اسطنبول: بعد حوالى ثلاثين عاما من وفاته، لم يسمح تحليل رفات الرئيس التركي السابق تورغوت اوزال بكشف ملابسات موته ولا اسكات الذين يؤكدون ان الذي تولى السلطة خلفا للعسكريين وكان يحلم بسلام مع المتمردين الاكراد تمت تصفيته.

وقد ذكرت وسائل الاعلام التركية اليوم الاربعاء ان تحليل رفات اوزال الذي توفي اثناء توليه الرئاسة في 1993، لم يؤد الى نتائج حاسمة بشأن فرضية تسميمه، وان كان عثر على بعض آثار السم.

وقالت وكالة انباء الاناضول ان quot;مجلس الطب الشرعي استكمل ابحاثه لتوضيح الشكوك في اسباب موت الرئيس السابق وسيسلم النتائج الى القضاءquot;. ونقلت شبكة التلفزيون ان تي في عن مصادر قريبة من التحقيق انه quot;عثر على مواد سمية، لكن الخبراء لم يتمكنوا من الاستنتاج بان سبب الوفاة هو تسممquot;.

وبشكل اوضح وكما اكدت تسريبات في الاسابيع الماضية، اكد الخبراء في تقريرهم وجود مواد سامة وخصوصا، مبيدات حشرات، لكن بكميات لا تكفي للتسبب في وفاة اوزال.

ونقلت صحيفة حرييت عن مسؤول تركي اليوم ان quot;الخبراء وجدوا مواد سامة في الرفات، لكن هذه السموم موجودة بكميات يمكن رصدها في جسم اي انسانquot;. وتحدثت وسائل اعلام عن فرضية تلوث quot;طبيعيquot; لجثمان اوزال بمواد سامة موجودة في التربة التي دفن فيها.

واشارت شبكة التلفزيون الخاصة سي ان ان-ترك الى خلافات بين خبراء، واكدت ان بضعهم رفضوا المصادقة على مضمون التقرير. باختصار، لا شيء حاسمًا يسمح بتقديم بداية رد على التساؤلات العديدة حول وفاة الرئيس السابق.

وقد سلمت quot;نتائجquot; عملية التشريح الى القضاء. واصبح اوزال ثامن رئيس لتركيا في 1989. وقد توفي في مكتبه عن 65 عاما في نوبة قلبية، وهو سبب لم يكن مستبعدا، نظرا إلى سمنته وخضوعه لعملية توصيل شرايين القلب في 1987.

ولكن وكما في حالة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، رفض اقرباؤه رواية الموت الطبيعي. وقد اكد ابنه خصوصا ان والده سمم.

وقبل ان يصبح رئيسا للجمهورية في 1989، تولى اوزال رئاسة الحكومة ست سنوات، وامن عملية انتقال السلطة من العسكريين الذين حكموا البلاد بعد انقلاب 1980.

وقد توفي اوزال الكردي الاصل، بينما كان يحاول التفاوض حول اتفاق سلام مع المتمردين الاكراد في حزب العمال الكردستاني الذين كانوا يخوضون نزاعا مسلحا مع تركيا منذ 1984. واسفرت المواجهات بين القوات التركية والانفصاليين الاكراد منذ ذلك الحين عن مقتل اكثر من 45 الف شخص، بحسب الجيش.

واكد ابنه احمد اوزال في عدد من المقابلات في السنوات الاخيرة ان اسبابًا عديدة ترجح فرضية اغتيال والده من قبل العسكريين الاتراك. ويقول quot;لا احد في تركيا يستطيع ان يصدق ان تورغوت اوزال لم يتم تسميمهquot;.

وفي محاولة لكشف ملابسات هذه القضية، امر الرئيس التركي الحالي عبد الله غول في الربيع باجراء تحقيق رسمي اشار الى quot;ملابسات مشبوهةquot; لوفاة سلفه، واوصى بنبش رفاته لرؤية الامور بشكل اوضح. لذلك لن يكفي تقرير التشريح ويمكن ان يطلق مجددا نظريات المؤامرة.

وقبل ان تنشر نتائج التشريح، شكك سليمان ديميريل الذي تولى رئاسة البلاد بعد اوزال، في فرضية التسميم. وقال quot;لا اصدق الذين يؤكدون ان اوزال اغتيلquot;.

لكن آخرين يؤمنون بذلك وخصوصا في معسكر الحكومة الاسلامية المحافظة التي تعمل منذ 2002 على الحد من تأثير الجيش على الحياة السياسية.