تقول مصادر طبية مُطلعة على الملفّ الصحي لحسني مبارك، إنّ الاخير يشكو سرطان الرئة الذي تبدو أعراضه واضحة عليه. وما نقل الرئيس السابق المصري إلى مستشفى المعادي العسكري الا تأكيد على خطورة وضعه.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بينما تنظر محكمة النقض في قضية الرئيس المصري حسني مبارك، في 13 يناير/ كانون الثاني المقبل، وفي أعقاب نقله إلى مستشفى خارج سجن طره، قالت مصادر طبية مطلعة إن ثمة مؤشرات قوية تدل على احتمال أن يكون مبارك مصاباً بسرطان الرئة، مشيرة إلى أن الفحوصات الأولية تؤكد أنه يعاني من إرتشاح بالغشاء البلوري للرئة. وهذا السبب الحقيقي وراء نقله إلى مستشفى المعادي العسكري.

وأضافت المصادر لـquot;إيلافquot; أن الإرتشاح البلوري يعتبر من أعراض اصابة الرئة بالسرطان، وأوضحت أن هناك أسبابًا أخرى للإرتشاح البلوري، مثل الفشل الكبدي أو الكلوي أو الالتهاب الرئوي الحاد، لكنها ذهبت إلى أن التاريخ المرضي لمبارك يشير إلى أنه مريض سابقًا بسرطان البنكرياس، وأنه لم يعانِ من قبل من الفشل الكلوي أو الكبدي أو الالتهاب الرئوي الحاد، مما يزيد من احتمال إصابته بسرطان الرئة.

أضافت المصادر أن مبارك سبق أن أجريت له عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني من البنكرياس في شهر مارس/ آذار من العام 2010، في مستشفى هيدلبرج بألمانيا.

وأشارت إلى أن هذا ما استدعى نقل مبارك من مستشفى سجن طره إلى المجمع الطبي للقوات المسلحة بالمعادي، لاسيما أن الإرتشاح البلوري وسرطان الرئة من الأمراض التي تحتاج أجهزة طبية متقدمة، وفريقًا طبيًا على قدر كبير من الخبرة، وهي أمور لا تتوفّر في مستشفى السجن.

ولفتت المصادر إلى أنه وفقاً للتقرير الطبي الذي أمر بموجبه النائب العام بنقل مبارك للعلاج خارج السجن، فإنه مصاب بـquot;شرخ في ضلوع الصدر، إضافة إلى ارتشاح الغشاء البلوري في الرئة، وهشاشة في العظام، بعد سقوطه داخل دورة مياه مستشفى السجنquot;، وأوضحت المصادر أن جميع ما ورد بالتقرير باستثناء الإرتشاح البلوري لا يحتاج للعلاج خارج السجن.

ولفتت إلى أن حالة مبارك تحتاج للاستمرار في مستشفى المعادي لفترة، وسوف يخضع لعمليات جراحية، لمساعدته على التنفس بسهولة، لاسيما أنه يعاني من صعوبة شديدة في التنفس وآلام بالصدر، مما يستلزم تركيب أنابيب صدرية له.

ونقل مبارك إلى مستشفى المعادي العسكري، مساء اليوم الخميس، 27 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تنفيذًا لقرار من النائب العام المصري طلعت عبد الله، بعد أن انتدب لجنة طبية لفحص حالة الرئيس السابق.

وانتهت اللجنة إلى أنه يعاني من شرخ بضلوع الصدر، وإرتشاح بلوري، إضافة إلى هشاشة في العظام، وضمور في عضلات القدمين، مما يصعب حركته بمفرده.

ويشهد مستشفى المعادي العسكري حالة من الإستنفار الأمني، وانتشرت قوات من الشرطة خارجه، ومنعت الدخول إليه إلا بعد الإطلاع على بطاقات الهوية، وسبب الحضور إلى المستشفى، وتمنع دخول غير مرافق واحد فقط مع أي مريض جديد. وجرى تشديد الإجراءات الأمنية في الطابق الثالث بالمستشفى، حيث يرقد مبارك.

وتنظر محكمة النقض المصرية، أعلى هيئة قضائية جنائية في مصر، في قضية مبارك المتهم فيها بقتل المتظاهرين أثناء أحداث ثورة 25 يناير 2011، مع وزير داخليته حبيب العادلي، وست من قيادات الشرطة، بتاريخ 13 يناير/ كانون الثاني المقبل، وسيكون أمام المحكمة مساران لا ثالث لهما، إما تأييد حكم السجن المؤبد بحق مبارك والعادلي، أو إعادة محاكمتهما أمام محكمة أخرى.