انتشار الدراجات النارية بات يشكل ظاهرة اجتماعية ومرورية في العراق، لكنها ظاهرة خطيرة حصدت أرواح كثيرين وسببت اعاقات للبعض الآخر.


بغداد: لم يأت تحذير سلطات المرور العراقية من أن انتشار الدراجات النارية بات يشكل ظاهرة اجتماعية ومرورية سيئة بعدما حصدت حوادثها أرواح كثيرين وسببت العوق للبعض الآخر، إلا بعدما صار عدد الحوادث المسجلة لدى الجهات المختصة يقدر بالآلاف سنويا، يتوفى على أثرها مئات الأشخاص.

بحسب ضابط المرور على حسين فان أعداد الحوادث غير المسجلة يقترب من نفس العدد أو يزيد، وفي غالب الأحيان فان سائقي الدراجات في العراق لا يلتزمون بمعايير الأمان والسلامة، فقد اعتاد الفتى رحيم حسن (20 سنة) على القيام باستعراضات خطرة وهو يمتطي دراجته وهو يفخر بان دراجته ( يوماها) أسرع من السيارات في شوارع بغداد.

مركبة لكل مراهق

يرى حسين ان استسهال امتلاك الدراجات النارية في العراق مع وجود الرغبة العارمة لدى الشباب سيجعل من الممكن ان تكون هناك مركبة لكل مراهق اذا ما استمر الأمر على هذا المنوال.

يجتمع رحيم مع عدد من رفاقه من سائقي الدراجات للتسابق حول القدرة على أداء ألعاب بهلوانية خطرة . وأسست المجموعة صفحة لها على فايسبوك يحمل اسم ( فريق الدراجات النارية في العراق).

ونجح رحيم قبل أيام في التمرن على حركة جديدة تتمثل بالصمود واقفا لدقائق على ظهر دراجته.

ويرتدي الفتى جعفر ( 18 سنة) ، وهو يقود دراجته حذاء (كاوبوي) وسترة جينز زرقاء ، حيث يعتبرها مكملة لمتعة لا تضاهى وهو يسوق دراجته بسرعة فائقة . ويرافق جعفر صديقه مازن الذي ارتدى (جاكيت ) رياضي يحمل الرمز (يو أس).

ولا يرتدي الفتى امين حسين ( طالب ، 19 سنة ) وهو يقود دراجته السريعة (خوذة) حماية على رأسه، مكتفيا بنظارة شمسية على عينيه، ويعزي حسين امتلاكه ل(السكوتر) الى حاجته اليه للتنقل الى المدرسة.

وعلى رغم ان حسين اصيب قبل سنين بكسر في يده بسبب سقوطه من على الدراجة، لكنه يستمر على ذات الأسلوب في السياقة السريعة.

وفي ذات الوقت فان هواة قيادة الدراجات يرجعون أسباب الحوادث الى افتقاد المدن العراقية الى أماكن وساحات مخصصة لقيادة السيارة، ولا يجد حسين ضيرا من سياقة دراجته بين الأحياء السكنية معرضا حياته للخطر ومسببا الضوضاء للآخرين.

دراجات إرهابية

يشير ضابط المرور في بغداد احمد الجبوري الى ان الجماعات الارهابية، استغلت فوضى امتلاك الدراجات النارية والكثافة العددية لها في الشارع العراقي، حيث استثمرت ذلك للقيام بعمليات انتحارية باستخدام هذه الدراجات، مما اضطر مفارز الامن وشرطة المرور الى الاحتراس من راكبي الدراجات بعدما كثرت حوادث التفجير عن طريقها.

وازدادت قيادة الدراجات النارية في العراق بشكل واسع منذ العام 2003، بعدما انحسرت بشكل كبير جدا قبل هذه الوقت بسبب الظروف الاقتصادية والإجراءات الامنية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

في فترة التسعينات من القرن الماضي فرض نظام المرور العراقي على سائقي الدراجات رخص سياقة، وترقيم المركبات لكن ذلك لم يحدث بصورة جدية على ارض الواقع . ويرى بعض الفتيان المراهقين أن ممارسة حركات استعراضية من على ظهر الدراجة، يعد جزءا مكملا للمتعة التي يشعرون بها في قيادتهم للدراجات.

وبحسب مدير عام مرور كربلاء العقيد مانع عبد الحسن فان quot;استخدام الدراجات النارية بكثرة تسبب بحوادث كثيرة وأصبحت تشكل عبئاً إضافياً على منتسبي شرطة المرورquot;.

وارتبطت قيادة الدراجات النارية في العراق بالفئات العمرية الصغيرة لاسيما المراهقين منهم حيث يجدون فيها متعة كبيرة وهم يتجولون بين الشوارع والأحياء.

ويقود رياض الاسدي سيارته منذ نحو خمس سنوات من دون رخصة قيادة أو أرقام تسجيل للمركبة في دوائر المرور.

وبحسب قيصر قادر صاحب مخزن لبيع الدراجات في الكرادة في بغداد فان بيع الدراجات لشخص لا يشترط امتلاكه إجازة سياقة او شهادات طبية.

ولا ينقطع بيع الدراجات طيلة ايام السنة بحسب قيصر بل أن البيع يزداد وتيرة هذا العام، ولجأ الكثير من الناس إلى(تحوير)، الدرجات الى مركبات يطلق عليها اسم (الستوتة) لنقل البضائع والمنتجات.

أسعار مناسبة

وفي محيط (ساحة عنتر) في منطقة الاعظمية في بغداد، يشير ابو احمد صاحب دكان لبيع الأدوات الاحتياطية للدراجات الى الكثير من المركبات التي دخلت العراق حيث ان أسعارها مناسبة مقارنة بالدول المجاورة.

وبحسب ابو احمد فان أسعار بعض أنواع الدراجات يصل الى نحو الألفي دولار.

كما يشير الى أنواع أخرى يرغبها المراهقون والتي يصل سعرها الى نحو أربعمائة دولار، واشترى الفتى احمد دراجته التي يطلق عليها البطحة (هارلي) بحوالي 300 دولار.

ويشير احمد الى أنواع أخرى يرغب فيها الشباب مثل (هونداي) و (سازوكي) و(سوبر ياناها هيلوكس).