاعات الرأي بفضل ادائه في المناظرة التلفزيونية الاولى بينهما في 3 تشرين الاول/اكتوبر وقد خرج منها منتصرا فيما كان اداء الرئيس باهتا وضعيفا.
ويعول الجمهوريون على quot;توسيعquot; الخارطة الانتخابية مع بث اعلانات في ولايات محسومة لاوباما مثل ميشيغن (شمال).
غير ان متوسط استطلاعات الرأي بحسب موقع ريل كلير بوليتيكس يشير على ما يبدو الى تراجع طفيف لرومني كما ان المحللين المستقلين لا يعتبرونه الاوفر حظا ولو انه يتقدم بفارق ضئيل على اوباما على مستوى التأييد الوطني بفضل الولايات الجمهورية.
وقال بروس بوكانان من جامعة تكساس ان quot;اوباما لديه المزيد من الوسائل لبلوغ 270 صوتا، لا جدل في ذلكquot;
وقال توماس مان من معهد بروكينغز ان quot;اوباما متقدم ولو بشكل طفيف في الولايات الاساسية، كان ويبقى الاوفر حظاquot;، معتبرا ان محاولات رومني لنقل المعركة الى خارج الولايات الاساسية الحالية على قدر مبالغ به من التفاؤل.
ويعتقد هذا الخبير في العلوم السياسية ان الاعصار ساندي الذي اجتاح شمال شرق الولايات المتحدة قد يكون دعم الرئيس الذي ظهر في الخطوط الامامية في مكافحة الدمار ومساعدة المنكوبين.
ويؤكد توماس مان ان الاعصار quot;عزز تقدم اوباما وجعل من المستبعد اكثر ان يحقق رومني فوزاquot;.
وتبقى الارقام الشهرية للوظائف والبطالة التي ستعلن صباح الجمعة موضع ترقب لجهة انعكاسها على الحملة لكن توماس مان رأى انها حتى لو كانت سيئة quot;فان الوقت فات لتحدث فرقاquot; في نتائج الانتخابات في حين وصل عدد الذين اقترعوا في عمليات انتخاب مبكرة الى بضعة ملايين.