تمرّ أوروبا اليوم بأزمة اقتصادية قد يكون لها ارتدادات سلبية على المنطقة ككل، فهل تتأثر البلدان العربية بها ولبنان تحديدًا؟ كيف يكون هذا التأثير وهل من مبرر اليوم لكل هذا الهلع من الازمة الاقتصادية الاوروبية؟.
بيروت: يشرح الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ إيلاف أسباب الازمة الاقتصادية الاوروبية فيقول: quot;اسبابها الدين العام، ووضع المصارف التعيس، والدين العام كبر في اوروبا إلى حدود عالية جدًا، وهو فوق امكانيات الدول على تسديده، وكذلك عجز الموازنات في اوروبا لا يزال مرتفعًا، وبالتالي لا يضبطونه، والدين العام يزيد، ومع وجود هكذا دين عام كبير، ومتنام، لا يستطيعون السيطرة على الانفاق، وكذلك موضوع المصارف الاوروبية الاساسية قد اعطت قروضًا للدول، فالمصارف الفرنسية لديها مشاكل لانها اعطت قروضًا بالمليارات لليونان، حيث الوضع سيئ ما ينعكس على المصارف الفرنسية.
من هنا الوضع الاقتصادي بمجمله في اوروبا يخيف الناس، والقلق على المستقبل مع عجز السياسيين الاوروبيين بمعالجة الموضوع باستثناء المانيا.
ولدى سؤاله هل تتأثر المنطقة العربية ككل بالأزمة الاوروبية؟ يقول حبيقة: quot;اكيد تتأثر، لاننا نتأثر الاكثر بالسوق الاوروبية، لان المنطقة العربية تستورد من اوروبا وتصدر اليها خصوصًا النفط، وبالتالي اذا الوضع في اوروبا سيئ، شراء النفط يقل وسعره ينخفض، والايرادات النفطية للدول الخليجية تنخفض، ولكن الموضوع الاهم، يضيف، هو سعر صرف اليورو بالنسبة لاوروبا، وعندما ينخفض فإن واردات المنطقة العربية ترخص، لان المنطقة العربية مدلورة، لكن البيع يصبح أقل، خصوصًا لجهة بيع النفط.
هل يتأثر لبنان مباشرة بهذه الازمة؟ يجيب حبيقة:quot; لبنان يتأثر لأننا نستورد معظم حاجياتنا من اوروبا، وعندما ينخفض سعر اليورو نستفيد، ولكن مبيعاتنا الى اوروبا تقل، وبالنسبة إلى لبنان، اذا انخفض اليورو لبنان يستفيد أكثر مما يخسر.
ولدى سؤاله هل من مبرر لكل هذا الهلع من الازمة الاقتصادية الاوروبية؟ يقول حبيقة:quot; هناك مبرر كبير، واذا اوروبا افلست فالمصارف فيها تهز النظام الاقتصادي العالمي، والمواطنون في اوروبا يخافون اذا ما استمرت الازمة ان تتأثر الاجور، وبالتالي تزيد البطالة، لذلك فإن الخوف مبرر جدًا، اليوم اوروبا تحاول تحسين موازناتها من خلال تخفيض الانفاق، وعدم زيادة الاجور وتخفيف عدد العاملين في الشركات، لذلك هناك بطالة وأزمة.
أما كيف يمكن ايجاد حل للازمة الاقتصادية الاوروبية فيقول حبيقة:quot; يجب معالجة مشاكل الموازنات، وكذلك تحديد قسم من الدين العام، ومعالجة موضوع المصارف، فديونها في اوروبا من الصعب ان تستمر معها، ويجب على الاستثمارات في اوروبا ان تنتعش من جديد، لانها اليوم خفت كثيرًا، والاستثمارات الخاصة عندما تعود لتعزز، تشتغل المصارف اكثر واوروبا اليوم تمر بأزمة مزعجة، ولحل مشكلتها عليها أن تخفض الانفاق، لمعالجة عجز الموازنة، من جهة ثانية تخفيض الانفاق يخلق بطالة في السوق، وأوروبا تقف اليوم بين مشكلتين، هل الأسوأ عجز الموازنة ام البطالة، وهنا الخيار يعود الى الحكومات.
ولدى سؤاله هل الازمة الاوروبية اخف وطأة على المنطقة من الازمة الاميركية؟ يجيب حبيقة:quot; لبنان علاقته بأوروبا تجاريًا اقوى، ولكن الاقتصاد اللبناني مدولر، لذلك نتأثر كثيرًا بصرف اليورو بالنسبة إلى الدولار، وكلما انخفض اليورو كلما تحسن وضع لبنان، لاننا نتناول معاشتنا بالدولار، ونشتري باليورو، وخاصة لبنان يستورد معظم حاجياته من اوروبا، وبالتالي نستفيد عندما ينخفض اليورو.
ومنتجاتنا ايضًا تذهب الى اوروبا والدول العربية، لذلك الوضع متأثر بالإثنين.
وردًا على سؤال بأن احدى الصحف عنونت ان خطر الازمة الاوروبية على الاقتصاد العالمي يتخطى خطر المأساة اليابانية، في هذا الصدد يؤكد حبيقة على الامر ويضيف:quot; مأساة اليابان حجمها اقل بكثير من اوروبا، وهذه الاخيرة اكبر بكثر كإقتصاد، وهي اكبر ب 5 مرات من الاقتصاد الياباني، واليابان علاقتها المباشرة مع آسيا فقط، ولكن اوروبا هي قلب العالم وتأثيرها اقوى بكثير على الاقتصاد العالمي من المشكلة اليابانية.
التعليقات