بعد حديث قاسم سليماني، يأتي تصريح وزير الدفاع والخارجية الاسرائيلي السابق يصف فيه بقاء سلاح حزب الله في لبنان انتحارًا، وكان سبقه تحذير من الامين العام للامم المتحدة من خطورة سلاح حزب الله في لبنان، فهل كلها اشارات لحرب متوقعة انطلاقًا من بقاء سلاح حزب الله؟.


بيروت: رأى وزير الدفاع والخارجية الاسرائيلي السابق موشيه آرنز أنّ سلاح حزب الله يشكّل تهديدًا للسلام في المنطقة، معتبرًا أنّ السلاح الذي يخزّنه حزب الله كاف لضرب كامل إسرائيل والتسبب بالدمار الكامل فيها، مشددًا على أنّ اللبنانيين يجب أن لا ينسوا أن هذا السلاح يشكّل أيضًا تهديدًا لوجود لبنان وشعب لبنان، وأن بقاء هذا السلاح بيد حزب الله هو بمثابة quot;انتحارquot;، داعيًا لاعتماد الأساليب الدبلوماسية لنزعه وإلا فإنّ الوقت سيأتي عاجلا أم آجلا وتقرر إسرائيل إزالته، رغم أن ذلك قد يؤدي إلى تدمير كامل لبنان.

في هذا الخصوص، يؤكد النائب قاسم هاشم ( كتلة التنمية والتحرير) في حديثه لإيلاف ان حديث وزير الدفاع والخارجية الاسرائيلي امر طبيعي لانه موقف عدو معروف الاهداف والغايات، لانه يعرف تمامًا ان سلاح حزب الله والمقاومة هو رادع لاسرائيل، ويحاول ان يساهم في سياسة التحريض التي اعتاد عليها الاسرائيلي، اما محاولة التدخل بالشأن اللبناني فليس بجديد، هناك محاولات متكررة لذلك، فالاسرائيلي يقحم نفسه ويبعث برسائل عن حضوره الدائم في واقعنا الداخلي، لزيادة مساحة التوتر بين اللبنانيين، وهذا امر طبيعي، واهداف الاسرائيلي واضحة ومعروفة غاياتها، التهديد الاسرائيلي متواجد دائمًا. ولبنان لا يزال على مدار التصويب الاسرائيلي، وهذا امر طبيعي مع الانتهاكات الاسرائيلية شبه اليومية.

هل يطرح هذا الكلام رسائل مبطنة او ربما تستعمل اسرائيل حجة السلاح لشن حرب على لبنان؟ يجيب هاشم:quot; ما دام هناك عدو بهذه المواصفات العدوانية والهمجية، فامر طبيعي ان يتم تهديد لبنان بشكل يومي ودائمquot;.

عن مقاربة موضوع سلاح حزب الله في لبنان فبرأي هاشم لم يتبدل شيء ان كان في المقاومة او سلاحها، ولا احد يصوب على الحزب الا من باب التصويب على السلاح، النظرة لم تتبدل على مستوى الاهداف والخيارات، الوطنية والسيادية، لانها لم تتبدل، لان العدو لا يزال عدوًا، والاطماع ما زالت هي هي وكذلك الاخطار، والمقاومة في ما تعني كنهج وسلاح لا تزال ضرورة وطنية من اجل الحفاظ على لبنان من اجل هذا الظرف الذي تمر به المنطقة بشكل عام.

عن مقاربة قوى 14 آذار/مارس، لسلاح حزب الله والمطالبة الدائمة بإزالته يقول هاشم :quot; ان البعض لا يرى ان اسرائيل تشكل خطرًا، واذا كان البعض لا يريد ان يعلن ذلك بالملء ففي سره يظهر ذلك، ويحاول ان يستتر على الحقيقة، وهذا نهج فريق سياسي معين، وهذا دأبه منذ فترة طويلة، وللاسف لا يتم النظر الى منظار وطني بعيدًا عن الاهواء والمصالح السياسية الضيقة والصغيرة.

عن تصريح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في هذا الخصوص وتقاربه من تصريح المسؤول الاسرائيلي هل يشكل ذلك تحذيرات من اجل تجنيب لبنان حربًا متوقعة؟ يقول هاشم:quot; الموضوع ليس تحضيرًا لعمل عسكري معين، لان الامر قد يكون متخذًا منذ هزيمة اسرائيل، ومن يسير في ركبها، لا احد يستطيع ان يحدد نتائج اي مغامرة عسكرية او حربية على هذا المستوى، والكل يعرف ان الغرب يعمل بإملاءات اسرائيلية، وليس مستغربًا الامر، ونظرية المعايير المزدوجة باتت طبيعية.

14 آذار/مارس

كان لقوى 14 آذار/مارس موقفها الصريح بعد تصريح قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني فطالبت صراحة حزب الله بتسليم سلاحه، عن تصريحات وزير الدفاع والخارجية الاسرائيلي يعلق النائب السابق مصطفى علوش لإيلاف فيقول لا شك ان المنطقة باكملها بوضع تغيير جذري، وبمرحلة قلب موازين القوى القائمة، الاساس والاهم ان سلاح حزب الله يهدد الوضع الداخلي بشكل اكيد، وبغض النظر عما يقوم به ويقوله العدو الاسرائيلي، ما يهمنا ان يكون هناك تفاهم نهائيّ في ما خص السلاح، من خلال الحوار القائم حتى نستطيع سويًا ان نتكاتف ونواجه اي تهديدات خارجية، ولا شك بان استمرار حزب الله بعناده قد يعرض لبنان الى المزيد من المخاطر مع وجود هذا السلاح.

عن كيفية مقاربة سلاح حزب الله اليوم يقول علوش :quot; بعض الاحيان، الاحساس بالقوة وخدمة مشروع يعتبر ان المقدس جزء منه على حد قول الامين العام لحزب الله، هو من الصعوبة بمكان ان نقوم بحوار معه، لانه يدخل بمسألة المقدس اي ارفع من الواقع، ولكن هذا المقدس مبني ايضًا على موازين قوة معينة موجودة على الساحة، وبتغيير موازين القوى القائمة في المنطقة، قد يؤدي اي حوار الى حلول، اما في ظل المعادلة القائمة الآن، المشكلة اليوم عند فريق حزب الله وقصر النظر لديه، والاحساس انه عامل قوة اساسي على المستوى السياسي والامني داخل لبنان.

هل كلام وزير الداخلية الدفاع والخارجية الاسرائيلي اليوم اتى ردًا على كلام سليماني، يجيب علوش:quot; كلام سليماني كان الاصدق الذي سمعناه من اطراف قريبة من حزب الله وايران على مدى الاشهر والسنوات الماضية، ولكن اجمالاً العدو الاسرائيلي لا يخطط من وراء ردات الفعل ولا يتصرف كذلك، بل على اساس استراتيجية معينة، وقد يكون هذا الحديث قد اتى لخدمة مشاريع اسرائيل.

طبيعة سلاح حزب الله

ومن المعلوم اليوم ان السلاح الذي يمتلكه حزب الله هو عبارة عن مجموعة صواريخ تتوزع كالتالي:
صواريخ (كاتيوشا) معظم الصواريخ التي يمتلكها حزب الله من هذا النوع، والذي يتراوح مداه بين 12 إلى 22 كيلومترًا.
صواريخ (فجـر) وهي صواريخ كاتيوشا مطورة من قبل إيران، ويبلغ مداها ما بين 35 إلى 75 كيلومترًا.
صواريخ (رعد) وهذه صواريخ إيرانية الصنع، وهي تقليد لصواريخ (فروج-7) الروسية، ويصل مداها إلى 70 كيلومترًا.
صواريخ (زلزال) وهذه صواريخ إيرانية الصنع، باستطاعة رأس الصاروخ منها حمل مواد متفجرة تصل إلى ما بين 400 و 600 كيلو غرام، ويبلغ مداها ما بين 150 إلى 200 كيلومتر.
صواريخ (مضادة للدروع) وهي صواريخ روسية الصنع من طراز (Sagger AT-3) و(Spigot AT-4)، كما أنه يمتلك صواريخ (Tow) غربية الصنع وكلها ذات تكنولوجيا عالية ومتطورة.
صواريخ مضادة للسفن والبوارج (أرض - بحر) وهي صواريخ (سي-802) من صنع إيراني مطور عن تكنولوجيا صينية، ومداه يصل إلى نحو 100 كيلومتر وموجه بالرادار.
صواريخ مضادة للطائرات (أرض - جو) وهي صواريخ مقلدة عن صواريخ (سام-7) الروسية، ولكنها أقل طولاً ووزنًا منها. وهذه الصواريخ يمكن حملها على الكتف وتتميز بأنها ذات توجيه ذاتي.
الجدير بالذكر أن حزب الله يمتلك عددا غير معلوم من الطائرات (من دون طيار) إيرانية الصنع، من نوع (مهاجر-4)، والتي أطلق عليها الحزب اسم (المرصاد-1). وتحمل هذه الطائرة ثلاث كاميرات ورادارًا رقميًا ونظام إرسال إلكترونيًا وهي قادرة على التحليق على ارتفاع أكثر من ستة آلاف قدم، وتصل سرعتها القصوى إلى حوالى 120 كيلومترًا في الساعة، وتبلغ قوة محركها نحو 10 أحصنة.