دمشق: لم ترتق نتائج مؤتمر أصدقاء الشعب السوري إلى حجم الطموحات المعقودة عليه، بشهادة كثير من المراقبين وتيارات عدة من المعارضة السورية، وهو ما حدا بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى مغادرة الاجتماع مع الوفد السعودي.
التيار الوطني السوري، وهو أحد مكونات المجلس الوطني السوري الذي تم الاعتراف به كممثل شرعي للشعب السوري، دون أن يكون quot;الممثلquot; الوحيد له، أبدى خيبة أمله مما جرى في تونس، عبر بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه.
وأكد البيان أنه quot;مع استمرار شلال الدم الذي يجري في سوريا، ومع إصرار النظام على قتل شعبه، جاءت الدعوة إلى مؤتمر quot;أصدقاء الشعب السوريquot; في تونس الشقيقة، التي سبق أن عانت كثيراً من الاستبداد، والتي ذاقت أخيراً طعم الحريّة، فاستبشر السوريون خيراً، على أمل أن يتمخّض هذا المؤتمر عن قراراتٍ تنص على وسائل لوقف آلة القتل الشرسة التي سلّطها النظام على رقاب الشعب، لكن المفاجأة كانت في هزالة ما توصل إليه المؤتمرون مما لا يتجاوز التنديد والإدانة، الأمر الذي يترك نزيف الدم يجري على يد نظام الاستبداد في دمشقquot;.
حجم المفاجأة والخيبة انعكس على عبارات البيان إذ quot;لم يكن السوريون يتخيّلون أن ينتهي المؤتمر إلى خلاصةٍ يعلنها رئيسه، لا تتعرض للوسائل التي تردع النظام عن استحلال دماء السوريين وأموالهم، ولا تزيد عن مجرد الدعوة إلى دعم السوريين بمساعدات إنسانية، مع تجاهلٍ تامٍّ للوسائل الكفيلة حقّاً بإيصالها، وترك ذلك لمزاج النظام السوريquot;.
وأوضح البيان موقفه مما جرى، مؤكداً quot;أننا في التيار الوطني السوري نستهجن بشدّة تجاهل مؤتمر أصدقاء سورية التامّ لأساس المشكلة التي لم تعد تخفى على العالم بأسره! ونحمل المجتمع الدولي بسبب تباطئه مسؤوليّة المشاركة في إهدار كل قطرة دمٍ سوريّة سُفكت في انتظارٍ حلٍّ حقيقيّ وفعّال. ولا يسعنا في هذا السياق إلا أن نتقدّم بخالص الشكر لصاحب السموّ الملكي الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، على كلمته الشجاعة والمعبّرة عن حقيقة المشكلة، وعن القرارات التي ينتظرها الشعب السوري وكل الشرفاء في العالم، والتي تعكس الهمّ الكبير الذي تحمله المملكة العربية السعودية تجاه الشعب السوري الجريحquot;.
وعبر البيان عن رغبته في اقتداء بقية الدول بالموقف المتقدم للمملكة العربية السعودية، quot;وكلنا أمل في أن يكون موقف السعودي قدوة يحتذيها المسؤولون في بقية الأقطار العربية الشقيقةquot;.
وزير الإعلام السوري: مؤتمر تونس كان لأصدقاء واشنطن ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن الوزير السوري quot;كان بالأمس مؤتمر أصدقاء واشنطن وأعداء الشعب السوري في تونس، الذي لم يخرج سوى بحقيقة واحدة، هي استمرارهم في دعم الإرهابيين ومدّهم بالسلاح لمواصلة ضرب الأمن والاستقرار في سورياquot;. واكد الوزير ان quot;الحكومة السورية ماضية في ترسيخ الاستقرار ومعالجة البؤر المتوترة التي تقوم فيها المجموعات الإرهابية المسلحة بترويع الناس وقتل الأبرياء من مدنيين وعسكريين وضرب البنى التحتية وتخريب المنشات الخدمية والتعليميةquot;. واشار الى ان ذلك ياتي quot;انطلاقا من مسؤوليتها في استتباب الأمن لجميع أبناء الشعب السوري وتوفير الأجواء المناسبة لعملية الاصلاح التي يأتي الاستفتاء على مشروع الدستور غدًا تتويجًا لهاquot;. ودعي السوريون للتوجه غدًا الأحد للتصويت على مشروع الدستور الجديد، الذي ينهي الدور القيادي لحزب البعث، ويحدد الولاية الرئاسية بسبع سنوات تجدد لمرة واحدة. واشار محمود quot;إلى حالة التخبط التي يعيشها أصحاب مخطط استهداف سوريا في الغرب والولايات المتحدة وأدواتهم الإقليمية، ولاسيما السعودية وقطر وتركيا، الذين يتنقلون من مؤتمر إلى آخر، في محاولة للالتفاف على فشلهم الذريع في مجلس الأمنquot;. واعتبرت صحيفة الثورة الحكومية السبت ان quot;مؤتمر اصدقاء سورياquot; الذي عقد الجمعة في تونس شكل quot;خيبة جديدةquot; للأطراف quot;المتامرةquot; على سوريا. وعنونت صحيفة الثورة quot;لقاء تونس خيبة جديدة وجوقة التامر المصغرة تواصل محاولاتها. الانزعاج يغطي وجهي (وزير الخارجية القطري الشيخ) حمد و(رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان) غليون والسعودية تنسحب لعدم فاعليتهquot;. وذكرت الصحيفة quot;في حلقة جديدة من حلقات التآمر واصلت أطراف المؤامرة عدوانها على سوريا وسوق الأباطيل والإدعاءات حول الاحداث الجارية فيها، وذلك خلال الاجتماع الذي عقدته أمس في تونس تحت مسمى أصدقاء سورياquot;.
من جهته، وصف وزير الاعلام السوري عدنان محمود المؤتمر، الذي عقد عقد الجمعة في تونس، بأنه quot;مؤتمر اصدقاء واشنطن وأعداء الشعب السوريquot; مؤكدًا أن الحكومة السورية ماضية في ترسيخ الاستقرار لتوفير الاجواء لعملية الإصلاح.
التعليقات