أرادت إيران الخروج بإستنتاجات خاصة وتقييم الثورات العربية من خلال تنظيم مؤتمر quot;الشباب والصحوة الإسلاميةquot; الذي وجه الدعوة لشباب الربيع مستثنياً السوري منهم، في محاولة لوضع بصمتها الإسلامية على الحراك العربي.


مؤتمر quot;الشباب والصحوة الإسلاميةquot; في طهران

القاهرة: نظمت إيران قبل بعضة أيام مؤتمراً عن quot;الشباب والصحوة الإسلاميةquot; في العاصمة طهران، حضره أكثر من ألف ناشط شاب، على نفقة الجمهورية الإسلامية، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها بغية إعادة تصنيف انتفاضات الربيع العربي التي حدثت العام الماضي.

ولفتت في هذا الصدد اليوم صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية إلى أن إيران كانت ترمي لتحويل ذلك المؤتمر إلى لحظة تتويج تضع فيها بصمتها الإسلامية على موجة الربيع العربي.

ولدى وصول الوفود إلى القاعة التي استضافت المؤتمر (غرب طهران)، بدأت تعرض إحدى الشاشات مجموعة صور للثورة الإيرانية عام 1979، ثم عرضت لقطات لمتظاهرين عرب شبان في كل من تونس ومصر والبحرين وليبيا وكذلك اليمن.

لكن اللافت في الأمر، وفقاً للصحيفة، هو عدم توجيه الدعوة لأحد من سوريا، الذي يعد رئيسها الاستبدادي بشار الأسد حليفاً بارزاً لإيران.

ودائماً ما تتعامل الحكومة في طهران مع المتظاهرين السوريين على أنهم عملاء من الخارج، رغم حقيقة أنهم مسلمون يخوضون معركةً ضد ديكتاتورية علمانية ووحشية.

لكن ذلك المشهد قد تحول لدى قيام شاب عقب بدء المؤتمر حاملاً لافتة مكتوب عليها باللغة الإنكليزية quot;سورياquot;.

وقد تلا ذلك تصفيق حاد بين الحشود الحاضرة، ثم حالة من الاستهجان، ثم بدأ يردد بعدها بعض الحضور شعار المتظاهرين السوريين quot; الله، حرية، سورياquot;، لكنهم قوبلوا بآخرين يرددون شعارات مؤيدة للرئيس الأسد.

وبعدها بفترة قصيرة، اعتلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المنصة ليقدم ملاحظاته الافتتاحية ويتناول هذا الموضوع.

وقال في هذا السياق quot;علينا أن نكون يقظين، فالغرب يحاول أن يشعل صراع طائفي في مجتمعاتنا كجزء من مساعيهم الرامية إلى الإبقاء على كيان دولة إسرائيلquot;.

وأضاف: quot;فاليوم سوريا، وغداً بلادكمquot; وهي التعليقات التي رحب بها جانب من الحضور، لكنها لم تقنع كثير من المشاركين، وبعد الظهيرة، تم منع الصحافيين من حضور الجلسات.

وأوردت الصحيفة عن مراسل يعمل لدى إحدى وكالات الأنباء الحكومية الإيرانية، دون أن تسمه، قوله :quot; لدينا تعليمات مشددة بعدم قول أي شيء بخصوص سورياquot;.

وتستنج الصحيفة إن ذلك المؤتمر أظهر موقف طهران غير المستقر في ظل التغييرات الدراماتيكية التي تعصف بالعالم العربي في تلك الأثناء.

ورغم وصول الأحزاب الإسلامية إلى السلطة في تونس ومصر والمغرب، وهو ما قد يتحقق أيضاً في ليبيا وسوريا واليمن، إلا أنه من غير الوارد تماماً على ما يبدو أن يسود نظام الحكم المعمول به في إيران من جانب رجال الدين في تلك الدول، حيث يُرَحَّب هناك بشكل كبير بالنموذج التركي الخاص بالانتخابات الديمقراطية والإسلام المعتدل.

ولفتت الصحيفة إلى إن ذلك المؤتمر تصادف مع بدء ظهور علامات دالة على حدوث انقسام بين إيران ودول إسلامية أخرى.

فقد استضافت تركيا يوم الأحد الماضي مؤتمراً للمعارضة السورية، التي عبر أعضاؤها عن إدانتهم للمساعدة التي تقدمها إيران للحكومة السورية في حملتها القمعية ضد المتظاهرين.

كما انسحب الوفد السعودي يوم الثلاثاء من مؤتمر إسلامي كانت تنظمه اندونيسيا، بعد الانتقادات التي وجهها المتحدث السابق باسم البرلمان الإيراني، ناطق نوري، للسعودية.

وأثناء مؤتمر صحافي مع علي أكبر ولايتي، أحد مستشاري المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، سأل صحافي أردني عن الكيفية التي يمكن من خلالها التفريق بين ثورة حقيقية ومؤامرة أجنبية، وهو السؤال الذي وصفه ولايتي بالجيد، ورد عليه بالقول :quot; إحداهما تروق للولايات المتحدة والصهاينة والأخرى عكس ذلكquot;.

وخلال إحدى الاستراحات، لاحظت الصحيفة تحدث مواطن ليبي يدعى حافظ الراضي عبد الله لمجموعة من المراسلين وهو يقول لهم quot; يدور هذا المؤتمر عن وحدة الإسلام، وهذا أمر جيد، وأشعر ومعي ليبيين آخرين بالامتنان للولايات المتحدة لمساعدتها في الإطاحة بالعقيد القذافي وآمل في تشكيل حكومة ديمقراطية علمانية في بلادي، أما الرئيس بشار الأسد فهو طاغية ولابد أن تتم الإطاحة به من الحكمquot;.