تلتقي الأقطاب المسيحيّة في بكركي غدًا للبحث في قانون الانتخابات اللبناني. ويتوافق كل من التيار الوطني الحرّ وحزب القوات اللبنانية حول فوائد اعتماد قانون النسبيّة في الانتخابات، بينما يختلفون في ردّ الفعل حول مواقف البطريرك الماروني الأخيرة التي أطلقها من فرنسا.


بيروت: برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، يلتقي مسيحيو لبنان غدًا الجمعة في بكركي للبحث في قانون الانتخابات. ويأتي اللقاء بعد المواقف الأخيرة الصادرة عن البطريرك الراعي أثناء زيارته إلى باريس، وامتعاض فريق من المسيحيين من تلك المواقف، واعتبارها لا تدخل في الثوابت التي جرى اعتمادها سابقًا من قبل مقامات بكركي. إيلاف التقت كلّا من النائب في تكتل التغيير والإصلاح نبيل نقولا، والنائب في القوات اللبنانيّة جوزف المعلوف.

يقول نقولا لـ quot;إيلافquot; إنَّه يأمل في أن يحدث الوفاق بين الجميع، لافتًا إلى ضرورة التفاؤل بأن ينجح المسيحيون في التوصل إلى حلّ يخدم المصلحة العامّة للناس أكثر من المصالح الشخصيّة. ويتابع:quot; إذا كانت النوايا صافية سنتوصل إلى حلquot;.

من جانبه، يؤكد المعلوف في حديثه لـ quot;إيلافquot; التواصل بين الأفرقاء، لافتًا إلى أنّه تمّ عقد أكثر من اجتماع في السابق، ومنوهًا باللقاء المرتقب الذي يتوقّع أن يكون مثمرًا ومبنيّا على حديث موضوعيّ بصرف النظر إن نجح في التوصّل إلى نتائج نهائيّة أم لم ينجح.

النسبية الخيار الأمثل
ويقول نقولا إنّ الحلّ الأفضل لبناء دولة مدنية حديثة يكمن في اعتماد قانون النسبية، مبينًا ضرورة تمثيل كلّ الناس في الانتخابات من خلال اعتماد الدوائر الأكبر. ويرفض نقولا أن تنحصر الانتخابات بفريق دون الآخر أو أن تقصي فريقا على حساب فريق آخر، وبالتالي يرى من الضروري خلق نوع من الانصهار الوطني من خلال اختيار شخصيات تتمتع برؤية وطنية وليس طائفية أو فئوية، الأمر الذي يحقق انصهارا وطنيا ويضع لبنان على الطريق الصحيح في اتجاه بناء دولة المدنية.

يوافقه المعلوف الرأي ويرى أن النسبية هي الامثل للانتخابات النيابية لانها تعطي التمثيل الافضل، لافتًا إلى ضرورة العمل على بعض التفاصيل لضمان التوصل الى معرفة ما هو النظام الامثل لتأمين اكبر عدد من النواب ينتخبون مباشرة من الناس.
ويرى البعض ان الخلاف على قانون الانتخاب مرده مصالح فردية للنواب وان كل نائب يريد قانون انتخاب على قياسه الشخصي. ويرد نقولا quot;كارثة أن يسعى كلّ نائب لوضع قانون انتخابات على مقاسهquot;، مؤكدّا ضرورة التخلي عن المصلحة الشخصية لتحقيق نتيجة بالنسبة إلى التوصل لقانون انتخابي يخدم مصلحة لبنان وكل المواطنين.
ويعتبر المعلوف من الطبيعي ان يكون هناك سياسيون يخافون على مراكزهم، ولكن الامل ينعقد على قيام الأكثريّة في وضع الحل الامثل الذي يخدم مصلحة المواطن بالدرجة الاولى.

مواقف البطريرك
أثارت التصريحات التي أطلقها البطريرك الراعي من باريس الجدل بين الأقطاب المسيحية اللبنانيّة، وذهب البعض إلى وصف المواقف الصادرة عنه بالانحياز. إلا أنّ نقولا لا يرى انحيازًا في مواقف البطريرك التي تراعي مصلحة المسيحيين في المشرق العربي وانطاكية، ولبنان يعدّ جزءا منه. يضيف نقولا quot;يجب الا يعتقد احد ان البطريرك قد يكون منحازًا لفريق دون الآخر. هو منحاز لامر واحد وهو مصلحة المسيحيين في هذا الشرق وحريص على عدم دفع الضريبة من قبل المجتمع المسيحي، كما حصل في فلسطين والعراق وبعض الدول العربية الاخرىquot; لافتًا إلى انّ الأقليات عمومًا والمسيحيين خصوصًا في كلّ من مصر وتونس تدفع ثمن الثورات.

ويؤكد المعلوف الاحترام الكليّ لشخص البطريرك الراعي ولمقام بكركي، لافتًا إلى أنّه من الواضح quot;قلق فئة من اللبنانيين من نوع المواقف التي اتخذتquot;، موضحًا أنّ لديهم الحق في التعبير عن أن المواقف التي أطلقها البطريرك الراعي من باريس quot;لا تعبر عن ثوابتنا التي نؤمن بهاquot;. يضيف quot;لا ارى أي تأثير لحديث البطريرك الماروني على ثوابت بكركي المنادية بالاعتدال لانها تبقى ثابتة وتنادي دائمًا بالوطن الحر المستقلquot;.

الدين والسياسة
ولا يمانع كلّ من نقولا والمعلوف في أن يعبّر رجل الدين عن رأي سياسي من دون الانخراط في اللعبة السياسية. ويعتبر نقولا من غير المقبول أن يكون لرجل الدين سياسة خاصة به يتبعها الآخرون، موضحا أن quot;لكل انسان دوره، فرجل الدين لديه دوره الروحي والقيادي بالنسبة للاخلاق وادارة شؤون الكنيسة ورجل السياسة له الادارة السياسية لشؤون الناسquot;، بينما يرى المعلوف انه يحق لرجل الدين إبداء الرأي في الواقع السياسي للبلد الذي يطال شؤون المواطنين، لأنّه جزء من المجتمع والحياة الاجتماعيّة، لكن لا داعي لان يلعب رجل الدين دور السياسي.