تعلو اليوم أصوات معلّمي وأساتذة المدارس الرسمية والخاصة أمام السراي الكبير في لبنان، معلنة عن الرفض المطلق لمرسوم تصحيح الأجور، من خلال تظاهرة تجمعهم، بعدما نفّذت المدارس إضرابها اليوم تضامنًا مع هذه المطالب، فهل هي محقَّة، وهل تؤدي إلى نتيجة؟.


بيروت: تؤكد بهية حبّ الله أن إضراب الأساتذة في لبناناليوم محقّ، لأن للشعب وللعمال مطالب، حيث معاشاتهم جائرة، ولكن توقيت الإضراب ليس في مكانه، لكون الوضع غير مهيأ لذلك.

وتشير إلى أن كثرة إضراب الأساتذة يؤثر، لكن غير مباشرة على تحصيل التلاميذ، لأن الأخيرين ومع هذه الإضرابات سوف يتضعضع تركيزهم.

لا تعرف إن كان هذا الإضراب سيؤدي إلى نتيجة، رغم ذلك تتمنى على المسؤولين أن يأخذوا بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي في البلد، فالمعلّم، الذي يطلب زيادة، فهو يطلبها من عامل لن يحصل على زيادة معاش، فكيف يمكن تلبية طلبه، وكيف يستطيع إبقاء أولاده في المدارس الخاصة، مع العلم أن مدارس الدولة ليست على مستوى عال.

خليل حمود يرى أن اجتماع المعارضة مع الأكثرية في الإضراب اليوم لن يوحّد اللبنانيين، لأنها كلها سيناريوهات، لا هدف منها سوى تحقيق مكاسب سياسية، ويتوقع مشاركة لا بأس بها في التظاهرة اليوم، لأن هناك أعدادًا كبيرة من الأساتذة الذينلديهم مطالب، لكي ينجح الإضراب.

رياض حلو يؤكد أن كل فريق في لبنان سيجيّر هذا الإضراب لحسابه السياسي، ويرى أن كل الأمور مسيسة، وبانتظار الانتخابات النيابية المقبلة لكسب أصوات أكبر.

أما الحل برأيه، الذي يجب أن يعتمد حتى يرضي كل الأطراف، فيجب أن يكون جذريًا، ويتحسن وضع الجميع، وليس وضعفئة دون الأخرى، مع رقابة على الأسعار، وتكون موازية لمدخول اللبناني، فهل من المعقول أن يدفع المواطن على ولدين أقساطًا تفوق العشرة ملايين، ومعاشه 300 ألف في الشهر الواحد، ويتساءل: quot;هل نعود إلى تعليم أولادنا، كما كنا في الماضي، تحت السنديانةquot;.

باتريك عون يرى أن تظاهرة الأساتذة اليوم في مكانها ومحقة، لأن لا تقديمات في المقابل تعطى لهم.

ويضيف: quot;رغم ذلك لا يمكن أن ننسى اليوم أن كثرة إضراب الأساتذة يؤثر على التحصيل العلمي للطلاب، لأن المستوى العلمي بالأساس أصبح منخفضًا عن المستويات السابقة، والإضرابات والتظاهرات تؤثر كثيرًا على تركيز الطالب.

فقد بدأوا بأستاذة الجامعة، مع شهر تأخير، والأساتذة اليوم، وكلها تؤثر سلبًا على الطلاب.

جمانة خوري لا ترى أن هذا الإضراب سيؤدي إلى نتيجة، غير أن الدولة اليوم لا ترضخ لمطالب المواطن إلا تحت ضغط الإضراب، رغم ذلك ترى أن الإضرابات كلها لن توصل إلى نتيجة، لأن الوضع العام ككل للبلد هو وضع اقتصادي غير سليم، ويحتاج quot;نفضةquot; تتعلق بكل القوانين والقطاعات، لأن ما يحصل في البلد هو أننا أصبحنا نشبه الثوب البالي، الذي نقوم بإصلاحه وترقيعه.

وأضافت quot;اليوم الأساتذة يتظاهرون، وفي 27 من الشهر المقبل كذلك هناك تظاهرة للعمال، سبق ذلك سائقو السيارات العمومية، والكل يلوّح بالإضراب، الجميع يطالبون بتخفيض أسعار المحروقات والكهرباء، وبدعم اقتصادي لكل القطاعات، وإنتاجي وزراعي للجميع، الدولة في هذا الظرف خصوصًا وما يحيط بنا من أوضاع إقليمية، لا تستطيع أن تلبّي أيًا من الطلبات لأن الوضع الاقتصادي برمته مجمّد، منذ 3 أشهر حتى اليوم وقبل الأعياد، لا نهضة تجارية قوية، الجميع يعانون الكساد وسوء التجارةquot;.

ريتا بربور تؤكد أن المطالب الحياتية اليوم لن توحّد اللبنانيين، لأن الجميع يسعى إلى عمل سياسي، ونحن اليوم على أبواب انتخابات في العام 2013، ونرى أن العملية بدأت بتجاذب سياسي، فالكل يريد أخذ أكبر شريحة من المواطنين، من خلال طلبات تشكل بالونات اختبارية، والجميع يصعّدون خدماتهم، بالقول إنه من أجل المواطن نقوم بذلك، وبالنتيجة لا أحد يقوم بأي شيء للمواطن اللبناني، وهذا الأخير، الذي وعدوه منذ 30 عامًا ببطاقة صحية، لم تنفذ حتى اليوم، وكذلك بضمان اجتماعي لمن لا يملك ذلك، للأسف بدأوا به، وأدخلوا الناس في متاهات، لم يستفد منها أحد، وصندوق التقاعد لكبار السنّ لم يبدأ العمل به، والجمعيات للشؤون الاجتماعية لذوي الإعاقة لم تبتّ، وكلها بالونات في الهواء لا أساس لها من الصحة.

روميو خوري لا يتوقع مشاركة كثيفة، لا اليوم ولا في 27 من الشهر الجاري، لأن الناس ملّوا من المطالبات، وغدًا سوف يتم إقناع بعض المترئسين للتظاهرات بوعود، ويتم تنفيس العملية بهذه الطريقة، ويرى أن الحل يجب أن يبدأ من خلال تفعيل المجلس الاقتصادي الاجتماعي بعد إنشائه، وهذا يستطيع أن يضع الإصبع على الجرح، ويداوي كل الأمور العالقة.