كيف يمكن قراءة مواقف العماد ميشال عون والبطريرك الماروني الداعمة لنظام الاسد والتي تتخوف من البديل، وهل ربط المسيحيين بمصير النظام السوري في لبنان يحميهم أم يؤذيهم، اسئلة اجاب عنها عدد من النواب اللبنانيين من مختلف الاتجاهات السياسية.


بيروت: يؤكد نائب بيروت تمام سلام لإيلاف ان مواقف البطريرك الماروني والعماد ميشال عون حول النظام السوري والمسيحيين في لبنان، انما هي مواقف تصدر من وقت الى آخر من العديد الذين يحاولون التصدي بشكل او بآخر لما يجري في سوريا، والبعض يحاول ان يعطي ما يحدث ابعادًا معينة، ومنها بالذات ما يتعلق في وضعنا في لبنان، ونحن من القائلين منذ البداية، ان ما يجري في سوريا هو امر يهم سوريا، وليس لنا نحن ان نتدخل في ذلك، بمقابل ما نتمناه دائمًا من عدم تدخل خارجي بأمورنا الداخلية، من هنا انا من الذين لا يكثرون الكلام بهذا الموضوع، يضيف سلام، لهذه الخلفية او الاسباب، ولا اماشي او اوافق التحليلات الكثيرة التي تحاول ان تأخذ من الوضع السوري رأيًا او موقفًا يدعم وضعها الداخلي في لبنان، او يعاكس ذلك.

ولدى سؤاله هل ربط المسيحيين بمصير النظام السوري في لبنان يحميهم ام يؤذيهم؟ يجيب:quot; هي من الامور التي تعطى ابعادًا غير عملية او واقعية اليوم، لنر ماذا سيجري في سوريا، وماذا سيتمخض من هذا الواقع الاليم والمأسوي الذي يسيطر في سوريا، ولماذا نقفز الى استنتاجات وامور حدثت في الماضي، وما زالت تحدث من حولنا، في الكثير من البلاد، وقلنا انه في لبنان نعم نتأثر بمحيطنا، ولكن بدلاً من محاولة محاكمة ما يجري في الخارج بترتيب اوضاعنا في الداخل، فلنبدأ بترتيب اوضاعنا الداخلية ومصالحنا، ومن ثم يأتي التفاعل مع ما يحدث بشكل افضل.

التيار العوني

بدوره يعتبر النائب سليم سلهب ( تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال ميشال عون) لإيلاف ان مواقف عون الاخيرة هي سياسية وليست شخصية وعندما يتخذها فبعد البحث بها في التكتل، وهذا يعني اننا ملتزمون بالمواقف التي يتخذها رئيس التكتل، اما في ما يتعلق بتصريحات البطريرك الماروني الاخيرة، فرأيه يتناسب مع التكتل بخصوص الاحداث التي تجري في سوريا، ولا شك لدينا مخاوف من البديل، وما يؤكد ذلك ما جرى في تونس ومصر وليبيا، ولم نر حتى اليوم ما هو البديل عن الثورة، لم تتضح نتيجتها للرأي العام وما هو مصير الانظمة فيها، وهذا ما يجعلنا نتخوف من مصير النظام السوري ما بعد الثورة، اذا كان سيكون مماثلاً لما هو في مصر وتونس وليبيا.

ولدى سؤاله ما جرى لمسيحيي العراق هل هذا ايضًا يجعلكم تتخوفون اكثر من البديل؟ يجيب سلهب:quot; عبرنا منذ اكثر من عام عن مخاوف عدة عما يجري والعراق مثل يجعلنا نتجنب ما جرى هناك، في سوريا وفلسطين مثلاً، حيث يجب المحافظة على مسيحيي الشرق وتراثهم، وللاسف في العراق شاهدنا قتلاً وتهجيرًا، وانقرض المسيحيون هناك، ويجب المحافظة على الكيان المسيحي ولا يمكن التضحية بما تبقى، ان كان بسوريا او فلسطين او مصر.

ويضيف سلهب:quot; ليس هدفنا ربط النظام السوري بمصير المسيحيين، بل نهدف ان نلفت الانظار الى امر هل يا ترى المصير في سوريا سيشابه العراق؟ وما يظهر ان لا احد يخطط لما بعد الثورة، ولا صورة لدينا الى ما الذي ستتمظهر الصورة في ما بعد مع وجود امور بنيوية، وهناك قصة وجود مسيحي هل يبقى ام لا؟
نريد ان نجد آلية تحمينا ولا تتعلق بشخص او بنظام.

عن تصريح سابق لعون قال فيه اذا سقط النظام سيصبح المسيحيون في لبنان اهل ذمة، الى اي مدى ممكن حصول ذلك وتوقعه؟ يجيب سلهب:quot; كل ما يجري من ثورات شعبية في البلدان العربية المؤسسة الوحيدة وراء هذه الثورات والمنظمة والموجودة والقادرة ان تقوم بها هي منظمة الاخوان المسلمين، هناك غلاف مبطن وظاهري للديمقراطية العربية، والسؤال اي مثل لهذه الديمقراطية؟ لا نرى سوى ثورة وانقلابات ونحن ذاهبون نحو المجهول، لدينا هواجس لما يجري، ومن حق البطريرك ان يتخذ مواقف، واذا عبر عنها فمن كامل حقوقه.

ويتابع سلهب:quot; كل هدف الفريق الآخر اسقاط النظام مهما كان البديل عنه، نحن نقول للفريق الآخر يجب ان نعرف ما هو البديل؟، الفريق الآخر يحاسب على النوايا وعلى افتراضات معينة، من دون ان تكون موثقة او ثابتة وقد اثبتت فشلها.

حبيب
النائب خضر حبيب ( تيار المستقبل) كان له تعليق ايضًا على مواقف عون الاخيرة وقال لإيلاف لا احد يتفاجأ من مواقف ميشال عون قبل سفره الى فرنسا، والتغييرات بعد رجوعه العام 2005، من حزب الله والنظام السوري ولكن نرى في كل مرحلة ان مصلحة عون في مكان ما هي الطاغية وتغير اتجاه البوصلة حيث مصلحته، وليس هناك من ثوابت ومبادئ، وهذا شهدناه في التغييرات في مواقفه، حيث مصالحه الذاتية والشخصية، ومواقفه خلال وجوده في فرنسا تجلت بزيارات الى الولايات المتحدة الاميركية للعمل على قانون في الكونغرس الاميركي يصب ضد مصلحة النظام السوري، وكان يهاجمه وكذلك حزب الله، وحتى لدى رجوعه الى لبنان كان مع المحكمة الدولية، ولكن عندما برزت مصالحه الشخصية انقلب ضد المحكمة واصبح مع النظام السوري والمدافع الاول لسلاح المقاومة.