أبدى عادل برواري مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تفهمه لحالة الإبعاد عن منصبه التي طالته، مؤكدًا أن ما حدث ليس إبعادًا بالمعنى الحرفي للكلمة، بل إن مدة (العقد) الذي يرتبط به انتهت ولم يتم تجديدها، مشيرًا إلى أنه يفتخر بالمدة التي أمضاها في عمله مع رئيس الوزراء العراقي الذي يعده أخًا وصديقًا.


عادل برواري

عبد الجبار العتابي من بغداد: قال برواري، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، في حديث مع (إيلاف)، إنه يعتقد أن المشاكل الأخيرة التي تفاقمت بين الحكومة الاتحادية وبارزاني هي أحد الأسباب لإبعاده عن منصبه، مؤكدًا أن القادة الأكراد غير راضين عن هذا الإبعاد وغير مقتنعين به.. وفي ما يلي توضيحات النائب الكردي:

* ما هي أبعاد إبعادك عن منصبك كمستشار لرئيس الوزراء المالكي؟
- ما حدث ليس إبعادًا، وإنما الحقيقة هي أن المنصب ليس رسميًا، بل إنه (عقد) وطبعًا بانتهائه لم يجدد، وهو طبعًا وظيفة حكومية، وأنا أفتخر بأنني عملت في هذا المنصب طوال السنتين الماضيتين، وأنا مؤمن بأنه لابد أن تكون هناك نهاية لشغلي هذا المنصب، خاصة مع الظروف الصعبة القائمة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، وهذه دائمًا ما كانت تحدث، وهذا ما كنت دائمًا أفكر به بأن استمرار المشاكل غير جيد، وكانت النتيجة متوقعة بالنسبة إليّ، لأن المشاكل كبيرة بين الطرفين، ولا يمكن حلها بسهولة.

* هل تعتقد أن هذه المشاكل سبب في إبعادك؟
- ربما هي كذلك، وربما هي أحد الأسباب، وقد كان تكليفي بهذا المنصب من قبل إقليم كردستان، وخلال المدة هذه كنت أحاول حل المشاكل بكل جهد، وأن أكون طرفًا في الخير لتقليص الخلافات أو على الأقل لن أسمح بتضخيمها، ولكن الخلافات كانت أكبر من حجمي، وكنت التقي دائمًا بعض الرموز في كتلة (دولة القانون)، مثل حسن السنيد وحيدر العبادي وغيرهما، وأحاول معها البحث عن حلول وتقريب وجهات النظر، كما كنت ألتقي عددًا من الذين داخل العملية السياسية، خاصة في الآونة الأخيرة، سواء من الوزراء أو الشخصيات من الأطراف المشاركة في العملية السياسية ككل، لأنني أعتبر أن هذه مهمتي أصلاً، وأن هذا واجبي في حل المشاكل وتقليص الخلافات، وحاولت كثيرًا أن أكون حلقة وصل أو وساطة خير لتعزيز العلاقة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، وأتصور أنني حاولت من مختلف المنافذ، ولكن يبدو أنه في الآونة الآخيرة حصلت خلافات أكبر من حجمي، وحتى من حجم إقليم كردستان، لأن هناك خلافات عالقة من عام 2006 وعام 2007، ولم تحل.

* هل أنت حزين لهذا الإبعاد؟
- لست حزينًا، وأنا أحترم الأخ رئيس الوزراء نوري المالكي، واعتبره أخًا كبيرًا، وهو شخصية وطنية، وكانت لنا علاقة صداقة قديمة منذ الجمعية الوطنية، وأنا أكنّ له الاحترام، وأعتقد أن للرجل كرئيس وزراء صلاحياته، وإذا ما أبعدني اليوم فربما بعد أيام أو أشهر أو سنوات يعيدني إليه.

* كيف كانت ردود فعل القادة الكرد حول الموضوع؟
- كانوا غير مقتنعين بالإبعاد، وغير راضين عنه، باعتبار إقليم كردستان هو من كلفني بهذا المنصب، وأنا أتمنى أن لا يشكل هذا الموضوع أي خلل إضافي بين الطرفين، لأن المنصب كان بمبدأ (العقد)، وليس منصبًا رسميًا.

* هل تم تعيين بديل منك من الحزب عينه؟
- أنا أنتمي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني (الذي يتزعمه السيد مسعود البارزاني، رئيس إقليم كردستان)، وحسب علمي لم يتم تعيين أي أحد بدلاً مني، وربما يكون التعيين من الحزب عينه أو من حزب كردي آخر.

وكان مصدر مطلع في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي قد أكد استبعاد عادل برواري من منصبه، وقال إنه قد تم إنهاء عقده في مكتب رئيس الوزراء، حيث إنه ليس على ملاك رئاسة الوزراء، إنما كان بعقد، وهو حاليًا لا يمثل مكتب رئيس الوزراء.

يذكر أن العلاقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية تمر بمرحلة من تبادل الاتهامات والسجال، وخاصة بعد تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الذي رفض فيها التصرفات التي يقوم بها رئيس الوزراء نوري المالكي، فيما رد نواب من دولة القانون على تصريحات بارزاني وانتقدوها بشدة، ومثل إيواء إقليم كردستان لطارق الهاشمي بداية لتجدد الخلاف بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية.