من يقف وراء الاشتباكات الطائفية في مصر؟ ومن يسعى إلى تفتيت وحدة الشعب المصري وإجهاض خطوة الانتقال السلمي إلى مرحلة الديموقراطية والحكم المدني؟ والأهم محليًا هل تنتقل الفتنة الطائفية إلى المنطقة، وتحديدًا لبنان، لتؤكد بذلك هواجس البطريرك الماروني التي أطلقها في باريس؟.


بيروت: يؤكد النائب اللبنانيعاطف مجدلاني (تيار المستقبل) لإيلاف أن أي فتنة تندلع وتنجح تهدد كل شيء، وليس فقط منجزات ثورة شعبية، وعيش واحد ومشترك، وتهدد السلم الاهلي، فطبعًا نحن ضد هذه الفتنة، بين أهالي شعب واحد، وأي فتنة، وخاصة الفتنة الطائفية، تهدد إنجازات أي شعب.

ويرى مجدلاني أن كل إنسان متضرر من نتائج الثورة يقف وراء ما يجري في مصر، وكل إنسان متضرر من مناخ الحريات والديموقراطية ممكن أن يكون وراءها.

ويضيف مجدلاني: quot;لا شك اليوم أن الربيع العربي مهدد كل ساعة اليوم، لأن هناك أنظمة لا تريد لهذا الربيع العربي أن يزهر، وأن يثمر، لذلك لا مصلحة لهذه الأنظمة الاستبدادية القمعية بكل هذه التحولات التي تحاول الشعوب العربية أن تصل اليها.

أما هل تنتقل الفتنة الى لبنان؟ فيجيب مجدلاني: quot;لا اعتقد، فلبنان مرَّ بظروف دقيقة وحساسة على مدار تاريخه الحديث، ولم تستطع الفتنة ان تنجح، وتعرف طريقها اليه والى الشعب اللبناني، لذلك نحن محصّنون ضد أي نوع من انواع الفتنة، والأمر الاساسي في هذا الموضوع، اننا اعتدنا، وكنا من الاوائل في إرساء مناخ الحريات والديموقراطيةفي حياتنا.

كيف يحصِّن لبنان نفسه أكثر لدرء مثل هكذا فتن عنه؟ يجيب مجدلاني: quot; يحصّن نفسه أكثر من خلال إرساء مناخ الديموقراطية الحقيقية، وليس ما يتم الحديث عنه من ديموقراطية توافقية، التي تعيد الى الديكتاتوريات، بل يجب ارساء مناخ الدديموقراطية الحقيقية.

في المبدأ نسعى الى نظام ديموقراطي من خلال اكثرية قامت بحكومة، واقلية موجودة، وتعارض بطريقة بناءة ومسؤولة، وهذا ما يراه كل الناس بغضّ النظر عن كيف تشكلت الأكثرية الاخيرة في لبنان.

ولدى سؤاله هل تعتبر تخوف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مكانه اليوم بعد أحداث مصر؟ يجيب مجدلاني: quot;لا شك أن تراجع الوجود المسيحي على الأرض يضعنا في هواجس، ولكن حلّها ليس بالتقوقع، وليس بتحالف الأقليات، إنما الوجود المسيحي يحميه تاريخ المسيحيين، وكذلك المناخ الديموقراطي الحر، ويعزز وجوده المناخ السياسي.

أمر مخز

بدوره تحدث النائب نعمة الله ابي نصر (تكتل التغيير والإصلاح التابع للجنرال ميشال عون) فأكد أن ما جرى في مصر أمس أمر مخز، لان في مصر هناك مواطن درجة أولى وآخر درجة ثانية، هناك مواطن له الحق بممارسة شعائره الدينية كما يريد، من خلال إنشاء الجوامع والخلوات بدون رخصة أو مع رخصة، وهناك مواطن لا يحق له أن يصلح كنيسته، ولا أن يشيدها، هذا أمر مخز، مع عدم المساواة بين المواطنين العرب، ولا مساواة كذلك بين المواطنين المصريين، وهذا سبب الفتنة.

ويضيف ابي نصر: quot;كانت هذه الأمور تجري في مصر، ولكن ليس بهذه الحدية والخطورة، كانت تحصل على صعيد مذهبي، فيتم التدخل لإصلاحها، اليوم تجري انطلاقًًا من سبب مذهبي طائفي لأسباب سياسية، قد تكون أسبابها التدخل الخارجي، أو الداخلي، بمعنى السبب المذهبي تحول إلى فتنة سياسية مذهبية.

والحل برأيه يكون من خلال المساوة بالمواطنية بين المصريين في الحقوق والواجبات، أي ممنوع إنشاء كنيسة يقابلها ممنوع إنشاء جامع إلا برخصة، ولا يجوز الاستمرار هكذا.

اما هل هناك سعي اليوم إلى تفتيت وحدة الشعب المصري وإجهاض خطوط الانصهار السلمي للوصول الى الديموقراطية والمجتمع المدني فيجيب ابي نصر: quot;طبعًا ما يجري أمر رهيب، الفتن الطائفية هي مرض خبيث بالنسبة إلى الاوطان، وتذوبها، ورأينا ما جرى في الهند وباكستان والسودان وقبرص ودول البلقان وغيرها من الدول.

هل تنتقل هذه الفتن الى المنطقة وتحديدًا الى لبنان؟ يجيب: quot;نحن محصنون، ولكن للأسف اذا وجد التدخل الخارجي ممكن أن نتأثر فالأحداث الأخيرة التي جرت في لبنان لم تكن بريئة من صراع طائفي.

ويتابع: quot;يمكن أن نحصِّن أنفسنا أكثر من خلال قطع كل القنوات الخارجية التي تتعاطى مع الشأن اللبناني من منطلق مذهبي.

اما هل تخوف البطريرك الماروني في محله اليوم بعد احداث مصر فيجيب ابي نصر: quot;البطريرك الماروني استشرف الأحداث لانه عرف هشاشة الوضع في الشرق الاوسط بالنسبة إلى هكذا امور، وهذه الموضوعات تمارس عندنا بطرق خفية من خلال بعض التصرفات الدولية، من خلال تهجير المسيحيين من الجبل، وعدم عودتهم لثلاثين عامًا، هذا أمر غير طبيعي. ان يهجّر مواطن من بلده، والسلطة المحلية عاجزة عن إعادته الى منزله وتأمين الأمان له.

ويضيف: quot;ربما هناك وعي عند الشعب اللبناني كاف كي لا يحصل كما جرى في الدول المجاورة للمسيحيين، خصوصًا وأنه آن لنا أن نتعلم من أحداث الماضي.