يواجه الرئيس باراك أوباما أكبر تحد في تاريخ الولايات المتحدة، يتمثل في عرائض وقعها مئات الآلاف في 18 ولاية جمهورية، وولايتين ديمقراطيتين هما نيويورك وأوريغون، يطلبون فيها الاستقلال عن أوباما وإدارته.
بينما كان اولئك الذين أعادوا باراك اوباما الى البيت الأبيض في ولاية ثانية يحتفلون بهذا الفوز التاريخي على أكثر من صعيد، بلغت حسرة الذين صوتوا لمنافسه مستوى غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الاميركية.
ووفقا للأنباء التي نقلتها صحف بريطانية ، فإن هذا المستوى يتمثل في أن نحو 100 ألف شخص من 20 ولاية وقعوا على عرائض تطالب بالانفضال عن laquo;الولايات المتحدة الأميركيةraquo;. ورُفع هذا المطلب الى موقع الحكومة الأميركية We The People laquo;وي ذي بيبولraquo; (نحن الشعب). بل إن عدد الموقعين على هذه الرغبة الفريدة في العصور الحديثة يقف في ولاية تكساس، وهي أكبر معاقل الجمهوريين في الجنوب، على عتبة اللازم لإجبار البيت الأبيض، بقوة القانون، على الرد.
وقد أتت المطالبة بالاستقلال عن واشنطن من 19 ولاية أخرى هي: نيويورك، ونيوجيرسي، وفلوريدا، وجورجيا، وميشيغان، ومسيسيبي، وألاباما، وإنديانا، وآركنسو، ونورث كارولاينا، وساوث كارولاينا، ونورث داكوتا، وكنتاكي، واوريغون، ولويزيانا، وميسوري، وتنيسي، ومونتانا، وكولورادو.
وبلغ الحرص في جورجيا على أمر الانفصال هذا حد أن أغلب الناس وقعوا على العريضة مرتين تبعا لما قاله منظمو الدعوة للاستقلال. وإذا كان طبيعيا أن يشعر أهالي تلك الولايات بالميل الى المضي على هذا الطريق، لأن ولاياتهم معاقل جمهورية تقليدية، فقد شذت نيويورك وأوريغون عن هذه القاعدة لأنهما laquo;ديمقراطيتانraquo; وصوت أغلبية الناخبين فيهما لأوباما في هذه الانتخابات الأخيرة. وهناك ايضا فلوريدا التي فاز بها اوباما لكن أصوات دعاة الاستقلال فيها ترتفع عاليا الآن.
يذكر أن تقديم التماسات من هذا القبيل الى الحكومة الفيدرالية مكفول بالقانون بمفعول laquo;التعديل الأولraquo; في الدستور الأميركي - ويضمن إجبارها على الرد عليه - شريطة ألا يقل عدد الموقعين عن 25 ألف شخص. وفي تكساس بلغ عدد الموقعين حتى وقت كتابة هذا الخبر نحو 23 ألفا.
واقتبست معظم الطلبات السطور الأولى من وثيقة استقلال أميركا عن بريطانيا، التي ذكر فيها مؤسسو الولايات المتحدة حقهم في quot;تفكيك الروابط السياسيةquot; وتكوين دولة جديدة.
ويتخذ هذا الأمر كله اهميته من حقيقة أن الفارق بين اوباما ومنافسه ميت رومني (على مستوى الصوت الشعب) ليس كبيرا بالمقاييس المعتادة إذ حصل الأول على 50.5 في المائة بينما حصل الثاني على 47.9. وهكذا يتضح أن أميركا مقسومة في المنتصف تقريبا بين الديمقراطيين والجمهوريين.
يذكر أيضا أن بين أبرز الالتماسات القومية الأخرى المقدمة الى البيت الأبيض اعتماد لغة الإشارة (للصم والبكم) لسانا رسميا يُفرض استخدامه على المدارس، والسيطرة على المواقع الإباحية في الإنترنت، ووقف غارات طائرات laquo;الدرونraquo;.
التعليقات