عشية عيد الفطر، الذي يحلّ في أواخر آب/أغسطس، ارتفعت الإيجابية في ما خصّ السياحة في لبنان، خصوصًا في العاصمة بيروت، ويتحدث نقيب الفنادق عن ارتفاع حجوزات الفنادق مقارنة بالتراجع الذي سجل طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، ويأمل نقيب المطاعم أن ينعكس ذلك على كل القطاعات.


بيروت: يقول نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر لإيلاف ان نسبة تشغيل الفنادق جيدة، وعادة تكون هناك نسبة تشغيل عالية في بيروت، وطلب كبير عليها، وعندما لا تعود هذه الاخيرة تستوعب الأعداد يتم استيعابهم في مختلف المناطق، وهذا لم يحصل اليوم لان فقط الحجوزات في بيروت، وليس في مختلف المناطق، ونسبة التشغيل في بيروت تفوق الـ80%، لكن لفترة زمنية قصيرة، وعادة مع حلول الفطر تكون الفترة بين 9 ايام و12 يومًا، واليوم هي بين 3 و7 ايام كحد اقصى، وذلك بحسب جنسيات الذين يأتون الى لبنان.

واذا كانت الجنسيات خليجية فهي تبقى فترة اطول من غيرها، واذا كانت من سوريا والاردن والعراق ومصر تكون الفترة الزمنية اقل من غيرها، والخليجيون هذه المرة لم يأتوا بزخم، بل من سورياهم اكثرهم، والسوريون، يضيف، في فترة العيد يسافرون للمعايدة، وبسبب ظروفهم، قد يكون العيد في سوريا مأساويًا لذلك يلجأون الى لبنان.

ويؤكد الاشقر ان احداث سوريا لا تزال تؤثر على لبنان سياحيًا،من ناحية من يأتي الى لبنان برًا وخصوصًا الاردنيون، فهم من الاعداد الكبيرة التي تأتي الى لبنان، والعدد الاكبر اي 70% من الاردنيين يأتون برًا، ففي تموز/يوليو 2010 دخل من البرّ 31 الف سائح اردني، هذا العام وفي الشهر عينه دخل فقط 5200 سائحًا اردنيًا، من المطار عام 2010 دخل 7 الاف اردني عام 2011 من المطار 9 الاف اردني.

ويضيف: quot;لا نعرف ان كانت السياحة ستتراجع او تتحسن، ويجب ان يكون هناك عمل على مستوى البلد لتحصين وضعنا، واليوم مع سجال الحكومة، فهذا لا يؤدي الى اجواء ايجابية، اليوم لبنان مسيس والدول العربية مسيسة، والسياح مسيسون.

ولدى سؤاله كم يؤثر غلاء لبنان على سياحته؟ يجيب: quot;خبرية الاسعار المرتفعة هي من صنع الاعلام، فالاعلاميون فقط يشكون غلاء الاسعار، من يستهدفنا هي الصحافة، نحن نقدم نوعية، ويختلف الامر اذا كان ضمن مجموعة سياحة او منفردًا، فاليوم الذهاب الى تركيا ضمن مجموعة لأسبوعتكلفته 800 دولار، وفي الفندق نفسه اذا ذهب الفرد وحده فهو يدفع 3 مرات اكثر.

ويضيف: quot;اليوم لا احد يقوم بشيء لتعزيز السياحة، كقطاع خاص نقوم باستثمارتنا بمفردنا، والصيانة نقوم بها، وندفع معاشات لموظفينا ونحافظ عليهم، ومن جهة الدولة فهي لا تساعد.

ويتابع: quot;منذ 3 سنوات حتى اليوم ولأن شهر رمضان هذا العام جاءفي الصيف، نشهد نوعًا من الركود بالنسبة إلى السياحة في لبنان، ويجب على الوزارات ان تشهد استبدالاً لوجهات سياحية، من خلال اسواق جديدة للاعلان والتسويق، من خلال معارض، لجلب السياح الى لبنان. اما بالشكل الذي تدار فيه الامور فلن تتطور السياحة في لبنان.

قطاع المطاعم

ماذا عن المطاعم في لبنان، ما هو وضعها خلال رمضان، وما هو المتوقع خلال عيد الفطر؟ يقول نقيب اصحاب المطاعم بول عريس لإيلاف ان الوضع كان سيئًا جدًا خلال رمضان، وليس فقط بالنسبة إلى رمضان، رغم ان العمل خلاله يخفّ جدًا، بل السبب يكمن فيالاوضاع السياسية والاقليمية المؤثرة في الكثير من الاحيان، اذا قارننا الامور بالنسبة إلى العام الماضي، كانت هناك اعداد كبيرة تأتي من الخارج، هذا العام لم يأت احد.

ويتابع: quot;نسمع عن حجوزات في الفنادق لمناسبة حلول عيد الفطر، ومن الممكن ان يؤثر ذلك ايجابًا على المطاعم في عيد الفطر، ونأمل بألا تحدث خضات امنية او سياسية، ولكن يجب الا ننغش كثيرًا وننتظر قدوم سياح اكثر، لان من لم يأت حتى الآن لن يأتي في المستقبل القريب، وننتظر قدوم اللبنانيين المغتربين، ولكن نأمل ان يأتي العرباكثر.

اما الافطارات التي كانت تجري خلال رمضان الم تساهم في تقوية قطاع المطاعم يقول عريس انها لم تجر في المطاعم، بل في المنازل، ولم يعد هناك اليوم ما كان يعرف سابقًا بموضة الخيم الرمضانية، الافطارات اليوم تجري كلها في البيوت، وتيستفيد منها شركات معدّي الطعام، وليس المطاعم.

ويضيف: quot;يشكو قطاع المطاعم في لبنان عدم وجود الاستقرار السياسي والامني، وهذا ما تشكو منه السياحة ككل، لان المطاعم جزء من السياحة الصناعية، وكلنا نريد الاستقرار.

عن مدى تأثر قطاع المطاعم بالحملة التي جرت على ما سمّي حينها بالتسمم الغذائي في المطاعم، يقول عريس: quot;اثرت على مدة 10 ايام فقط، وبعدها فهم الناس انها حملة مغرضة على قطاع المطاعم، رغم ان بعضها صحيح، لكن يجب ان لا نعمّم الامور.