أعلن الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة قائمقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية رسميا الأحد تجليس البابا تواضروس الثاني على الكرسي البابوي. جاء ذلك في قداس التجليس الذي أقيم صباح اليوم في مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
القاهرة: تسلم البابا تواضروس الثاني رسمياً عصا الرعاية وتقلد التاج الذهبي، وجلس على كرسي مارمرقس، ليصبح بذلك البابا رقم 118 في تاريخ الكنيسة القبطية المصرية رسمياً، فيما ألغت الكنيسة الإحتفالات بمناسبة تجليس البابا الجديد، تضامناً مع أسر ضحايا حادث تصادم القطار بحافلة مدرسية، ما أسفر عن وفاة 51 طفلاً وإصابة 17 آخرين بجراح بعضها خطير.
انخرط البابا تواضروس الثاني في نوبة بكاء، قبيل جلوسه على الكرسي البابوي، بينما قبّل الأنبا باخميوس القائمقام البطريرك، يد البابا الجديد. وحضر الإحتفال بتنصيب البابا الجديد الذي اقتصر على المراسم الدينية، رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل وعدد من الوزراء الحاليين والسابقين والشخصيات العامة والسياسية والدينية وسفراء الدول الأجنبية والعربية في مصر. ومنهم: الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق، السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان، الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى في عهد مبارك، والدكتور عمرو حمزاوى النائب بمجلس الشعب المنحل، وزوجته الفنانة بسمة، إضافة إلى الفنانين عزت العلايلى وهاني رمزي.
بينما لم يحضر الرئيس محمد مرسي أو الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الإحتفالات، ولكن كان هناك مندوبان عنهما.
جرت مراسم تنصيب البابا الجديد وسط اجراءات أمنية مشددة شاركت فيها قوات من وزارة الداخلية والجيش، وأغلقت الطرق المؤدية إلى مقر الكنيسة بالقاهرة، وانتشر الآلاف من الجنود في الشوارع المحيطة بها، وأمامها وحواليها، فيما تولت فرق الكشافة التابعة للكنيسة عمليات تنظيم الإحتفال وحفظ الأمن داخل الكنيسة.
قدم رئيس الوزراء التهنئة للبابا الجديد ثم إنطلق خارجاً من الإحتفال لمتابعة أعماله، فيما قدمت مختلف القوى السياسية المصرية التهنئة، ومنها التيار الشعبي، بقيادة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وقال التيار في بيان له، تلقت إيلاف نسخة منه، quot;نثق أن البابا تاوضروس سيواصل دعمه بالشراكة مع مشيخة الأزهر الشريف ويجسد الانحياز للوطنية المصريةquot;.
وأضاف: quot;إننا نثق أن البابا تاوضروس الذي ولد مع ثورة 1952 العظيمة ويتولى رئاسته الروحية بعد ثورة 25 يناير العظيمة، سيدعم التغيير الذي طرأ على مصر كلها مع ثورة يناير وهو انطلاق المصريين للمشاركة السياسية كمواطنين في بلد يساوي بين كافة مواطنيه ولا يميز بينهم ، وأنه سيدعم الدور الروحي والتربوي للمؤسسات الدينية التي يجب أن تبقى بمقدساتها العظيمة بعيدا عن أي تجاذب سياسيquot;.
ويواجه البابا الجديد الكثير من الملفات والأزمات على المستوى السياسي أو الصعيد الداخلي للكنيسة، منها: ما يوصف بأنه quot;أسلمة القاصرات المسيحياتquot;، بناء الكنائس، الحوادث الطائفية التي تتسم بالعنف، تطوير الكنيسة ومواجهة مراكز القوى التي تكونت في نهاية عهد البابا شنودة الراحل، إضافة إلى تطوير المجلس الملي، وأزمة الدستور الجديد، لاسيما بعد إعلان الكنائس المصرية الثلاث الإنسحاب من الجمعية التأسيسية للدستور، مما قد يخلق مواجهة سياسية مع جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي، اللذين يسيطران على مقاليد الأمور بالجمعية.
التعليقات