لا يرى روب سبحاني رجلًا في الشرق الأوسط أهم من الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، الذي عزز مكانته الاقليمية والعالمية.


من البديهي الاعتراف صراحة بأن خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك من طينة ملوك الزمان المشرق، تمكن خلال سنوات قليلة أن يخطو بالسعودية خطوات كبيرة باتجاه التغيير. فهو، على ما يقول روب سبحاني في مقالته بعنوان quot;الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود: الرجل الأهم في الشرق الأوسطquot;، نجح في تغيير حال بلاده المحافظة، quot;بطرحه مجموعة من المبادرات الإصلاحية التي خلقت مناخًا جديدًا من الحوار والانفتاح، وعمل على تحرير الاقتصاد، محققًا هذه المكاسب ببطء وبشكل منهجي، بعيدًا عن التبجّح الاعلامي، إذ أحاط به مجتمع محافظ دينيًا.

ويقول سبحاني: قبل أيام قليلة، ظهر الرئيس المصري محمد مرسي على غلاف مجلة تايم الأميركية، وارتسمت على محياه نظرة حائرة. وصفته المجلة بالرجل الأهم في الشرق الأوسط، لكن يبدو أن تايم أخطأت التصنيف. فمرسي ليس الأهم في هذه المنطقة من العالم، وهذا اللقب ما زال خاصًا بالعاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

يرى سبحاني أنّه لا بد من الاعتراف أولًا بأن أهمية السعودية، مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين، بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط والعالم أكبر من أهمية مصر. فملك السعودية يحمل لقبًا آخر، هو لقب quot;خادم الحرمين الشريفينquot;، إلى جانب لقب آخر لا مناص من ذكره، لقب quot;ولي أمر أهم حقول النفط في العالمquot;. فعلى الرغم من طفرة الوقود الأحفوري المقبلة في الولايات المتحدة، إلا أن السعودية تبقى أكبر مصدر للنفط الخام، وبالتالي أهم محرك للاقتصاد العالمي.

يضيف سبحاني ان الملك عبد الله، نجح في توسيع أفق الموقع القوي الذي يشغله محليًا وإقليميًا وعالميًا، مع التغييرات التي أجراها على السياسة الداخلية، ومشاركته الفعالة في صنع السلام في المنطقة، إلى جانب جهده الحثيث لدحر النفوذ الإيراني المتنامي.

ويضع سبحاني الملك عبدالله في فئة الملوك الذين ترضى عنهم شعوبهم، استنتاجًا من مناعة السعودية أمام عدم الاستقرار في المنطقة، متجاوزًا تحليلًا يهين السعوديين بإشادته بنجاح القيادة السعودية في رشوة شعبها بحزم الإنفاق الإجتماعي. يقول سبحاني: quot;السعوديون لا ينقصهم الذكاء، وهم قادرون على التمييز بين الجيد والسيىءquot;. يستتبع قائلا: في الوقت نفسه، تتمتع شخصية الملك عبد الله بشعبية عارمة بين شرائح الشعب السعودي. وهذه الشعبية هي ما يتيح له الامساك قويًا بزمام الأمور في السعودية، الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، وهذا تاليًا ما يريح بال أميركا.

ويركز سبحاني الذي كان يومًا مرشحًا مستقلًا لمجلس الشيوخ الأميركي في ولاية ميريلاند، على الاهتمام الأميركي بالسعودية، التي لا غنى أميركيًا ولا عالميًا عن دورها الاقتصادي العالمي، ولا عن نفطها على الرغم من طفرة الوقود الأحفوري المقبلة في الولايات المتحدة.