فيما توجّه قوى الأكثرية اللبنانية أصابع الاتهام إلى الفريق الآخر في ما خص اشتراكهم ودعمهم عسكريًا ولوجستيًا للنزاع السوري الداخلي، من خلال تدريب ما يسمّى بالجيش السوري الحر، تنفي المعارضة ذلك جملة وتفصيلاً، وترد الأمر إلى فبركات، الغرض منها إثارة الفتن.


بيروت:أكدت بعض وسائل الإعلام اللبنانية والسورية في الآونة الأخيرة على اشتراك عناصر من اللبنانيين في الانقسام الحاصل في الداخل السوري، وكثر الحديث عن أعضاء من الجيش السوري الحر يتنقلون عبر الحدود اللبنانية السورية وينقلون الأسلحة ويشاركون في النزاع الداخلي، ما مدى صحة ذلك؟.

يقول النائب مروان فارس (الحزب السوري القومي الاجتماعي) في حديثه لـquot;إيلافquot; إنه في كل الحالات تبقى الحدود الشمالية مع سوريا شبه مفتوحة لجهة تلكلخ والمناطق الأخرى، ويتم تمرير أسلحة إلى الداخل السوري بحكم العلاقات الأهلية الموجودة بين اللبنانيين والسوريين في المنطقة، ويتم تهريب الأسلحة أيضًا عبر الزوارق والبحر، وهو أمر معروف، خاصة أن هناك جهة سياسية في لبنان، أي تيار المستقبل، تعلن من خلال أيضًا 14 آذار/مارس، عن التنسيق مع ما يسمّى المجلس الوطني السوري، ويربطون مصالح اللبنانيين بحكم أنهم يريدون دعم الشعب السوري، وهم بالتالي لا يفعلون ذلك، بل يدعمون العصابات المسلحة، التي تواجه النظام السوري، هذا ما يحصل على الأرض، وكذلك لجهة القاع فهناك تهريب أسلحة نحو الداخل السوري، وبعض المسؤولين والنواب في تيار المستقبل يتوجّهون إلى الحدود اللبنانية السورية لجهة القاع.

يرد نائب تيار المستقبل خضر حبيب، ويقول لـ quot;إيلافquot; quot;كوني نائبًا من الشمال، ومتواجدًا على الأرض، ومتابعًا يوميًا لكل الأمور التي تحصل، أؤكد أن لا صحة لهذا الموضوع، أي وجود لبنانيين يقاتلون في سوريا، لا من قريب ولا من بعيد، ليست سوى شائعات مغرضة، وهناك تيارات ممكن أن تكون لها مصلحة في بثّ هذا النوع من الفتنة، إذا جاز التعبير.

يضيف حبيب: quot;هناك مؤسسات أمنية في لبنان، وقوى شرعية تستلم الأمن علىكل الأراضي اللبنانية، وهناك أجهزة تابعة للمؤسسة العسكرية، تتابع الصغائر في ما خص هذا الموضوع، وهذا الكلام عن تحريك تيار المستقبل لهؤلاء الأشخاص مردود لأصحابه، لأن ليس هناك لا من قريب ولا من بعيد أي دور لتيار المستقبل في التدخل في الشؤون الداخلية السورية أو تدريبات أو ما شابه ذلك.

عن فصائل وأفراد الجيش السوري الحر المنتمين إلى جهات لبنانية، يقول فارس: quot;هناك فريق من اللبنانيين، لديه ارتباطات وثيقة بالعصابات الموجودة في سوريا، وهم بالأساس كانوا يتعاطون التهريب بين الدولتين، واليوم هناك ضخّ أموال كثيرة من خلال تبادل أسلحة، وتجارة أسلحة واضحة على الحدود السورية اللبنانية، وهو لا يمكن تسميته بالجيش السوري الحر، بل هم مجرد أفراد وتنظيم، لن يؤثر على الجيش السوري، الذي يملك 500 ألف عسكريًا، وهو متماسك، ولا يمكن للهاربين الذين يشكلون عصابات ومجموعات، لا يمكن أن يقهروا الجيش الأصلي.

ويضيف فارس: quot;من المفترض على الحكومة اللبنانية أخذ موقف أكثر وضوحًا، وحتى اليوم يتخذون موقف سياسة النأي بالنفس، ولكن هناك معاهدات واتفاقات بين لبنان وسوريا، والظاهر أن هناك عتبًا على رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من قبل السوريين بأنه لا يتخذ موقفًا واضحًا إلى جانب الشعب السوري، كما وقفت سوريا بالأمس إلى جانب الشعب اللبناني.

حول هذا الموضوع يعلق النائب حبيب فيقول: quot;نطالب بنشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية، منذ اليوم الأول من بدء الانتفاضة السورية، وأيضًا ليس هناك سوى على وسائل الإعلام اللبنانية التواجد والنزول، ليروا أين تحصل هذه الأمور، وما نراه في بعض الصحف ليس سوى فبركات، من فئات معينة لها مصلحة في ضرب اسم المستقبل، وزجّه في هذه المسألة، ونحن كما سبق وذكرت، كان هناك قرار منذ اليوم الأول من الانتفاضة السورية بعدم التدخل، كما إننا لا نريد أن يتدخل أحد في شؤوننا، أما الموقف السياسي لتيار المستقبل فهو آخر، ولكن من ناحية التدخل الميداني،فليس لنا أي تدخل، لا من قريب ولا من بعيد.