تحدثت إيلاف إلى النائب اللبناني أمين وهبي حول القمة الروحية الاسلامية المسيحية التي جرت أخيرًا، والى خطاب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الامم المتحدة، فأشار وهبي الى ان ميقاتي يجب ان يحل خلافاته مع حلفائه اذا ما اراد الالتزام بالقرارات الدولية.


بيروت: يرى النائب أمين وهبي ( لبنان اولاً) في حديثه لإيلاف ان القمة الروحية الاسلامية المسيحية ليست من وظيفتها رأب الصدع بين السياسيين، ولكن تزيد حدة الانقسام بينهم او تخف انطلاقًا من التفاعل المباشر بين الكتل السياسية، وهذا ما ظهر في المجلس النيابي الاخير عندما اختلفنا على أشياء وكان هناك نقاش حقيقي، وعُدلت بعض الامور في ما خص خطة الكهرباء، وتوصلنا إلى صيغة ترضي الجميع، وبالتالي، يضيف، أعتقد ان الانقسام في البلد، والاستقطاب حول شعارات 8 و 14 آذار/مارس، له خلفية سياسية، وبالتالي الحوار المباشر بين القوى السياسية هو الذي يرأب الصدع.

القمة الروحية ابتعدت عن الملفات الخلافية من ضمنها موضوع المحكمة الدولية في هذا الخصوص يقول وهبي:quot; لو نحن نعود في لبنان الى مستوى من الاداء ان يبتعد رجال الدين عن القضايا السياسية، ويبقوا في الامور التي توحد، كان ربما من الافضل للبنان، لان ما يزيد الانقسام المذهبي والطائفي في البلد، هو الى جانب الخطاب الطائفي والمذهبي الذي يعتمده بعض السياسيين، انغماس رجال الدين في القضايا الخلافية، كنت اتمنى دائمًا الا يقترب رجال الدين الا الى القضايا التي حولها اجماع وطني وتطال مثلاً استقلال البلد او ما شابه، بالنسبة لنا، يضيف:quot; المحكمة الدولية هي نتيجة قرار لطاولة الحوار الوطني، وانطلاقًا من هنا، لم نكن في اي ساعة من الساعات، كقوى 14 آذار/مارس نتصرف خارج اطار مصلحة اللبنانيين جميعًا، وعندما نتمسك بالمحكمة الدولية، نحاول قولاً وفعلاً مواجهة قضية وطنية تطال الجميع، وهي مسألة الاغتيال السياسي، عندما نريد ان نوقف هذا المسلسل الاسود من الاغتيال السياسي، نحاول ان نؤمن الحرية، والظروف بان يعبِّر الجميع عن رأيه بغض النظر عن انتمائهم السياسي، وهي قضية تهم كلّ اللبنانيين.

اما هل سنلمس تقاربًا بين المراجع الروحية بعد هذه القمة؟ يجيب وهبي:quot; نتمنى دائمًا ان تتقارب المراجع الروحية، ولكن على خلفية تعزيز وحدة اللبنانيين، ولا تُحدث انقسامات، واقتراب المراجع الروحية من بعضها والحوار، امر جيد، ويجب الابتعاد عن الامور الخلافية من قبل الجميع.

التزامات ميقاتي

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكد التزامه بالمحكمة الدولية في الامم المتحدة هل يفي بالتزاماته برأيك؟ يقول وهبي:quot; بالنسبة لنا ميقاتي اكد التزامه بالمحكمة وهناك بعض الافرقاء من تحالفه السياسي يؤكدون غير ذلك، ننتظر لنرى، بالنسبة لنا المحكمة الدولية هي من اجل احقاق العدالة في لبنان، وايقاف مسلسل القتل والاغتيال، وهي تنفيذ لطاولة الحوار الوطني، وعلى لبنان مسؤولية كبرى في تنفيذ القرارات الدولية، والحكومة اللبنانية مطلوب منها ذلك، ان كانت تلك الحكومة او التي تأتي بعدها، ان كان الرئيس ميقاتي سيلتزم بواجباته، فيجب عليه ان يحل موضوعه مع حلفائه في الحكومة، واذا لم يلتزم عليه ان يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب اللبناني بانه وضع لبنان في مواجهة الشرعية الدولية.

موضوع حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية اخذت حيزًا من الاخذ والرد كان آخرها توجه الجنرال ميشال عون الى ميقاتي بالقول له موِّلها انت شخصيًا، في هذا الصدد يقول وهبي:quot; البارحة سمعنا ميقاتي بانه سيلتزم تمويل المحكمة، وسمعنا العماد عون يقول له موّلها من جيبك الخاص، وكأن قضية الحق العام لا تهم العماد عون، وعندما يكون هناك اغتيال واعتداء على شخصيات سياسية لبنانية، فهناك قضية حتمًا شخصية وتهم عائلة الشهيد، ولكن كذلك هناك قضية عامة تهمّ المجتمع اللبناني ويجب الدفاع عنها، على ميقاتي ان يحل قضيته مع حلفائه في الحكومة.

قانون الانتخاب

ويتحدث وهبي باسهاب عن بحث موضوع قانون الانتخاب واي قانون يراه الامثل للبنان فيقول:quot; ارى ان الامثل للبنان القانون الذي يعكس اكثر تمثيل للبنانيين، والذي يبعدهم اكثر عن الاصطفاف المذهبي، ويضيف:quot; في هذا المجال اود ان استنكر بعض ما نسمعه من دعوات من ان نترك لكل طائفة ان تختار ممثليها، هذا شيء خطر جدًا، لاننا عندما ننتخب كنواب، لنمثل كل الشعب اللبناني، ويجب بخطابنا وأدائنا ان نتوخى مصلحة كل الشعب اللبناني.

نرى اليوم بعض السياسيين يهتمون بوصولهم الشخصي الى المجلس النيابي ويشكل الامر قدس الاقداس بالنسبة لهم، لذلك يصابون بعمى الالوان ولا يرون سوى مصلحتهم الشخصية.

اما بخصوص ما يُطرح عن قانون النسبية والاكثرية والدائرة الكبرى والصغرى، اعتقد ان إصلاح قانون الانتخابات في جوهر الاصلاح في البلد واتمنى ان نستطيع كلبنانيين ان نتوصل الى حل قضية السلاح بشكل مبكر كقضية تعني الاصلاح ايضًا، لانه لا يمكن ان نناقش في الاصلح تحت وهج السلاح.

وردًا على سؤال هل ترى ان الوضع في سوريا سيستمر وما هي تأثيراته على لبنان يقول وهبي:quot; الوضع في سوريا ان كان سيستمر ام لا هذا ما يقرره الشعب السوري، وكمراقب أرى ان حدة الانقسام في سوريا والتطرف الى اللجوء الى الحل الامني من قبل السلطات السورية، جعلت الامور في مستوى كبير من الخطورة، ونتمنى ان يتوصل الشعب السوري الى ما يريده، ان يحقق حريته، وبطريقة سلمية، للتوصل الى حل للامور، ونتضامن مع الشعب السوري واهدافه للوصول الى مجتمع يسمح بابداء الرأي ويحترم الرأي الآخر، ونتمنى على اللبنانيين ان يحاولوا في هذه الفترة ان يحافظوا على السلم الاهلي قدر المستطاع، ونتمنى للشعب السوري وكل الشعوب العربية ان تصل الى البلوغ والفوز بحريتها، وان تصبح شريكًا كاملاً في الحقوق في رسم مستقبل دولها.