يندر أن تجد لبنانيًا واحدًا يؤمن بأن بلده اخذ استقلاله وانتهى الامر، فبالنسبة إلى كل المواطنين إن عيد الاستقلال فقط رمز ولا يمثل ما يجري فعليًا على الارض، بالنسبة إلى المواطن اللبناني، لا استقلال في بلده لان الإرادة الفعلية تنبع من الخارج، وهو لا يزال يحلم باستقلاله الحقيقي.


بيروت: تقول رلى شاهين اي استقلال نحتفل به اليوم، فلا استقلال حقيقي لنا، فقرارنا تأخذه عنا الدول، وجيراننا حدّث ولا حرج، فلا تنحل أمورنا في لبنان الا بمجيء قوات خارجية، ولا نزال غير مستقلين.

ما الذي يحتاجه اليوم لبنان كي يستقل فعليًا تقول رلى نحن بحاجة الى رجالات quot;قباضاياتquot; كرجالات الامس، وان يتخلى لبنان عن تعصّبه الديني، فاليوم كل طائفة تحشد لطائفتها، وكل مذهب وحزب يشدّ لفريقه. واليوم نرى ان كل فريق يضع اهله واصهرته وكل عائلته في العمل الحكومي وفي اركان الدولة، اليوم لا يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

وتؤكد رلى أن رجالات الاستقلال الماضي لن يتكرروا، لكن الاستقلال لم يصبح نافذًا مع كل التدخلات الخارجية والنعرات الطائفية والمذهبية والاحزاب لا تجعل اي شخص ينجح في بلد صغير كلبنان.

فدى حموي تؤكد أن 8 و14 آذار/مارس يعملون جمعيات كالشطرنج يتنقلون كيفما يشاؤون، الفريقان لا يعملان للبنان، نريد اشخاصًا يخدمون البلد، ولا هدف لهم سوى العمل وليس الكراسي والمراكز، او التبعية، نحتاج الى اشخاص مستقلين وقرارهم من انفسهم وليس من الخارج.

وتشير فدى إلى ان التخوف من حرب اهلية في عيد الاستقلال اليوم ليس في مكانه، لاننا انتهينا، لم يعد هناك ما يعمل في لبنان، فالفرز الديموغرافي قد حصل، والحرب الاهلية هذه المرة لن تجري بين المسلمين والمسيحيين، بلا ما هو ابشع واشنع بين الطائفة الواحدة.

مي عنداري لا ترى اي ربيع يمكن ان يستفيد منه لبنان من حيث ما يجري في الدول العربية، فالبلاد العربية لا تعيش اي ربيع يمكن ان يستفيد منه لبنان لاستقلاله الفعلي، وهذا وقت ضائع بعد الثورات، فلنشاهد العراق كم عانى ولا يزال، وتؤكد ان لبنان عندما ناضل فيه الرجال الكبار واستقلوا حصلوا على استقلالهم، ولكن مع الممارسات الفعلية ظهر ان الامر مجرد حبر على ورق.

وبرأيها لا احد يعلم ماذا سيحصل فعليًا في لبنان اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه في سوريا او تطور ربما لحرب اقليمية.

جورج عواد يرى ان الاستقلال الفعلي يجب ان يكون معززًا بطريقة لوحدة وطنية، والا لا يمكن تسميته استقلالاً، ونعتبر ان الاستقلال هو استمرارية لما حصل اسميًا العام 1943، اذا ما وجد هذا الاستقلال الفعلي، اي مستقل بكل قراراته، فلا استقلال فعليًا لدينا.

ويشير جورج الى ان لبنان يحتاج اليوم الى توافق داخلي بين كل الزعماء والسياسيين الموجودين، والايمان الفعلي ببلد اسمه لبنان لكي نعرف على اي طريق سيكون هذا الاستقلال.

فؤاد مرتضى يؤكد ان اي قرار غير مبني على اجماع معين او توافق من قبل كل الفرقاء لا يمكن ان يستمر او ينجز لهذا البلد استقلاله الفعلي، ما يشكل عبئًا كبيرًا جدًا على لبنان مع الانقسام العمودي الموجود بين 8 و14 آذار/مارس، فاذا كان كل فريق يريد ان يطبق فكرته، اذَا هناك غالب ومغلوب ومنذ العام 1943 حتى اليوم اثبت لبنان أن لا احد يستطيع ان يحكمه لا الغالب او المغلوب.

يؤكد فادي عون ان الحديث عن حرب في لبنان بعد عيد الاستقلال فيه هو أمر طبيعي نظرًا لما يجري في سوريا، لا الارتباطات اللبنانية هي تواصل مستمر للقرارات السورية، ومع حرب اهلية في سوريا سيكون لها امتداد ان كان سياسيًا او اجتماعيًا او عربيًا، وسوف ينعكس الامر على لبنان، مع وجود التواصل السياسي والاجتماعي بين لبنان وسوريا، على كافة المستويات، مع وجود الانقسام الداخلي في لبنان حيث هناك معارضة وموالاة سورية.

ولا يرى فادي ان الدول العربية تعيش ربيعها العربي الفعلي، للاسف هذه الديمقراطيات التي يتحدثون عنها في الدول العربية لا تتحقق، ولم تظهر التجارب اي نموذج سوف يحتذى به، فتونس انتهت ثورتها ولا استقرار فيها، وكذلك مصر عاد ميدان التحرير الى سابق عهده.

ويعتبر انه قبل كل شيء لا استقلال فعليا لدينا، ولا قرار اليوم موحد يمكن ان يتبناه الجميع، وعندما نقول انه لدينا استقلالية تامة ان كان في القرار او الكلمات، ومع ارتهاننا للخارج فلا استقلالية لدينا.

والانقسام اليوم يظهر برأيه في كافة المجالات، في الاعلام وفي الشارع، وهو انقسام بالسياسة والولاء.

ويأمل الا يكون لبنان امام عتبة حرب جديدة بعد عيد الاستقلال، ولكن كل البوادر تدل على سلبيات في هذا الموقف اكثر من الايجابيات، لان الحرب اذا اندلعت في سوريا سيكون لها امتداد في لبنان.