ليس خافيًا على أحد التباين الحاد والاختلاف المتواصل بين أطراف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، منذ التحضير لتشكيلها وحتى اليوم، وكذلك عدم الانسجام بين مكوّناتها، وامام ملف الكهرباء الذي سيبت غدًا يطرح السؤال، هل تستمر الحكومة ام تنفرط كسابقتها؟


بيروت: يعتبر النائب في تكتل التغيير والإصلاح نبيل نقولا في حديثه لإيلاف ان الموضوع في الحكومة ليس عدم انسجام سياسي بقدر ما هو اتجاهات معينة، وتختلف الحكومة اليوم على الخلفيات اكثر مما هي على السياسة، المشكلة في لبنان الاختلاف الدائم على الخلفيات، وكل فريق لديه نهج معين، فنهجنا تغييري، وفريق آخر لديه نهج تكملة للنهج السابق، لهذا السبب نحتاج الى وقت كي تنسجم الامور في ما بينها.

ولدى سؤاله هل يكون ملف الكهرباء سببًا لانسحاب الوزراء العونيين منها؟ يجيب:quot; دعينا لا نضع افتراضيات، ولننتظر الاربعاء المقبل، ولكل حادث حديث، وليس بالضرورة ان يكون الانسحاب هو الحل، يمكن هناك طرق اخرى غير الانسحاب، وموضوعنا ليس فقط متعلقا بالكهرباء، واذا انسحبنا من بداية الطريق، ولم نكمل مشروعنا الذي هو يتصل بكل الهدر العام والاموال، والاملاك البحرية وسوليدير وضمان الشيخوخة، اقله ان نستطيع من هذه المواضيع ان نقول للشعب اللبناني ما هي الامور التي بسببها نبقى او لا نبقى في الحكومة، ويضيف:quot; اما ان نقول اننا انسحبنا بسبب ملف الكهرباء، فلا، لان لدينا مشاريع اخرى غير الكهرباء، مشروعنا الاساسي تغييري لكل النهج السياسي القائم في لبنان منذ عشرين عامًا حتى اليوم.

كيف ينظر نقولا الى تداعيات الانتفاضة السورية على الحكومة اللبنانية، خصوصًا ان فريقا يربط بين بقاء النظام هناك واستمرار الحكومة، يقول لا وجود لترابط، واذا quot;شتت في الصين ليس بالضرورة ان نبرد في لبنانquot;، رغم ان البعض يضعون لبنان بمكان ما وكأنه متعلق بما يجري في سوريا، نحن نرغب ان يعود الهدوء هناك، وان يكون هناك حكم ديمقراطي، يهمه مصلحة الشعب السوري، ولكن هذا لا يعني اننا نتدخل في الشؤون السورية ونربط مصيرنا بما يحدث في سوريا، ويضيف:quot; هناك فريق اعتاد المراهنة على ما يجري في سوريا وحتى في اسرائيل، واي رئيس اميركي سوف ينتخب، ويراهن على كل ذلك لان كل تطلعاته الى الخارج، منذ عشرين عامًا لم يتطلع الى الداخل اللبناني، لذلك وقعنا بعجز 60 مليار دولار، وهناك هوة كبيرة اليوم بين الحكم والشعب، وهذا يؤكد انه منذ 20 عامًا حتى اليوم الفريق القائم كان يربط نفسه بالخارج، ولم يهتم بالداخل اللبناني.

ويتابع نقولا:quot; النهج السياسي وراء تضعضع الحكومة لانهم اعتادوا على ان يكون الحكم في لبنان محاصصة وكأنها شركة، ولم يعتادوا ان يكون الحكم في لبنان من اجل مصلحة حقوق المواطن، وكأن التفكير السائد لدى المسؤولين هو ما الذي استطيع ان آخذه من الدولة، لم يفكر احد يومًا ما الذي قد يأخذه المواطن من الدولة، الكل يريدون تقاسم قطعة الجبنة.

اما كيف يمكن اليوم تفادي انفراط عقد الحكومة، يقول نقولا:quot; الحكومة كي تكون موجودة فقط لا غير من اجل المنظر لا معنى لها فلتنفرط افضل، وما الفرق بين حكومة تصريف اعمال وحكومة لا تعمل
، الامر سيان، لماذا نبقى شهود زور امام الشعب اللبناني، خصوصًا ان هناك فريقا من اللبنانيين ليس لديه هم المراكز، وقد اتى الى الحكم لاعادة الانتظام العام، واعادة الدولة الى الدولة والقانون اليها.

الفريق الآخر

يقول النائب السابق مصطفى علوش ( تيار المستقبل) لإيلاف ان من يراقب عمل الحكومة يرى ان الكثير من التناقضات المتعلقة بالصلاحيات او الشهوات بمسائل الحصص موجودة فيها، ولكن بالنسبة لوضعها السياسي فهذه الحكومة اتت بأمر من القيادة السورية وهي مرتبطة بما سيحدث هناك.

ويضيف علوش:quot; العماد ميشال عون وجماعته متعطشون للسلطة ويريدون البقاء في مواقعهم، خصوصًا انهم يعتبرون انهم حصلوا على الحصة الاكبر فيها، ولا يمكنهم ان يطمحوا لاكثر من ذلك في اي وقت من الاوقات، واعتقد ان ما يقومون به هو مجرد تهويل وهم سيبقون في الحكومة ولن يستقيلوا.

عن تداعيات الانتفاضة السورية على الحكومة يقول علوش ان بقاء الحكومة مرتبط بالنظام في سوريا، لان هذه الحكومة أُخذ القرار بتشكيلها في سوريا ورئيس حكومتها مرتبط بالكامل بالنظام السوري، بالاضافة الى ان الاطراف فيها على الاقل في الجزء الكبير منهم، يرتبطون بالنظام السوري.

ويتابع علوش:quot; من الممكن ان يكون هناك سجال داخل الحكومة ونقاشات تتعلق بها ولكن هذا بالذات لن يؤدي الى فرطها وانما الى استمرار التناتع بالحصص داخل الحكومة.

والسبب الرئيس وراء تضعضع الحكومة اليوم يرجعه علوش الى ان هذه الحكومة لم تأت لتحكم لانها غير معتادة الا على التعطيل، ومن اعتاد على ذلك يستمر به، والدليل ان مكونات هذه الحكومة يهددون بتعطيلها من الداخل على الرغم من انها حكومة من لون واحد، والامر الثاني هو التناتش على الحصص لانهم يعتبرون ان الحكم هو حصص للمجموعات وما سمعناه البارحة من وزير الطاقة جبران باسيل في حديثه عن مسألة الكهرباء يؤكد انه يحاول ان يغمز من زاوية حصة المسيحيين والتيار العوني ، ومن هنا منطق انشاء هذه الحكومة سيؤدي الى فشلها ولكن لن يؤدي الى استقالتها.