هل تحرّكت الاسواق خلال رمضان وقرب عيد الفطر في لبنان؟ معظم التجار الذين سألتهم ايلاف تحدثوا عن وضع مأسوي وعن حركة خفيفة داخل الاسواق، بسبب الاحداث في البلدان العربية وفي سوريا تحديدًا، فلا زبائن ولا ارباح بل خسائر تشهدها أسواق بيروت خلال العيد.


بيروت: يقول رئيس تجار بلدة الحدث انطوان عبود لإيلاف ان حركة الاسواق سيئة هذا العام اذ لم تشهد اقبالاً كما يجب، وقد تفتح بعض المتاجر ابوابها خلال العيد لاستقبال المزيد من الزبائن، خصوصًا المحلات الصغيرة، على امل ان تتحرك السوق قليلاً، ورغم ان التنزيلات في سوق الحدث وصلت الى 70% الا ان الحركة لم تكن كما يجب، ولم تؤثر التنزيلات فيها، وعادة المحلات تعمل فقط 5 ايام خلال الشهر، لان الوضع السياسي يؤثر فيها، والاحداث في سوريا اثرت كثيرًا ، من خلال عدم ولوج السياح من البر خصوصًا السياح الاردنيين ومن دبي والسعودية، ونلاحظ ذلك من حركة السير في الحدث، اما اي قطاعات اكثر من غيرها تأثرت بهذه الازمة يجيب عبود:quot; الادوات الكهربائية انخفضت مبيعاتها الى 35%، اما الالبسة فقد انخفضت الى 40%، ولا احد يعوِّض خسارة التجار، وهذه خسائر تتكبد منذ سنوات، وبالنسبة للعام الماضي، يضيف عبود كانت حركة التجارة افضل بكثير، وعام 2011 كان من اسوأ الاعوام على حركة التجارة في بيروت.

ويتابع:quot; رغم التنزيلات التي وصلت في بعض محلات الالبسة الى 70%، الحركة لا تزال خجولة، وبعض التجار يبيعون باسعار تنخفض عن سعرها الاصلي، اما ازمة المواقف في الحدث فقد تمت معالجتها من خلال انشاء موقف عمومي، رغم ذلك هناك بعض التجار الذين لا يلتزمون بهذا الموقف، وخطة السير ساهمت في بعض الاماكن وفي اماكن اخرى شكلت ضررًا.

وفي حال فتحت المحلات خلال عيد الفطر فمن المتوقع ان تتحرك الاسواق قليلاً، فالعام الماضي، يقول عبود، شاهدنا خلال عيد الفطر مجيء الكثيرين الى الاسواق ، ونأمل ان تستقر الحالة الامنية وتتأمن الاموال بيد الزبائن.

الحمرا
رئيس تجار الحمرا زهير عيتاني تحدث بدوره لإيلاف عن بعض الحركة في سوق الحمرا خلال اليومين الاخيرين، ولكن بقيت دون المستوى، ومقارنة بالعام الماضي فحركة التجارة انخفضت بنسبة 40%، والسبب يعود الى ضعف القوة الشرائية عند اللبنانيين، وتجار الحمرا يعتمدون على السياح اكثر من اعتمادهم على اللبنانيين، واحداث سوريا اثرت، وكانت السوق في الماضي مأهولة بالمصريين ومن قبرص، ومن السعودية، وحركتهم معدومة هذا العام. ويضيف:quot; خلال عيد الفطر تقيم السوق مهرجانًا خلال 3 ايام، يتضمن العابًا للاطفال ويتوقع ان يحرِّك هذا المهرجان السوق ويأمل زيارة ما لا يقل عن 250 الف شخص لهذا المهرجان خلال العيد.

مار الياس
عدنان فاكهاني، رئيس تجار شارع مار الياس يقول ان منطقة مار الياس هي جزء من لبنان، وكأي سوق عندما يكون هناك حركة ففي جميع الاسواق والعكس صحيح، ويضيف:quot; الوضع مأسوي بالحقيقة، ومخيب للآمال جدًا، ورمضان لم نشعر بفرحته هذا العام، ولا حركة اعياد، رغم اننا قمنا بواجباتنا من زينة جميلة في الاسواق ومهرجانات للاطفال، ولكن لا حياة لمن تنادي، وسبب ذلك يعيده فاكهاني لكل ما يجري حولنا، ويضيف:quot; منذ اكثر من 6 سنوات وسوق مار الياس تعاني، ولكن المعاناة الاساسية بدأت في حزيران/يونيو 2010، بسبب حادث العديسة، وبعدها حادث برج ابو حيدر، وظهر التشنج الذي اعاق الحركة في الاسواق، وبعدها خلال الشتاء كانت الحركة ايضًا خفيفة، والتجار لم يبيعوا سوى 40% من بضائعهم، وهذا لم يرد لهم ثمن بضائعهم، وكان هناك امل بصيف 2011، واتت الاحداث في العالم العربي، وخصوصًا في سوريا، ولاحظنا جمودًا كبيرًا في الاسواق، وغير منتظر، وكذلك بقيت الحكومة فترة طويلة كي تتألف، واليوم الخطاب السياسي والتجاذبات تهرِّب الناس من الاسواق.

ولدى سؤاله هل ستفتح الاسواق خلال فترة عيد الفطر من اجل تحريك عجلة البيع؟ يجيب:quot; الامر متروك للتجار، ولهم الحرية الكاملة ان يفتحوا ام لا، لان التاجر بسبب ديونه وكمبيالاته قد يفتح خلال العيد لتسديدها، ولكن هناك مثل بالعامية يقول :quot; لو بدا تشتي كانت غيمتquot;
وقد مرت اهم ايام في رمضان ولم نشهد اي حركة.

ويضيف:quot; هناك تسابق بين التجار من يريد بيع بضائعه من خلال حرق الاسعار، والتاجر يضطر في الكثير من الاحيان ان يدفع ديونه للمصارف وللشركات، لديه واجبات، وضريبة الدخل والضريبة على القيمة المضافة.

ويتابع:quot; قمنا بمهرجانات للأطفال في مار الياس، رغم ذلك لم تتحرك السوق، ونحن رسالتنا ان نترك فسحة امل من السعادة والامل لزبائننا، وليس هدفنا فقط التجارة، وقمنا ببرنامجنا منذ الاساس، اي منذ 35 عامًا، واضفنا الزينة للسوق، حتى ايام الاجتياح الاسرائيلي، من اجل مسحة سعادة للناس، وكذلك احياء المهرجانات.