القاهرة: يلتئم المجمع المقدس للكنيسة القبطية في مصر الأحد من أجل وضع الترتيبات الخاصة بمراسم دفن البابا الراحل شنودة الثالث حيث ستقام هذه المراسم يوم الثلاثاء المقبل. وسيتم الإعلان عن جميع الترتيبات الخاصة بهذه الجنازة الرسمية التي سيحضَرُها لفيف من بطاركة ومطارنة الكنائس المسيحية في العالم ورؤساء الدول وشخصيات عامة.

وكان البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية توفي يوم السبت عن عمر يناهز 89 عاما. وعانى البابا شنودة من المرض لسنوات طويلة وقام في السنوات الماضية برحلات عدة إلى الولايات المتحدة للعلاج. وتولى البابا شنودة منصبه الديني في عام 1977، بمثابة البابا رقم 117.

أوباما يقدم تعازيه

وقد أعرب الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل عن تعازيْهما باسم الشعب الأميركي في وفاة البابا شنودة الثالث. ووصف أوباما، البابا شنودة بأنه الزعيم الروحي المحبوب للأقباط المسيحيين وداعية للتسامح والحوار الديني والوحدة الوطنية في مصر.

وقال أوباما في بيان صحافي أصدره البيت الأبيض إننا نقف جنبا إلى جنب مع المسيحيين الأقباط والمصريين وهم يكرمون إسهاماتِه من أجل دعم السلام والتعاون. وأضاف: quot;سوف نتذكر البابا شنودة الثالث كرجل للإيمان العميق، وزعيم لدين عظيم، وداعية للوحدة والمصالحة، والتزامه بالوحدة الوطنية في مصر يمثل دليلاً على ما يمكن إنجازه عندما يعمل الناس من جميع الأديان والعقائد معًاquot;.

توفي السبت في القاهرة عن عمر 88 عاما البابا شنودة الثالث بابا الكنيسة القبطية تاركا وراءه طائفة لا تخفي قلقها ازاء تصاعد الاسلام السياسي في مصر في فترة ما بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.

واعلنت وسائل الاعلام الرسمية وفاة البابا شنودة الثالث وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط الحكومية انه كان يعاني من ورم في الرئتين، مضيفة ان صحته تدهورت بشكل مفاجئ صباح السبت جراء اصابته بازمة قلبية.

وقد اضطر لالغاء عظته الاسبوع الماضي بسبب مشاكل صحية. والبابا شنودة من مواليد آب/اغسطس 1923. وكان يعاني منذ سنوات مشاكل صحية وعولج في فترة ما في الولايات المتحدة.

ووفاة البابا شنودة تثير بالتاكيد القلق بين اتباع الكنيسة القبطية الارثوذكسية التي راسها لنحو اربعة عقود. ويقدر عدد الاقباط في مصر بما بين 6 و10% من سكان مصر البالغ عددهم نحو 82 مليون نسمة، في حين تقول الكنيسة القبطية ان عددهم يناهز العشرة ملايين.

وتقاطر آلاف الاقباط مساء السبت على كاتدرائية القاهرة بعد اعلان وفاة البابا شنودة، وقرعت اجراس الكنيسة حزنا في حين اعلنت الكنيسة القبطية اجراء مراسم تشييع البابا الراحل الثلاثاء في مقر الكاتدرائية المرقسية في العباسية بالقاهرة.

وخلال السنوات الاربعين التي قضاها على راس الكنيسة القبطية الارثوذكسية، كان البابا شنودة الثالث عام 1973، اي بعد عامين فقط على انتخابه، اول رئيس للكنيسة القبطية الارثوذكسية يتوجه الى روما منذ مجمع خلقدونية عام 451 الذي شهد الانقسام بين الكنيستين قبل 15 قرنا، بحسب وكالة اي ميديا الدينية للانباء.

وبعد استقباله على مدى اسبوع في الفاتيكان، وقع البابا شنودة الثالث في حينها مع البابا بولس السادس اعلانا يعترف باستمرار وجود quot;خلافات عقائديةquot; لكنه يشدد في الوقت عينه على quot;الايمان المشتركquot; للكنيستين.