هل يكون لبنان إحدى المناطق الساخنة إذا ما تطورت المواجهة الأميركية عسكريًا مع إيران، على خلفية ما سمّي بالمخطط الإيراني، الذي يرمي إلى اغتيال سفير السعودية في واشنطن من قبل طهران؟، وكيف يمكن أن يستعمل سلاح حزب الله في الصراع بين أميركا وإيران؟.


بيروت: يبدي الكثيرون قلقًا جديًا من احتمال تأثّر لبنان سلبًا بتداعيات الكشف عمّا قيل إنه مخطط إيراني يرمي إلى اغتيال سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن وتفجير مقرّي السفارتين السعودية والإسرائيلية في العاصمة الأميركية، في ضوء التحضيرات الأميركية الجارية على قدم وساق لتنفيذ رزمة من الإجراءات الدبلوماسية والعقابية، التي تنوي الإدارة الأميركية وحلفاؤها من دول الغرب عمومًا والعالم العربي اتخاذها ضد إيران، ردًا على هذا المخطط في الأسابيع القليلة المقبلة، والخشية من أن تتدرج هذه الاجراءات تباعًا نحو ردود مماثلة وانتقامية باتجاه مواجهة عسكرية شاملة، واحتمال تمدّد هذه المواجهة الى مناطق نفوذ وانتشار الدول المشاركة فيها، ومعظمها متداخل، وخصوصًا في المنطقة العربية، ولبنان من ضمن هذه المناطق، وكان على الدوام يتفاعل مع أي مواجهة أو حدث على هذا المستوى، كما حصل خلال العقود الثلاثة الماضية.

يقول النائب خضر حبيب (تيار المستقبل) لـquot;إيلافquot; إن موضوع الأمن في لبنان ممسوك، وهناك مؤسسة عسكرية تحفظ الأمن من قوى جيش وأمن داخلي، وإنما هناك قدرة على تحريك الوضع في الداخل وعلى الحدود مع إسرائيل بإيعاز من الحرس الثوري الإيراني عبر حزب الله، وبالتالي إذا كانت هناك مصلحة لإيران أو لسوريا بفتح جبهة جنوبية، أو أحداث داخلية بمعزل عن الوضع السياسي المتأزم بين أميركا وايران، هناك حسابات داخلية في الساحة اللبنانية، مع وجود أطراف عدة، ولكن رغم ذلك هناك حسابات داخلية لبنانية تختلف، واذا كانت هناك مصلحة لإيران في توتير الوضع الداخلي في لبنان فمن الممكن أن يكون لبنان إحدى الساحات الساخنة، وسبق ما شاهدناه في العام 2006.

ولدى سؤاله عن التداعيات السلبية لاستمرار جذب لبنان تجاه المحور السوري الإيراني، يجيب حبيب: quot;نلاحظ ماذا يحصل في القرارات الدولية، واليوم موضوع المحكمة الدولية وتمويلها هو الطاغي، ستكون هناك عقوبات دولية في حال أخلّ لبنان بتمويل المحكمة، ولا يستطيع لبنان تحمّل هذه العقوبات، ونرى اليوم عقوبات دولية على إيران وسوريا، ولسنا في بحاجة إلى أن نزيد العبء على المواطن اللبناني بوضع أعباء وعقوبات، وخصوصًا على القطاع المصرفي.

ومن خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إلى أميركا سمع كلامًا في هذا الخصوص، فلا يمكن للبنان أن يتحمّل أي عقوبات، لأن القطاع الوحيدالمزدهر في لبنان هو المصرفي، إضافة إلى القطاع العقاري، وفي هذا الأخير هناك جمود كامل، ورأينا ما يحصل لبعض البنوك في لبنان، وأي خلل في أي قرار يمسّ المحكمة الدولية سيؤدي إلى خلل كبير يتأثر به أولاً القطاع المصرفي.

وردًا على سؤال كيف يمكن أن يستعمل سلاح حزب الله في الصراع بين أميركا وإيران؟ يجيب حبيب: quot;نعرف أن الذراع الأيمن للحركة الثورية الإيرانية على امتداد البحر الأبيض المتوسط هو حزب الله في لبنان، ولديه خمسون ألف صاروخ وقواعد من الحرس الثوري الموجودون في بعض المناطق اللبنانية، وبإلغاء التأشيرات مع حكومة ميقاتي للإيرانيين، ستتعزز العلاقات بين لبنان وإيران، والتبعية كبيرة، ما يؤدي الى دخول المزيد من الأسلحة الى لبنان.

ومنذ 2005 موضوع التأشيرات كان مطروحًا على الحكومات السابقة، والدستور أعطى الحق بعد اتفاق الطائف حصريًا في وضع جدول أعمال مجلس الوزراء لرئيس الحكومة، وحكومة الحريري وما قبلها لم يضعوها على مجلس الوزراء.

ولدى سؤاله هل يتطور ما سمّي بالمخطط الإيراني الذي يرمي إلى اغتيال سفير السعودية في واشنطن، ونشهد تداعيات له في المنطقة؟ يجيب حبيب: quot; هناك لهجة عالية من قبل الإدارة الأميركية في ما يتعلق بموضوع اغتيال السفير السعودي، واليوم باراك أوباما الرئيس الأميركي صرّح أن كل الأمور محتملة، ويجب الانتظار لنرى ما سيحصل، ولكن مما لا شك فيه أن هناك محاولة اغتيال سفير للملكة العربية السعودية في أميركا ولها أبعاد وخلفيات سياسية.

هل القلق من حرب محتملة يكون لبنان مسرحها هو مبرر؟ يقول حبيب: quot;كل شيء وارد في حال كان هناك هجوم على إيران من قبل أي دولة أخرى، ومع وجود مصلحة لإيران لتحريك الجبهة الجنوبية عبر حزب الله فكل الأمور واردة.

عن كيفية نأي لبنان داخليًا عن هكذا صراع محتمل، يقول حبيب يجب الذهاب الى أصحاب القرار عند قوى الاكثرية الجديدة، وخصوصًا عند صاحب القرار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ونتمنى ان يكونوا حكماء، وينظروا الى مصلحة المواطن اللبناني ومصلحة الدولة اللبنانية، وليس لمصلحة الخارج، وفي حال تهدم الهيكل سوف يتهدم فوق رأس الجميع من دون استثناء.

حزب الله

بدوره تحدث النائب السابق في حزب الله اسماعيل سكرية، وأكد لإيلاف انه في حال حصول مواجهة عسكرية ايرانية مع أميركا فلن يسلم لبنان من سخونتها، ويضيف: quot;سلاح حزب الله حينها سيستعمل ضد اسرائيل، وليس الداخلquot;.

ويتابع: quot;ما سمّي بالمخطط الايراني الذي يرمي الى اغتيال سفير السعودية في واشنطن هو ورقة تغطية سياسية مستخدمة للضغط على ايران، خصوصًا مع اقتراب انسحاب القوات الاميركية من العراق بعد شهرين ونصف شهر، والامور مفتوحة برأيه على كل الاحتمالات، وأميركا ربما تتحاشى الصدام العسكري، بسبب متاعبها الاقتصادية والعسكرية في المنطقة وافغانستان والخليج.

والقلق مبرر اليوم برأيه من حرب محتملة يكون لبنان مسرحها، بحكم صراع لبنان مع اسرائيل، وهذا الموضوع لن يبقى محصورًا اميركيًا وايرانيًا، بل هو سيشمل لبنان ايضًا.

ويضيف: quot;هذا الموضوع يتوقف على تطور الصراع بين اميركا وايران، واذا اتخذ منحى عسكريًا، فمن الصعب تحييد لبنان عنهquot;.