لندن: رغم إعلان البيت الأبيض أن كل الخيارات تبقى مطروحة على الطاولة بشأن سوريا فان الرئيس باراك أوباما لم يطلب اطلاعه على أي خيارات عسكرية أعدتها وزارة الدفاع للقيام بعمل عسكري في سوريا، كما افاد مسؤولان عسكريان كبيران.

ونقل موقع قناة فوكس نيوز عن المسؤولَين قولهما ان عدم اهتمام الرئيس أوباما بأي خطط حربية اميركية يشير الى ان من المرجح ألا يكون هناك تدخل عسكري.

في غضون ذلك يزداد الوضع في سوريا تفاقما من يوم الى آخر ويُقدر ان اكثر من 6000 شخص قُتلوا منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل نحو عام. وأسهم مقتل صحفيين أجنبيين مؤخرا في توجيه الاهتمام الدولي مجددا الى حملة البطش المستمرة ضد المحتجين.

وقال المسؤولان العسكريان ان احدى الخطط التي اعدها البنتاغون في حال القيام بعمل عسكري، تشتمل على تدمير دفاعات النظام الجوية ثم إقامة منطقة حظر جوي. وكانت وزارة الخارجية الاميركية ردت يوم الثلاثاء على دعوات عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري جون ماكين الى تسليح المعارضة بالقول ان هذا الخيار ما زال مطروحا على الطاولة.

ولكن بدا يوم الخميس ان مسؤولين قللوا من هذا الاحتمال. وكانت هيلاري كلنتون مبهمة في تصريحاتها على هامش سلسلة من اللقاءات التي عقدتها في لندن مع مسؤولين اوروبين وعرب لبحث الأزمة السورية. وقالت كلنتون ان البحث سيتناول quot;جملة خيارات، من تشديد العقوبات الى زيادة الإغاثة الانسانية، الى مساعدة المعارضةquot;.

ولاحظ مراقبون ان من غير الواضح ما إذا كانت quot;المساعدةquot; التي اشارت اليها كلنتون تشمل السلاح ايضا. وتشارك كلنتون الجمعة في مؤتمر اصدقاء سوريا الذي تستضيفه تونس.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني يوم الخميس ان ادارة بوش ما زالت تركز جهودها على انهاء الأزمة بالضغوط السياسية. وعن تسليح المعارضة شدد على ان المزيد من العسكرة quot;سيؤدي الى طريق خطير وفوضوي وسنواصل التقييم بمرور الزمنquot;. واضاف ان quot;العدوان يرتكبه الأسد ولهذا السبب نعمل جاهدين مع شركاء دوليين لوقفهquot;.

ويمكن لهيئة الأركان المشتركة ان تقدم خططا عسكرية تتضمن تنفيذ عمليات واسعة الى الرئيس ما ان يطلبها ولكن مسؤولين في البنتاغون يقولون ان أوباما محق في حذره وان مثل هذه الحملة ستختلف اختلافا كبيرا عن الحملة الأطلسية في ليبيا العام الماضي لحماية المدنيين واسقاط الدكتاتور معمر القذافي.

إذ يبلغ عدد سكان سوريا اربعة امثال سكان ليبيا، وهم يتركزون في رقعة ارض مساحتها عُشر مساحة ليبيا. والقتال يدور في المدن اساسا بمعنى ان القوة الجوية ستكون أقل فاعلية ضد الدبدبات السورية واحتمال وقوع ضحايا بين المدنيين أكبر. كما يُعتقد على نطاق واسع ان لدى النظام السوري جيشا أكبر وأحسن تسليحا.

وقال مستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي في مقابلة مع قناة فوكس نيوز quot;ان ليبيا كانت أسهل بكثيرquot; مشيرا الى ان quot;كل مراكزها السكانية على الساحل ولديها جيش صغير جدا ابقاه القذافي ضعيفاquot;.

واضاف هادلي ان قواعد حلف الأطلسي البحرية كانت على الضفة الأخرى من البحر المتوسط لا ابعد لشن عملياتها من هناك. وبالتالي فان العملية quot;كانت عسكريا سهلة للغايةquot;. كما لفت هادلي في حديثه لقناة فوكس نيوز الى وجود مخاوف من تسليح معارضة منقسمة أُشيع ان لها ارتباطات بتنظيم القاعدة.

وتحدث رئيس الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر عن هذه المخاوف امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاسبوع الماضي. وقال كلابر quot;ان من الظواهر التي رأيناها مؤخرا وجود متطرفين اندسوا في فصائل المعارضة ونعتقد ان تنظيم القاعدة في العراق يتمدد الى سورياquot;.

كما اشار كلابر الى الغموض الذي يكتنف العديد من مواقع الأسلحة الكيمياوية السورية التي ستكون مكشوفة إذا فقد الأسد سيطرته على السلطة. ونقلت قناة فوكس نيوز عن مسؤولين اميركيين طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان هناك نحو 50 موقعا كهذه رغم اشارة كلابر الى البعض منها فقط.

واعتبر هادلي ان تأمين مواقع الأسلحة الكيمياوية quot;قضية كبيرةquot; وقال ان quot;من بواعث القلق ان يوجه الأسد هذه الأسلحة ضد شعبه للاحتفاظ بالسلطة، وهذا سبب آخر لتسريع رحيله وتعجيل انقلاب الجيش والحلفاء وأوساط الأعمال عليهquot;.

ولعل الفارق الأكبر بين ليبيا وسوريا هو ان سوريا ليست بلدا نفطيا، بحسب فوكس نيوز مشيرة الى ان الزعماء الاوروبيين أوضحوا قبل غزو ليبيا انهم يخشون ان يتسبب استمرار الحرب الأهلية فترة طويلة في انقطاع امدادات النفط الليبي الخفيف، وهو سلعة تعتمد عليها اوروبا. وفي غياب هذا العامل فان الولايات المتحدة قد تُترك بمفردها عسكريا، كما ترى فوكس نيوز.