يعتزم مثليون مسلمون افتتاح مسجد لهم في باريس الأسبوع المقبل، إلا أن المسؤولين الإسلاميين في فرنسا يرون في هذا الأمر تجاوزًا للخطوط الحمراء، ومسًا بمشاعر المسلمين.


باريس: يقول محمد لوديفيك زاهد، الناطق بلسان التجمع الوطني للمثليين الفرنسيين، في حديث لـquot;إيلافquot; إن المسجد quot;لن يكون للمثليين فقط، كما ردد العديد من وسائل الإعلام، وإنما سيكون مفتوحًا في وجه جميع المسلمين، وسيرحب بالمرأة سواء كانت محجبة أو غير كذلك، لتؤدي صلاتها في أي صف من صفوف المصلين، عكس ما هو معهود في المساجد، حيث تقف في الصفوف الخلفية، فنحن نعيش في بلد علماني، قيمه الحرية والمساواةquot;، بحسب تعبيره.

ويرى زاهد أن quot;الاختلاط بين الرجل والمرأة لم يكن محظورًا في بداية الإسلامquot;، ليقدم بعدها ملاحظة لفتت انتباهه وهوعائدمن الحج برفقة والدته أخيرًا، حيث لاحظ أنه quot;تم عزل الرجال عن النساء في الكعبةquot;، مضيفًا أن هذا الأمر، quot;لم يكن حاصلًا قبل عشر سنوات، عندما توجهت لأداء مناسك الحج وعمري لا يتجاوز 25 سنةquot;.

افتتاح هذا المسجد، الذي لن يعرف عنوانه إلا أفراد تجمع مثليي فرنسا، سيكون الجمعة المقبلة. وأشار زاهد إلى أن جمعيات حقوقية ومسيحية تدعم هذه الخطوة، كما عبر عن quot;عدم اكتراثه بردود فعل مسؤولي الشأن الإسلامي في فرنساquot;، معتبرًا أن quot;مؤسستهم غير ديمقراطية ولا يحظى جميع المسلمين بالتمثيلية فيهاquot;، في إشارة منه إلى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.

أسرتي فخورة بي

يقول زاهد إنه تشبع بالإسلام في بدايات شبابه، وحفظ ما يقارب النصف من الذكر الحكيم، وانفتح على علوم أخرى عصرية. فهو خريج معهد الدرسات العليا للعلوم الاجتماعية، quot;وهذا ما يمكنني من أن أؤم بالمصلين في هذا المسجدquot;.

وكان زاهد عقد قرانه على رجل مسلم جنوب أفريقي يدعى قيام الدين جانتجي، بحضور إمام مسجد إحدى ضواحي باريس، الذي بقي اسمه مجهولًا. وهذا حدث لم يمر من دون ضجيج إعلامي كبير، فرنسيًا أو دوليًا، حيث تناقلت الخبر الكثير من وسائل الإعلام.

ولا يلقى زاهد، بحسب تصريحه لـquot;إيلافquot;، معارضة من طرف عائلته. فوالده ووالدته وأخته وزوجها حضروا حفل زواجه في جنوب أفريقيا، quot;وانتهى بهم الأمر كلهم إلى فهم شخصيتي، ولماذا أقوم بما أقوم به، وأعتقد أنهم فخورون بي كثيرًاquot;.

محرّم بحجة قاطعة

أكد البكاي مرزاق، نائب رئيس المجلس الجهوي للديانة الإسلامية لباريس والضواحي، في تصريح لـquot;إيلافquot;، علم المسؤولين عن الشأن الإسلامي في فرنسا بخطوة زاهد وجمعيته لتأسيس مسجد خاص بالمثليين في العاصمة الفرنسية من خلال وسائل الإعلام، كما علموا بخبر الإحياء الديني لحفل زواجه من رفيقه الجنوب أفريقي.

وقال: quot;أدان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية هذا الأمر، ولم يتوقف عنده كثيرًا، لأن الإسلام يحرّم بحجة قاطعة زواج المثليين، فكيف بالأحرى انشاء مسجد خاص بهم. وهناك آيات واضحة في هذا البابquot;، مستدلًا بقوله تعإلى quot;وَمِنْ آيَاتِهِ أن خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً أن فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَquot;.

مس بقدسية الاسلام

يشير مرزاق الى أن هذا ليس بالأمر الجديد، quot;فدول أخرى سبقتنا لذلك مثل الولايات المتحدةquot;. فهؤلاء، بحسب رأيه، يطبقون مبدأ خالف تعرف، داعيًا السلطات الفرنسية إلى عدم منح الترخيص لفتح مسجد من هذا النوع. وينظر مرزاق إلى التوجه الديني للمثليين المسلمين تطرفًا من صنف آخر يستفز مشاعر المسلمين.

وإن كانت هناك إمكانية للتحاور مع هذه الفئة وفتح قنوات التواصل معهم، يرد مرزاق: quot;إن دعت الضرورة إلى ذلك فلما لا؟quot;، مؤكدًا أنه لا يستثني أي شخص ينطق بالشهادتين، مستدركًا في الوقت ذاته أن quot;هذا العمل الذي يقومون به يمس بقدسية الإسلامquot;.

ويعتقد مرزاق أن ترخيص فتح مسجد لهؤلاء يعني وجود نيات مبيتة لاستهداف الإسلام والمسلمين، معتبرًا أن هذا quot;سيمس بمشاعر جماهير المسلمين، ليس في فرنسا فقط وإنما في جميع أنحاء العالمquot;.