شدّد رئيسا الجمهورية ومجلس الوزراء ميشال سليمان ونجيب ميقاتي على ضرورة العودة إلى طاولة الحوار الوطني من أجل وصول اللبنانيين إلى تفاهمات حول الاستراتيجية الدفاعية ومن ضمنها سلاح حزب الله، فهل تنجح هذه الطاولةأم باتت اليوم شمّاعة يعلِّق عليها السياسيون خلافاتهم؟.


بيروت: يؤكد النائب خضر حبيب (تيار المستقبل) في حديثه لإيلاف أنه ما لا شك فيه اننا كقوى 14 آذار/مارس وتيار المستقبل كنا من الاوائل الذين طالبوا بطاولة الحوار، وكنا من اوائل الحاضرين إليها، وتم اتخاذ العديد من القرارات حولها، لم ينفذ أي قرار منها، وعلى سبيل المثال وليس الحصر السلاح خارج المخيمات الفلسطينية، وموضوع المخيمات في البقاع، وهناك أمور عدة تمت الموافقة عليها في طاولة الحوار ولم يعمل بها، ومن هذا المنطلق، يتابع حبيب:quot; يقول حزب الله في الاعلام إنه لن يوافق على أي استراتيجية دفاعية، او اي امر يتعلق بسلاح حزب الله، والمشكلة اليوم في لبنان هي بالسلاح، ونرى انه يستعمل داخل الأزقة وفي شوارع بيروت وطرابلس وعكار والبقاع والجنوب، وكل هذا السلاح نعلم ان الاجهزة الامنية والحكومة لديها كامل المعلومات من لديه هذا السلاح، الفردي والمتوسط والثقيل، ونحن سبق وقلنا ان القوة الصاروخية الموجودة عند حزب الله، المطلوب الاستفادة منها ولها حل من خلال المؤسسة العسكرية، ولكن لا يجوز ولا بأي شكل من الاشكال اليوم، إبقاء السلاح باسم سلاح المقاومة وتغيير المعادلات السياسية داخل الساحة اللبنانية، اذا كان اليوم من الممنوع التداول بسلاح حزب الله على طاولة الحوار، فما جدوى طاولة الحوار، يجب الموافقة على مبدأ جدول الأعمال لطاولة الحوار.

ولدى سؤاله هل الاجواء اللبنانية مهيأة اليوم لاحتواء طاولة حوار تضم الجميع؟ يجيب حبيب:quot; ما الخيار الآخر؟ لبنان نعرف انه منقسم عموديًا اليوم، بين قوى 8 و14 آذار/مارس، هل الخيار الآخر الحرب والاقتتال والعودة الى العام 1975، وتدمير البلد، وقتل وتهجير مئات الآلاف من الاشخاص، ولقاء ماذا؟ لا يجوز اليوم، يتابع حبيب، إبقاء السلاح مع جهة من اللبنانيين من دون الجهة الاخرى، هناك مؤسسة عسكرية واجهزة امنية وحكومة ورئيس جمهورية، ويجب عليهم القيام بتطبيق الدستور اللبناني.

ويتابع حبيب:quot; ما استطيع قوله انه سبق وتم أخذ قرارات على طاولة الحوار، ولم تنفذ، ويجب تنفيذها قبل اللجوء الى انعقاد جلسات جديدة، من اجل الصدقية امام الرأي العام اللبناني، ويجب تنفيذ القرارات التي تم أخذها في طاولة الحوار، ومن ثم فلننطلق الى جلسة حوار جديدة.

وبرأي حبيب الموضوع الاول والاساسي يجب ان يكون موضوع السلاح، لانه مشكلة المشاكل في لبنان، واليوم يتم استعمال سلاح حزب الله على الاراضي اللبنانية في جميع الامور الانمائية والاقتصادية، فالمطلوب اليوم ايجاد حل نهائي وجذري.

وتمنى حبيب لو انه تم التباحث بموضوع القاعدة ووجودها في لبنان على طاولة مجلس الوزراء، لانه لا يجوز اليوم انه من خلال اخذ معلومة من مكان ما او جهاز ما ونطلع بها على الاعلام، ماذا يستفيد الرأي العام من هكذا معلومة امنية في ظل اجواء اعياد ووجود مغتربين ونسبة إشغال فندقي كبير؟

الحوار الآخر

بدوره تحدث النائب السابق في كتلة الوفاء للمقاومة اسماعيل سكرية فأكد لإيلاف أن مبدأ الحوار جيد، والعودة الى الحوار مطلب وطني، وتبقى مضامين الحوار هي الاساس، وطاولة الحوار فيها ايجابية انها تساعد في امتصاص quot;شرقطاتquot; الكهرباء السياسية.

ويرى سكرية ان الاجواء اللبنانية اليوم غير مهيأة لاحتواء طاولة حوار تضم الجميع، لا يزال الانقسام حادًا برأيه ويُعبّر عنه بشكل كبير، ولا يزال يتأثر بما يجري حولنا وخصوصًا في سوريا.

ويعتبر سكرية ان الحوار لم يقم يومًا بما هو مطلوب منه من أمور جدية وفعلية، وهو مجرد شكل جديد من تضييع الوقت وتبريد الاجواء، ولديه فقط هذه الحسنة، ولكن ان ينتج اتفاقات كبيرة ويجيب على أسئلة كبيرة، والسؤال الاساسي عن دور لبنان، وما هو، لم يحصل هذا في لبنان ابدًا.

وبرأي سكرية على طاولة الحوار بالاضافة الى الاستراتيجية الدفاعية، يجب ان تتباحث بموضوع لا يقل اهمية، وهو موضوع الفساد والاصلاح في الادارة، وهو مهم لانه متماد، وعلى الاقل في الملف الصحي الذي أتابعه، اخجل ان اقول اننا اليوم في دولة، واضع مئة خط حول هذه الكلمة، وفي ملف النفط والغاز ايضًا يجب التباحث به، ويجب ان يقارب بسرعة وبجدية لانه مصدر اساسي للطاقة.

وبحسب سكرية موضوع وجود قاعدة في لبنان لا ضرورة للتباحث به في طاولة الحوار، لان على الاجهزة الامنية في هذا الخصوص ان توحِّد معلوماتها، وبعدها من الممكن البحث به، ولكن طالما لا تزال المعلومات بإطار متواضع، والكلام صدر عن وزير الدفاع اللبناني واتضح انه ضمن الاطار السياسي، ولم يتم تأكيده.