40 مليون دولار تصل مصاريف الحماية للسياسيين في لبنان، من ضمنها المعاشات وتعويضات الخدمة، وهو مبلغ تصرفه الدولة اللبنانية كل عام من اجل حماية عدد كبير من المسؤولين، هذه الحماية التي باتت ضرورية خصوصًا بعد موجة الاغتيالات التي شهدها لبنان في السنوات الاخيرة.


بيروت: بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في لبنان، وبعد موجة الاغتيالات التي تلاحقت، زاد الشعور بعدم الطمأنينة لجهة الامن في لبنان بالنسبة لعدد كبير من الطبقة السياسية، ورغم ان مهنة السياسة في لبنان مرغوبة، الا انها تتماشى مع الشعور الدائم بالاستهداف وبالحياة الخطرة. من هنا ضرورة تأمين الحد الادنى من الحماية، مهما كانت الجهة التي ينتمي اليها السياسي في لبنان، وتساهم الدولة الى حد كبير، كما في سائر الدول الاخرى، في تأمين الحماية للطبقة السياسية، لذلك نرى في لبنان، من دون استثناء، مراكز للحماية قام بها السياسيون حول منازلهم واحيائهم السكنية لحماية امنهم حيث لا يستطيع احد ان يخترقها من دون اذن مسبق. المشهد ذاته يتكرر في قريطم والرابية وكليمونصو، حيث تشاهد رجال مسلحين يحرسون الشخصيات السياسية ومنازلهم في لبنان.

بحسب الطلب

بعد انتهاء الحرب الاهلية في لبنان، بدأ السياسيون يهتمون بتأمين الحماية لمنازلهم ولنفسهم من خلال عدة مصادر منها الجيش، الامن العام او امن الدولة، وبحسب اهمية السياسي او quot;الزبونquot; كانت تؤمن اعداد الحارسين الشخصيين التي قد تصل في بعض الاحيان الى 10 حراس للشخصية الواحدة.

ولتنظيم هذه الخدمات، تم اطلاق مرسوم قانون حمل الرقم 3509 بتاريخ 20 آيار/مايو 1993. وهكذا كل نائب كان له الحق بعميلين للحماية اما الوزير فيحق له ب4، ورئيس حكومة وكذلك رئيس مجلس نيابي سابق يحق لهما ب 8 عملاء للحماية، اما رئيس جمهورية سابق فيحق له ب 10 حراس للحماية.

هذا المرسوم تم تعديله لعدم تطابقه لما قد يحتاج اليه السياسيون، وبعد 7 اشهر، اضيف اليه قانون آخر يتيح لكل مواطن لبناني ان يطلب حماية من الادارة العامة، شرط ان يتم الموافقة عليها من المجلس المركزي للحماية الداخلية. مما زاد اعباء على خزينة الدولة. ثم توالت المراسيم في هذا الخصوص. وتقدر اليوم المصاريف لكل الشخصيات السياسية الكبيرة ب 40 مليون دولار تقع على كاهل الدولة.

شهادة خبير في تقنيات الحماية

أحد الخبراء بتقنيات الحماية في لبنان فنَّد لنا التكاليف التقنية للحاجيات من اجل حماية الشخصيات في لبنان فقال ان ما قد يحتاجه الحارس الشخصي من ميكروفون للاذنين قد يصل ثمنه ما بين 40 و80 دولار.

اما السترة الواقية للرصاص فالبسيطة منها تباع بين 500 و600 دولار، وبعضها قد يصل الى الف دولار. أما الاسلحة فالبيريتا الاتوماتيك يصل سعرها الى 800 دولار، اما بعض الاسلحة الاخرى فهي اغلى ربما ب10 او 20 مرة.

أما السيارة المصفحة فسعرها ضعف السيارة العادية. هذا بالاضافة الى النظارات السوداء من اجل حماية العينين وسعرها كذلك ضعف سعر النظارات العادية.

شهادة حارس شخصي

حارس لاحدى الشخصيات السياسية اللبنانية ادلى بشهادة لإيلاف رافضًا ذكر اسمه فقال :quot; أحب مهنتي كثيرًا، ويضيف:quot; نحن 4 في حراسة احد النواب اللبنانيين، وهذا الاخير خلال تنقلاته يستعين فقط باثنين من الحراس، ويتابع:quot; يجب ان نكون دائمًا على استعداد لمرافقة النائب في مختلف تنقلاته، وبعكس ما قد نكون قد كوَّنا فكرة عن الحراس الشخصيين فهم في الغالبية اناس عاديين ويتعاطون بطبيعية مع الناس، ويتحدث عن بعض الحراس الذين بالاضافة الى حراستهم للشخصيات السياسية يقومون ببعض الخدمات المنزلية التي يطلبونها منهم، وهو في بعض الاحيان يقوم بها لكن عمله الاساسي هو حراسة الشخصية السياسية.