أعمال الشغب عقب مباراة كرة القدم

آخر تحديث: الخميس 2 فبراير 2011 - الساعة 00.03 غرينتش

تسببت أعمال عنف وقعت عقب مباراة كرة قدم بين فريق الأهلي والفريق المصري، بمقتل 76 شخصًا وإصابة المئات. وقال مسؤول إن هذا المشهد لا يمكن فصله عن الواقع السياسي،ودعا quot;تحالف ثوار مصرquot; مجلس الشعب إلى سحب الثقة من وزيري الداخلية والصحة.


القاهرة: استمراراً للحالة، التي تسيطر على مصر، وقعت أعمال عنف واسعة النطاق عقب مباراة كرة قدم، أسفرت عن وفاة 76 شخصاً، وإصابة نحو 450 شخصاً في إستاد بورسعيد، عقب مبارة كرة قدم بين فريقي الأهلي والمصري، كما وقعت أعمال عنف أخرى في إستاد القاهرة، أسفرت عن إحتراق الإستاد، وسقوط عشرات القتلى والمصابين. وطالبت قوى ثورية وسياسية عديدةبإقالة وزير الداخلية، متهمة إياه بالتقصير في حماية الأرواح والممتلكات.

وقال الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف إن عدد القتلى وصل إلى 76 حالة بحلول التاسعة والنصف من مساء الأربعاء 1 شباط (فبراير) الجاري، متوقعاً إرتفاع عدد حالات الوفاة. وأضاف لـquot;إيلافquot; إن حالات الإصابات وصلت إلى نحو 270 حالة، متوقعاً ارتفاع العدد، مشيراً إلى أن هناك 20 سيارة إسعاف أرسلت من الهيئة في القاهرة إلى بورسعيد، إضافة إلى قوة الإسعاف في بورسعيد.

ووصف الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر السابق الأحداث بأنهاquot;فوضى ممنهجةquot;، وقال في صفحته على فايسبوك: quot;هذا الموضوع مخطط، وتلك الأحداث هي فوضى ممنهجةquot;.

أيّد البدري فرغلي النائب في مجلس الشعب عن محافظة بورسعيد وجهة نظر شرف، وقال لـquot;إيلافquot; ما يحدث فوضى مدبرة، مشيراً إلى أن المشهد لا يمكن قراءته بعيداً عن السياسية، وعمّا يجري في البلاد حالياً. وأضاف فرغلي أن هناك العديد من علامات الإستفهام حول طريقة تعامل الشرطة وقوات الجيش مع الأحداث، متهماً إياها بالتواطؤ في تلك الجريمة.

وأشار إلى أن قوات الأمن سمحت بدخول الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء إلى الاستاد وساهمت في المذبحة بطرقة مباشرة.

وقرر المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكري إرسال طائرتين عسكريتين لنقل لاعبي الأهلي وجمهوره والمصابين من محافظة بورسعيد إلى القاهرة. فيما قرر إتحاد الكرة المصرية تأجيل دوري كرة القدم إلى أجل غير مسمّى.

إقرأ أيضاً

شغب عقب مباراة الأهلي والمصري يحصد 73 قتيلاً laquo;فيديوraquo;

وقال شهود عيان لـquot;إيلافquot; إن الأحداث بدأت في أعقاب انتهاء المباراة بين النادي الأهلي والنادي المصري البورسعيدي، مشيرة إلى أن جماهير النادي المصري هاجمت لاعبي النادي الأهلي وجماهيره، عقب إطلاق صفارة النهاية، رغم أن فريقها حقق فوزاً تاريخياً على الأهلي، بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

وأضاف الشهود إن الأحداث اشتعلت بسبب لافتة، رفعها مشجّعو النادي الأهلي، مكتوب عليها quot;بورسعيد ما فيهاش رجالةquot;، إضافة إلى توجيه شتائم بذيئة إلى أهالي بورسعيد، ولفتت إلى أن الجماهير اندفعت إلى أرض الملعب، واعتدت بالضرب على اللاعبين والمشجّعين بالعصي والأسلحة النارية والبيضاء، بالتزامن مع انقطاع الكهرباء عن الإستاد.

ودعا quot;تحالف ثوار مصرquot;، الذي يضم العديد من القوى الثورية،مجلس الشعب إلى سحب الثقة من وزيري الداخلية والصحة فورًا، وإقالة محافظ بورسعيد، على خلفية الأحداث، التي راح ضحيتها العديد من لاعبي وجماهير النادي. كما طالب التحالف بإقالة مجلس إدارة اتحاد كرة القدم فورًا.

اتهامات للمجلس العسكري

هذا وأعرب العديد من الرموز السياسية المصرية عن أسفهم لأحداث الشغب، التي وقعت في إستاد بورسعيد، واتفقوا جميعاً على أن الأحداث ذات علاقة بالسياسية، وليست مجرد انفعال جماهيري، لا سيما أنها أتت من جماهير النادي المصري الفائز في المباراة.

وتفاعلت الرموز المصرية مع الحدث عبر صفحاتها على مواقع التواصل الإجتماعي، ومنها فايسبوك وتويتر. وقال عصام سلطان النائب في البرلمان: quot;الأمر أكبر من مباراة كرة قدم، فشلوا في الوقيعة بين شباب الإخوان والثوار في الأمس، ففعلوا فعلتهم اليوم، وما زالوا يفاجئوننا كلما اقترب تسليم السلطةquot;.

وكتب حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان: quot;كارثة تحدث في مصر، الدولة تتفكك، كل ما نشاهده هذا الأسبوع من أعمال سرقة بالإكراه والعنف غير المبرر في بورسعيد وإستاد القاهرة يظهر غياب الدولةquot;.

واتهمت الناشطة السياسية نوارة نجم المجلس العسكري والإخوان بـquot;حرق مصرquot;، وقالت: quot;المجلس بيحرق لنا البلد ليه؟، والإخوان بيقولوا لنا حنلمّكم كلكم في السجون وحنلبسكم قضايا تخابر كمان، يا ناس ما فيش حد يلحقهم، الجدعان بتموت، وإحنا ما حيلتناش رجالة في البلد دي غيرهمquot;.

وكتب quot;أدمنquot; صفحة حركة quot;6 أبريلquot;: وزير الداخلية هو المسؤول عن تأمين المباريات، وبالتالي هو المسؤول عن أعمال الشغب وسقوط الضحايا، ووزارة الداخلية تريد تحويل وضع البلد إلى فوضى، ويجب محاسبة وعقاب كل من تسبب في أحداث الفوضى وسقوط قتلى في بورسعيد، هناك من يريد إشعال الأحداث في مصرquot;.

ووصف الناشط الحقوقي نجاد البردعي ما حدث بـquot;المؤامرة على مصر من الداخلquot;، وقال: quot;لا يمكن إلا أن نحمّل الأمن مسؤولية ما يحدث، يجب ألا يعاقب المصريون، لأنهم طالبوا برفع حاله الطوارئ، لو أنكم لا تستطيعون حفظ الأمن إرحلوا، وأنا بصراحة أصبحت موقن بأن المؤامرة على مصر وأهلها هي من الداخل، وأن الطرف الثالث، الذي نتكلم عنه كثيرًا، هو في الحقيقة داخل أجهزة الدولةquot;.

واتهمت الناشطة أسماء محفوظ المجلس العسكري بالسعي إلى إحراق مصر، وقالت: quot;مش معقول كل ده يكون صدفة، البلد كل يوم بتولع في ظل حكم العسكر، كل يوم ناس بتموت في ظل حكم العسكر، كل دقيقة بتمر في حكم العسكر معناه سقوط الدولةquot;.

ورفض المرشح المحتمل لرئاسة الجمهوريةالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وصف الأحداث بالجريمة الجنائية، وقال: quot;المجزرة في إستاد بورسعيد ليست مجرد تقصير أمني، لكنها جريمة كاملةquot;.

واتهم الفنان والناشط السياسيخالد أبو النجا الأمن بالتقاعس، ودعا إلى عزل وزير الداخلية والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، وقال: quot;أن يتقاعس الأمن ويتواطأ بهذا الشكل، هذا يدل علىأنه لا يصلح لمهمته في الحفاظ على أمن وحياة المواطن، طنطاوي ومجلسه والجنزوري لابد من عزلهم فورًاquot;.

واتهممحمود عفيفي المتحدث الإعلامي باسم حركة 6 إبريل الشرطة بالتخاذل والإشتراك بما وصفها بـquot;المؤامرةquot;. وقال لـquot;إيلافquot; إن أجهزة الأمن فتحت بوابات الإستاد عقب الانتهاء من المباراة مباشرة، مما سهّل كثيرًا اقتحام الجماهير للملعب والهجوم على اللاعبين ومشجّعي النادي الأهلي. وألمح إلى تورّط المجلس العسكري في الأحداث، وقال إن القوات الأمنية وقوات الشرطة العسكرية كانت مختفية تماماً طوال الأحداث.

وتوقع عفيفياشتعال الموقف، وزيادة الإحتقان بين المصريين، مشيراً إلى أن ما يحدث يعتبر مؤامرة مكتملة الأركان ضد مصر، ومحاولات لإجهاض الثورة.

من جانبه، دعا الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب إلى اجتماع عاجل للمجلس في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم غد الخميس، لمناقشة تداعيات أحداث مباراة الأهلي والمصري في إستاد بورسعيد.

فيما أعلن الدكتور أسامة ياسين رئيس لجنة الشباب والرياضة أن المجلس لن يناقش أحداث المباراة فقط، وإنما سوف يناقش هذه الفوضى، التي تتم صناعتها في مصر الآن، لتدمير الثورة والإجهاز على مكتسباتها.

وأوضح أن ما حدث أكبر مما شهدته المباراة، حيث تشهد مصر حالة منظمة منذ أيام عدةلإثارة الفوضى والبلبلة، بدأت بالسطو على البنوك والمستشفيات ومراكز البريد، وامتدت إلى بورسعيد أخيرًا،وهو ما لم يحدث خلال أيام الثورة، التي لم يكن فيها وجود لرجال الشرطة.

ردود فعل غاضبة ضد الشرطة والعسكر

تواصلت ردود الفعل الغاضبة على أحداث إستاد بورسعيد، وإنطلقت مظاهرات في الإسكندرية والقاهرة للتنديد بالأحداث، واتهمت وزارة الداخلية والمجلس العسكري بالمسؤولية عن تلك الأحداث، ورددوا هتافات منها: quot;القصاص القصاص من اللي قتلنا بالرصاصquot;، وquot;واحد اثنين القصاص فين؟quot;، فيما استقبل المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري لاعبي النادي الأهلي في المطار، وأمر بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث.

ووصف حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أحداث شغب بورسعيد بأنها quot;أكبر من كونها تشجيعًا أو تعصبًا خرج عن المألوف، وإنما يشير إلى مخطط متعمد لصناعة فتنة، تهدف في الأساس إلى إدخال مصر في دوامة من الأزماتquot;.

وأضاف الحزب في بيان له تلقت إيلاف نسخة منه: ما حدث في بورسعيد لا ينفصل بأي حال عن المشهد العام خلال الأيام الماضية، من حوادث سرقة منظمة لعدد من البنوك ومكاتب البريد وانتشار حالات السطو وقطع الطرق، وهي الأفعال التي ظهرت بشكل واضح بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب، التي كانت نقلة كبيرة للثورة المصرية، وهو ما يشير إلى وجود أصابع، لم تعد خفية، تريد إدخال مصر في فوضى منظمة.

واتهم الحزب quot;رموز النظام السابقquot; وquot;أطراف خارجيةquot; بالتورّط في الأحداث، ومحاولة خراب مصر، وقال: quot;أطراف داخلية ما زالت لها علاقات قوية مع النظام السابق، الذي يدير مخطط الخراب من محبسه في سجن طرة، مستغلاً في ذلك عدد من رجال الأعمال، الذين كانوا من أركان هذا النظام، ومازالوا يتمتعون بالحرية، رغم ملفات الفساد الكثيرة المتورّطين فيها، مستخدمين في ذلك أموالهم وعدد من وسائل الإعلام المملوكة لهم، إضافة إلى الأصابع الخارجية، التي فشلت في الاستحواذ على الثورة المصرية، إلا أنها لم تيأس من محاولات تشويهها وتعويق مسيرتها.

ودعا الحزب: quot;أبناء الشعب المصري، بمختلف توجهاتهم ومشاربهم، إلى اليقظة والتصدي لهذه المؤامرات، وفضح هذه الدعوات والتحركات، التي تريد إدخال مصر في فوضى منظمة، بهدفإعاقة وصول البلادإلى الاستقرار والتنمية والرخاءquot;.

كما دعا المجلس إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة لحماية الشعب ومنشآته وثورته من هذه المؤامرات. واتهم الحزب جهاز الشرطة بالتورّط في الأحداث. وقال: الشرطي الذي كان يستطيع منع هذه الكارثة... اكتفي بالوقوف متفرجًا، مما يحمّله مع الأطراف السابق ذكرها المسؤولية الكاملة لما تشهده مصر من أعمال عنف.

واتهمت حركة 6 أبريل المجلس العسكري بتدبير الأحداث، لمدّ قانون الطوارئ، وقالت الحركة في بيان لها: quot;الحدث ليس له أي مبرر، سوى أنه تم بتدبير من المجلس العسكري، وقيادات الداخلية، بلافتات ترفع فجأة لتأييد المجلس العسكري في وسط المباراة، لدفع البلاد نحو فوضى مفتعلةquot;.

وأوردت الحركة أربعة أدلة على ذلك هي:

- عدم حضور مدير الأمن ومحافظ بورسعيد المباراة على غير العادة، ومن المعروف أن مباراة المصري والأهلي في بورسعيد تأخذ شكل الكرنفال الرسمي، حيث ينتظرها أهل بورسعيد من العام إلى العام.

- فتح مدرجات المصري أكثر من مرة للجماهير للنزول إلى الملعب من قبل الأمن المركزي، وتواجد شخصيات غريبة في أرض الملعب بحجة تأمين الملعب.

- إغلاق أبواب مدرجات الأهلي من الخارج بالجنازير وقت انطلاق صفارة الحكم، مما أدى إلى اضطرار جماهير الأهلي إلى القفز من فوق المدرجات، مما كلفهم حياتهم.

- انسحاب رجال الأمن من الملعب، وإفساحهم الطريق أمام ضرب لاعبي وجمهور الأهلي بشهادة المصابين، وذلك كان أمام الكاميرات، بما لا يدع مجالاً للشك.

وأضافت الحركة: السؤال الآن: لماذا تقترن أحداث العنف والنهب والإقتحام والسطو المسلح وكل الأحداث الأخيرة الغريبة على بلادنا بإعلان رفع حالة الطوارئ؟!، وسط أنباء عن إعلان الطوارئ الآن تحديداً بعد الأحداث المتتالية؟!، أليس المخطط مكشوفًا وساذجًا؟!.

وتابعت: quot;ألا يستطيع المجلس تأمين شبابنا، كما يقوم بتأمين المخلوع وأبنائه وأزلامه في المحاكمة المسرحية الدائرةquot;؟.

من جانبه، رفض اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس العسكري إتهام المجلس بتدبير الأحداث، وقال: أرجوكم لا تلقوا المسؤولية على المجلس العسكري أو الداخلية أو الحكومةquot;. وأضاف في تصريحات تلفزيونية: يجب أن نحافظ على البلد، ونتكاتف من أجل عودة شعار (كلنا إيد واحدة)، ومن يعرف أحدًا يرتكب خطأيجب الإبلاغعنه، ونبتعد عن نبرة التخوين، سواء بين الشعب والجيش أو الشباب والحكومةquot;.

ونفى مسؤولية قوات الجيش عن تأمين المباراة وقاًل: quot;سمعت أحد الإعلاميين يقول أين المجلس العسكري مما يحدث؟، وأقول له إن الداخلية هي من كانت مسؤولة عن تأمين المباراة، ولم تكن تريد الاحتكاك بأحد، ولهم كل الحق في ذلك، فهي ابتعدت عن استخدام القوة، حتى لا تستفز الناس، البلد يعيش في موقف لا يحسد عليهquot;.