عندما اختار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان يغرِّد خارج سرب قوى 14 آذار، لم تفقد هذه الاخيرة الامل ان يعود اليها، وهي ترى في مواقفه الاخيرة التي اطلقها في الجمعية العمومية للحزب،تأكيدًا ان جنبلاطأصبح اليوم اكثر قربًا منها.
بيروت: أطلق النائب وليد جنبلاط في الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي جملة مواقف، رأى فيها الكثيرون أنها اقرب الى قوى 14 آذار/مارس ، ويؤكد النائب أمين وهبي ( 14 آذار/مارس) لإيلاف ان مواقف النائب وليد جنبلاط كانت دائمًا قريبة الى السلم الاهلي والحفاظ عليه، وهو يدوزن مواقفه انطلاقًا من قراءته لعاملين:quot; الرؤيا الاستراتيجية البعيدة والظروف المتقلبة الآنيةquot;، في مواقفه الاخيرة، اعلن جنبلاط مواقف عدة نعتبرها ممتازة وهي التمسك بالمحكمة الدولية، واعادة الاشارة الى الصفحة المضيئة في تاريخ اللبنانيين، اي ال14 من آذار/مارس 2005، والحفاظ على السلم الاهلي، والحفاظ على سلاح المقاومة لمواجهة اسرائيل، واكد انه لا بد من التفتيش عن خيار الدولة، في مجمل هذه المواقف نجد جنبلاط قريبًا مما نطرحه في 14 آذار/مارس.
في الآونة الاخيرة التقت بعض قوى 14 آذار/مارس جنبلاط حيث ارسل هذا الاخير اشارات الى انه غير مرتاح في مواقفه وان الربيع العربي لا بد ان يشمل لبنان، يعلِّق وهبي على الامر فيقول:quot; جنبلاط كان دائمًا مع الربيع العربي، ويحاول انطلاقًا من تراث الحزب الاشتراكي الذي لم يكن في أي ساعة من الساعات لا يدعم القضايا العربية العادلة، او بعيدًا عن هموم فلسطين والحزب العربي المشترك بالتكامل والوحدة، وبالتالي، جنبلاط لم يكن بعيدًا عن الحزب العربي، وحاول أن يقترح بعض المواقف العملية بمعنى التأكيد على ضرورة الحوار واطلاق المعتقلين السياسيين، وعلى الابتعاد عن العنف وعن قمع الناس، هذا موقف نقدره جدًا.
هل في حال انضم جنبلاط الى قوى 14 آذار/مارس تتحول المعارضة الى أكثرية من جديد وما انعكاس ذلك عليها؟ يجيب وهبي:quot;لا اعتقد ان هذا هو المهم اليوم، طريقة الثامن من آذار اي حزب الله وحلفائه المباشرين، الذين شكلوا قوى 8 آذار/مارس، ان كانوا بالموالاة او داخل المعارضة هم يقدمون ما لديهم للبنانيين، واعتقد ان آداءهم في هذه الايام، مليء بالتناقضات وبالارتباك السياسي، ولا اريد ان اتكهن ان كان جنبلاط سينتقل الى قوى 14 آذار/مارس، ما اريد قوله بان آداء 8 آذار/مارس، ان كان داخل الحكومة او في حكومة اللون الواحد او المعارضة هو أداء يجافي مبدأ تداول السلطة والدستور ودولة القانون وسيادة الدولة، وحصرية الدولة بممارسة سيادتها على ارضها، وكقوى 14 آذار /مارس لنا مصلحة في ان يرى الشعب اللبناني خصومنا السياسيين في مختلف المواقع والزوايا وهم يمارسون هذا الآداء، لانه كلما رأى اللبنانيون كيف تمارس قوى 8 آذار/مارس دورهم، لما اقتنعوا ان خيار 8 آذار/مارس ليس الدولة والدستور، ما ميَّز فريق 8 آذار في الفترة الاخيرة سلسلة من المتناقضات التي تدهش، مثلاً يدافعون عن الانظمة القمعية ويمارسون القمع بحق شعبهم اللبناني، ويتساهلون في من يتعاملون مع اسرائيل وانهم يخونون كل من يختلف معهم بالسياسة.
ويتساءل وهبي:quot; هذا الآداء الى اين يدفع البلد؟
عدم ائتمان في غير مكانه
بعض قوى 14 آذار/مارس يتحدث عن انه لا يمكن ائتمان مواقف جنبلاط لتقلباته المستمرة، يعلق وهبي على الموضوع فيعتبر انه لا يتعاطى مع الامور بهذا المنطق، وبهذا الحذر المرضي، فجنبلاط يعلن مواقفه ان كان في مناسبات اعلامية او على مختلف الشاشات او في الجمعية العامة للحزب التقدمي الاشتراكي، وهو يعلنها على الملء ولا احاسب على النيات ولا اصادر حقوق الناس في مواقفهم، اعتقد ان مواقف جنبلاط ممتازة ومسؤولة وشجاعة ويجب ان نرد على الموقف الشجاع والمسؤول بامر مماثل دون الاتجاه الى محاسبة النوايا.
هل يمكن القول اليوم ان قوى 14 آذار/مارس تغفر ذنوب جنبلاط اذا صح التعبير؟ يجيب وهبي:quot; لا احد يستطيع ان يكون من يغفر ذنوب الناس، لنا الحق عندما نتعاطى بالسياسة اذا كان في مواقف نتداوله اذا كانت المواقف متمايزة نعبر عنها، والشعب اللبناني هو من يغفر، نحن اليوم نرى ان آداءنا كقوى 14 آذار/مارس وآداء جنبلاط يصب في الاتجاه السليم ومصلحة البلد، ولكل قوة سياسية الحق باتخاذ موقفها.
كيف يمكن اليوم مداواة الجرح الذي تركه جنبلاط لدى مغادرته قوى 14 آذار/مارس؟ يقول وهبي:quot;جنبلاط غادر ولم يترك جرحًا، وقوى 14 آذار/مارس هي تحالف واسع ويدل ان بيننا كقوى تقاطعات ومواقف مشتركة وكذلك تباينات، حتى مع من لا يزالون داخل قوى 14 آذار ليسوا كلهم متطابقي المواقف، وعندما زاد جنبلاط منسوب تمايزه عنا هو زاد التمايز معنا لكن لم ينتقل الى الضفة الاخرى او التصادق 100% مع قوى 8 آذار/مارس، وبالتالي هناك منسوب من التمايز يزيد في بعض الحالات وينقص في حالات اخرى، ما يهمنا في هذه الايام هو ان يزيد منسوب التلاقي مع اوسع فئة من اللبنانيين، لمصلحة خيار الدولة والدستور وسيادة لبنان. ويهمنا ان نحافظ على السلم الاهلي لان اللبنانيين سيستطيعون اكثر ان يقيموا القوى السياسية.
هل يمكن اليوم القول ان قوى المستقبل و14 آذار تقول لجنبلاط نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الاول؟ يجيب وهبي ضاحكًا:quot; ولا في اي ساعة من الساعات كنا بعيدين عن جنبلاط، وكنا دائمًا نلمس الحرص الاستثنائي عنده على السلم الاهلي وعلى ان ينتصر لمنطق الدولة رويدًا رويدًا، وبالتالي مكانة جنبلاط كبيرة لدينا وكذلك الحزب الاشتراكي، ونحن في هذا المجال نقول ان ما يهمنا اكثر من 14 و8 آذار/مارس هو لبنان.
التعليقات