روما: قالت مصادر آشورية سورية إن آشوريو سوريا، سرياناً وكلدانيين، قرروا إلغاء الاحتفال بعامهم الآشوري الجديد (6762) والمعروف تاريخياً بـ (عيد الأكيتو)، الذي يعتبر من أبرز أعيادهم القومية، والذي يصادف في الأول من نيسان/ أبريل، تضامناً مع المدن والبلدات السورية المنكوبة ومع أسر شهداء الانتفاضة وتأييداً للشعارات والأهداف التي انطلقت من أجلها، والمتمثلة في الحرية والديمقراطية وإنهاء حالة الاستبداد في البلاد، والانتقال بسوريا إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية.

وقالت المصادر إن الآشوريين في سوريا بمختلف قواهم السياسية وفعالياتهم القومية والدينية قرروا إلغاء مظاهر الاحتفالات بعيد الأكيتو، والاكتفاء بعقد جلسات حوار وندوات نقاش حول الأزمة السورية الراهنة، وكيفية الخروج منها، وتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق إلى الفتنة والحرب الأهلية، والبحث في سبل تحصين المجتمع الآشوري وحمايته من مضاعفات أي فراغ أمني أو سياسي قد يتركه سقوط النظام.

ولعيد (الأكيتو) معان ودلالات فلسفية وإنسانية وعقائدية لدى المشرقي عموماً والسوري خصوصاً، تمحورت حول تجدد الحياة وانتصار آلهة الخير والحرية على آلهة الشر والموت.

وقال الناشط والباحث الآشوري السوري سليمان يوسف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;في هذا الإطار ينظر الآشوريون السوريون إلى الانتفاضة السورية على أنها تجسّد بأهدافها الإنسانية والوطنية المعاني السامية لعيد الأكيتو، حيث الأمل الكبير والمرتجى أبن تلحق الانتفاضة الهزيمة بقوى الاستبداد الجاثمة على صدور السوريين، والانتصار على جنرالات الموت والقتل، الذين يفتكون بالشعب السوريquot;.

وأضاف quot;لا شك في أن سلسلة التفجيرات الأخيرة التي شهدتها العاصمة دمشق وحلب ستلقي بظلالها على احتفالات المسيحيين السوريين بأعياد الفصح المجيد، التي تصادف في النصف الأول من نيسان/ أبريل المقبل، خاصة وأن بعض هذه التفجيرات الإرهابية استهدفت أحياء معروفة بطابعها (المسيحي)، مثل حي (القصّاع) في دمشق و(السليمانية) في حلبquot;.

وأضاف يوسف quot;رغم سعي إعلام النظام الحثيث إلى الظهور كحام للأقليات وتخويفها مما قد تجلبه عليها الانتفاضة وسقوط النظام من ويلات وفقدان هامش الحريات الدينية والاجتماعية، لم يتأثر الآشوريون والمسيحيون كثيراً بهذا الخطاب الديماغوجي للنظام، بل إن حكم الرئيس الأسد خسر خلال عام من عمر الانتفاضة معظم رصيده في الشارع الآشوري والمسيحي بسبب الطريقة البربرية التي تعاطى ـ ولايزال ـ بها نظامه مع المناهضين لحكمه والمطالبين بالحرية والكرامة، وبسبب استمرار النظام بتجاهل القضية الآشورية وحقوق الآشوريين، التي هي جزء من القضية الوطنية السوريةquot;.

وانتقد يوسف عدم إشارة الدستور الجديد إلى الآشوريين كشعب سوري أصيل وإلى ثقافتهم ولغتهم السريانية كجزء من الثقافة الوطنية لسوريا، وعدم إدراج عيد (الأكيتو) ضمن الأعياد الوطنية لسورية. وقال إنه quot;ترك استياءً شديداً في أوساط الآشوريين السوريينquot;.

ونوّه بأن الآشوريين والمسيحيين في سوريا سيبقون quot;الخميرة الوطنيةquot; وquot;صمام الأمان للوحدة الوطنية وجسرًا للتواصل والتعاون بين كل مكونات المجتمعquot;، ودعا إلى إحداث quot;مرجعية وطنية مسيحيةquot; تضم ممثلي كل الطيف المسيحي السوري ومؤسساته الكنسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.