أربيل: يعيش السوري عمر عزت ابراهيم في شقة صغيرة بمدينة اربيل شمال العراق، بعدما فر من الجيش ووجد في اقليم كردستان مثله مثل مئات الاكراد السوريين ملاذا آمنا بعيدا عن العنف في بلدهم.

ويقول ابراهيم (30 عاما) المتحدر من منطقة عين العرب المحاذية للحدود التركية في شمال سوريا quot;بقيت مختبئا حوالى شهر عند اقارب لي لكنني خشيت عليهم من الملاحقات فاضطررت للجوء الى اقليم كردستانquot;.

ويضيف لوكالة فرانس برس quot;وصلت الى الاقليم من خلال طريق سري وبعيدا عن اعين حرس الحدود، ودخلت الى محافظة دهوك (شمال العراق) ثم توجهت الى اربيل، وقد قدمت لي سلطات الاقليم كتاب اقامةquot;. ويذكر ابراهيم الذي كان برتبة رقيب ان quot;هناك العديد من الجنود الذين لديهم رغبة في ترك الجيش والانشقاق عنه ولكنهم يخافون من ان تتعرض عائلاتهم للملاحقات من قبل المخابراتquot;.

ووجد مؤخرا مئات الاكراد السوريين في اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي وباستقرار امني، ملاذا بعيدا عن العنف في سوريا التي تشهد منذ نحو عام احتجاجات قتل فيها نحو 7500 شخص، وفقا لمنظمات حقوقية سورية.

وقال مدير مكتب الهجرة والمهجرين التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المحلية شاكر ياسين لفرانس برس اليوم الثلاثاء quot;حصلنا على ارض في وسنبدا خلال الايام المقبلة ببناء مخيم يتسع لنحو الف عائلة في شمال البلادquot;. واضاف quot;نتوقع وصول هذه العائلات قريبا من سورياquot;.

واوضح ياسين ان quot;الهاربين من سوريا يتوافدون على الاقليم منذ بداية العام الحالي، الا ان معظمهم لا يسجلون اسماءهم ويقيمون عند اقرباء لهم، وهناك عائلتان مسجلتان فقط ونحو 100 شخص غالبيتهم من الجنود الهاربينquot;.

وكان وكيل وزارة البشمركة في الاقليم الكردي انور حاجي عثمان اعلن الاثنين في تصريح لفرانس برس ان ثلاثين جنديا كرديا انشقوا عن الجيش السوري وصلوا الى كردستان خلال اليومين الماضيين، وقد منحوا صفة لاجئين.

وكانت هذه المرة الاولى التي يعلن فيها عن وصول جنود سوريين منشقين الى العراق الذي يتشارك مع سوريا بحدود بطول نحو 600 كلم. من جهته، اعلن بارزان برهم مراد عضو اللجنة الادارية لمخيمي القامشلي ومقبلي في محافظة دهوك شمال العراق عن وصول عائلات وافراد متفرقين من اكراد سوريا الى قليم كردستان العراق.

وقال مراد لفرانس برس quot;حتى الان، وصل الى اقليم كردستان (العراق) خلال الايام القليلة الماضية 15 عائلة و130 رجلا جميعهم اكراد وقد هربوا من الملاحقات التي يتعرضون لها في سورياquot;.

وفي الشقة الصغيرة في اربيل (320 كلم شمال بغداد) التي يتشاركها مع اربعة افراد آخرين ثلاثة منهم يقيمون منذ سنوات في الاقليم الكردي، يروي ابراهيم انه فر من الجيش نهاية العام الماضي ووصل الى اقليم كردستان بداية شباط/فبراير.

ويوضح quot;استطعت الافلات من قبضة الجيش بعد حصولي على ورقة اجازة لمدة ستة ايام قمت بتعبئتها بنفسي، ثم التحقت بافراد من عائلتي في عين العرب قبل ان آتي الى كردستانquot;. ويقول ابراهيم quot;امضيت سنة ونصف السنة في صفوف الجيش، وكنا نخدم في دمشق (...) والكتيبة التي كنت فيها شاركت في العمليات العسكرية بمدينة حمصquot;.

ويشير الى انه quot;قبل ان اغادر الكتيبة، ابلغونا باننا سنتوجه الى حي بابا عمرو في مدينة حمص ولكني استطعت الفرار قبل ذلكquot;، لافتا الى انه شاهد quot;دمار كبيرا تعرضت له المدن ولكني لم اشاهد حالات قتل، ولم اشارك فيهاquot;.

ويذكر ابراهيم انه quot;مع بدء الانتفاضة تعرضنا لضغوط كثيرة من قبل القادة وايضا من الجنود الآخرين الذين كانوا يشتمونني دائما لانني كرديquot;. ويمثل الاكراد تسعة بالمئة من الشعب السوري ويبلغ عددهم نحو 3 ملايين نسمة.

وفي تشرين الاول/اكتوبر، اغتال مسلحون مجهولون في القامشلي في شمال شرق سوريا المعارض الكردي البارز مشعل تمو، لينزل بعدها الالاف الى شوارع القامشلي للمطالبة باسقاط النظام. وفي الشقة ذاتها التي يسكن فيها ابراهيم، يقول محمد (28 عاما) الذي رفض الافصاح عن اسم عائلته خوفا من تعرض اقربائه في سوريا لمضايقات انه اعتقل في مطار دمشق quot;بتهمة عدم الالتحاق بالجيشquot;.

ويروي محمد الكردي المتحدر ايضا من منطقة عين العرب، انه قبيل تمكنه من الفرار الى القامشلي وهروبه نحو اقليم كردستان، جرى نقله quot;الى الامن الجنائي حيث شاهدت شبابا يتعرضون للتعذيبquot;. ويوضح quot;سجنوني في غرفة بمساحة ستة بثلاثة امتار. كنا حوالى 65 شخصا فيهاquot;.