جرت الدورة السادسة لمهرجان الضحك بتونس وقد شهدت إقبالا كبيرا للمسرحيات التي تناول بعضها حياة الرئيس المخلوع بن علي في قوالب لم تخلو من الهزل.


ملصق مسرحية quot;الجماعةquot;

تونس: أكدت دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية عام 2005 ومنع النظام الإستبدادي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من نشرها في تونس انذاك، أنّ نصف التونسيين يعانون من اضطرابات نفسية من بينهم 37% مصابون بالإكتئاب النفسي والقلق وذلك بسبب الإضطهاد والعنف والقهر.

وفي ظل ما يزال التونسيون يعانوه من ضغط واضطراب نفسي بعد عام من الثورة، وحتى تعود البسمة ويرفه التونسي عن نفسه، جرت الدورة السادسة لمهرجان الضحك بتونس التي انتهت فعالياتها آخر الأسبوع الماضي، حيث شهد إقبالا كبيرا وغصت قاعات المسرح البلدي بالعاصمة وسوسة وصفاقس بالمتفرجين المتعطشين للمسرحيات الهزلية القادرة على ضخ نفس جديد مليء بالأمل و الحب و العطاء بعيدا عن روتين الحياة الصعبة .

والإفتتاح كان بالمسرح البلدي بالعاصمة وعرض مسرحية كوميدية هزلية بعنوان quot;الجماعةquot; أو quot;هبلة قرطاجquot; للكوميدي الهادي بن عمر quot;شهر ولد باب اللهquot; الذي أنتج العديد من الأعمال الهزلية و الكوميدية وكان من بين ضحايا النظام السابق الذي زجّ به في السجن بعد أن قلّد الرئيس السابق في عمل هزلي.

وأوضح مدير المهرجان سامي منتصر ان مسرحية quot;الجماعةquot; أو quot;هبلة قرطاجquot; تتناول الأيام الأخيرة للرئيس السابق في قرطاج والبلاد في فوضى عارمة، والأدوار يقوم بها كل من الهادي بن عمر شهر ( الهادي ولد باب الله ) في دور الرئيس المخلوع و توفيق البحري في دور مستشاره المنافق الذي ينقل الأخبار إلى صهر الرئيس وعلي الخميري المسؤول عن حمايته و الذي لا همّ له سوى حماية الرئيس دون غيره والممثلة أنس الطبربي في دور سيدة تونس الأولى ( دور ليلى بن علي) والتي مثلت دور المتسلطة و المتعجرفة، ويبدو في المسرحية ان الرئيس غير عارف بما يدور في بلاده من فوضى و احتجاجاتquot;.

المسرحيات المشاركة في المهرجان

والمسرحية منحت الفرصة للمواطن التونسي ليضحك ملء شدقيه وهو يشاهد ( ولد باب الله ) يصور في مسرحيته الرئيس السابق و حاشيته و زوجته في إتقان كبير يصور واقعا غير بعيد ، ولحظات تاريخية في مشاهد هزلية يصورها بديكور ضخم أبرزه ذلك الكرسي الوثير الأحمر، إلى جانب أحداث داخل قصر قرطاج تبرز حياة البذخ و الترف.

وquot;الجماعةquot; لامست الواقع من خلال حوارات هزلية، فـquot;سي عبد الغنيquot; أو مستشار الرئيس الذي لا يجده في مكتبه داخل القصر، يجري اتصالا بـquot;سي الرزقي quot; وهو مدير الأمن الرئاسي من أجل البحث عنه، والرئيس الذي تعود على الخروج منفردا متنكرا ليتفقد أحوال البلاد، ويعرف مدير الأمن أنّ الرئيس يوجد متنكرا في أحد احياء المدينة في زي عون بلدي ويجد الإحترام و الثناء والكلمات الرقيقة من quot; سي الرزقي quot; مدير الأمن الرئاسي ، لكن اتصالا من القصر يؤكد أن الرئيس في مكتبه وهو ما يجعل مدير الأمن يحتفظ بعون البلدية شبيه الرئيس فقد يحتاج إليه لاحقا في القصر و على الكرسي الأحمر الوثير يظهر الرئيس وهو يطلب من مستشاره و مدير أمنه الرئاسي التكتم على سفره إلى اليابان بغرض العلاج.

والأحداث امتزجت بالهزل في مضمون الجدّ، حيث وزوجة الرئيس (أنس الطبربي) لا تحفل بما يدور خارج القصر في إطار استعدادها للتخطيط لآغتيال الرئيس من خلال مخطط بين quot; سي عبد الغني quot; و شقيق السيدة الأولى .. وتتواصل الأحداث و تتقاطع في نجاح تام للممثلين كان أبرزهم quot; الهادي ولد باب الله quot; الذي أبدع في تقليد الرئيس السابق لا على مستوى الشكل بل تعدى ذلك لشبه كبير على مستوى الصوت.

والمهرجان شهد عروضا مسرحية هزلية من ابرزها quot;فركة صابونquot; نص و إخراج معز التومي و الممثلة عزيزة بولبيار.

كما قدّم نادي quot;جمال كوميديquot; الذي يضم العديد من المواهب، عرضا كوميديا متكاملا يضمّ quot;السكاتشquot; والغناء الذي أضاف مسحة من الإنشراح و الضحك العفويquot;.

وبدوره الفنان الكوميدي نصر الدين بن مختار الذي توحي كل كلمة ينطقها بالهزل والضحك وله عديد الإنتاجات الناجحة، قدم مسرحية quot; بطيخ الثورة quot;.

ويذكر انه تم تخصيص خلال المهرجان شريط لأبرز مراحل حياة وأغاني الفنان الكوميدي الراحل صالح الخميسي.

كما قام المهرجان بتكريم بالفنان الكوميدي الفرنسي الجنسية الإسباني الأصل، لوي دي فيناس، وذلك في الفترة من 15 إلى 18 شباط/فبراير الجاري بقاعة الزفير بالمرسى (special cinema) وكانت فرصة لمشاهدة ابداعات الفنان الفرنسي الذي توفي عام 1983 و شارك في أكثر من 140 فيلما.