8 % من اللبنانيين معدومون، هذا ما أظهره البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرًا في لبنان، والذي أطلق أمس، متمثلاً في الرؤساء الثلاثة، فما الذي يحتاجه لبنان فعليًا اليوم كي لا يبقى فيه المواطن تحت خط الفقر، وهل برنامج كهذا كافٍ للحدّذ من الفقر في لبنان؟.


بيروت: في خطوة نوعية أطلق لبنان أمس متمثلاً في رؤسائه الثلاثة البرنامج الوطني لدعم الأسر الاكثر فقرًا.

يقول الخبير الدكتور لويس حبيقة لإيلاف إن البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرًا، الذي أطلق أمس، يتضمن تمويل مشاريع مع البنك الدولي والسفارة الإيطالية والكندية في مختلف المناطق اللبنانية، لمساعدة الفقراء، وهي مشاريع صغيرة، وتمويل مساعدات اجتماعية للفقراء في كل لبنان.

ويضيف: quot;هذا البرنامج مفيد اقتصاديًا للبنان، ولكن السؤال هل هو كاف لحل أزمة الفقر في لبنان؟، بالطبع لا، يجيب حبيقة، اليوم يجب أن نعلّم الفقير الصيد، وليسأن نعطيهالسمك فقط، والبرنامج يساعد، لكن افادته موقتة وآنية، ولكن الفقير بحاجة الى امور اكثر، بحاجة الى مدرسة رسمية جيدة، الى مستشفى مجانية وحكومية، وفي المناطق بحاجة الى مياه لريّ أرضه وزرعها، وهذا البرنامج لا يحلّ مشكلة الفقر، ولكن يساعد، لأن ما يحتاجه الفقر هو بنى تحتية على الدولة القيام بها.

ولدى سؤاله أنه تبين أن 8 % من اللبنانيين معدومون، ما سبب ذلك؟ يجيب حبيقة: quot; هناك من الفقراء من لم يتعلموا كفاية لدخول سوق العمل، لأن هذا الاخير يتطور كثيرًا، واليوم إذا لم يشتغل العامل خلال سنة كاملة، فمن الصعب عليه ايجاد عمل جديد، لأن التكنولوجيا تتغير، والقوانين كذلك، والعلوم تتقدم كل يوم.

ويضيف: quot;اليوم في أميركا نفسها هناك 14 مليون عاطل عن العمل، وهناك بعض العمال اللبنانيين، الذين لم يتعلموا ابدًا في حياتهم، وهم أمّيون، وهناك مرضى منهم، وهناك من لديهم عائلات كبيرة، وبالتالي لا يستطيعون تأمين كل المصاريف، وهناك أسباب عدة، ومنها ان البعض منهم لا يعرف ماذا يعمل، مع عدم التوجيه المهني، ومجموع هذه العوامل تجعل الفقر يزداد في المجتمع اللبناني.

ما الذي يحتاجه لبنان اليوم كي لا يبقى المواطن فيه تحت خط الفقر؟ يجيب حبيقة: quot; اليوم هناك وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان، هي مشرفة على البرنامج، وهي تتعاطى مع عدد كبير من الجمعيات الاهلية، وتعمل هذه الأخيرة للحدّ من الفقر، قسم كبير من هذه الجمعيات غير جدي، وبالتالي قسم كبير من الأموال الموهوبة يذهب من دون جدوى، خصوصًا الجمعيات المرتبطة بالسياسيين، وهي تموّل جيوب السياسيين، وليس الفقراء.

ويضيف: quot;مثلاً جمعية خيرية لمساعدة العميان، يجب أن تراقب الأموال، هل تذهب فعلاً إلى العميان أو إلى مساعدة الناس أو السياسيين، رغم ذلك، هناك جمعيات تعمل بكل احترام وجدية وضمير.

ويتابع: quot;اول مهمة ملقاة على وزارة الشؤون الاجتماعية هي معرفة من هي الجدية ومن هي التي تبغي الربح على حساب الفقراء، والجمعيات الجدية يجب ان تبقى فقط على جدول الوزارةquot;.

ويؤكد حبيقة انه بالامكان ضبط هذا الفلتان، ولكن لا يمكن ازالة كل الجمعيات المخالفة، لأنه يجب ان نكون مدعومين من كل الهيئات والشخصيات السياسية، لانه معروف ان بعض الجمعيات تابعة لسياسيين.

رفع الأجور قد ينفع

هل إقرار خطة رفع الأجور في لبنان تساهم في الحدّ من الفقر فيه؟ يجيب حبيقة: quot; تساعد، ولكن ليست الحل، فالحل برأيه يكمن من خلال إنشاء المدارس الرسمية الجدية في المناطق، ومستشفى وريّ الأراضي من خلال الزراعة.

عن دور اهالي اللبنانيين المغتربين في مدّهم بالأموال ومساعدتهم، يقول حبيقة: quot;هذا كما قلنا كإعطاء السمك بدلاً منتعليم الفقراء كيف يصطادون بأنفسهم، فالمغتربون يرسلون الأموال بقيمة معينة، ولكن هذا الأمر لا يحارب الفقر من جذوره، لأن ذلك يتطلب أن ينتج الفقراء بأنفسهم، ولا أحد يستطيع ان يزيل الفقر الا الفقراء انفسهم من خلال الانتاجية والدخول الى سوق العمل، ولا احد يستطيع أن يؤكد أن مساعدات المغتربين يمكن ان تبقى الى الابد، من الممكن ان يتوفى المغترب او أن يفلس، لان الوضع في الخارج ليس على ما يرام كما في السابق.

عن دور الدولة اليوم في معالجة هذا الموضوع، يقول حبيقة: quot;دور الدولة مساعدة مستوى المدرسة الرسمية في لبنان، في المناطق خصوصًا، اي البقاع والشمال والجنوب وجرود كسروان وجبيل، ويجب النظر جديًا الى اوضاع الجامعة اللبنانية، ويجب النظر الى ما ينقصها من اجور للمعلمين ومعدات. وهناك المستشفيات في المناطق يجب تأهيلها، لأن لمحاربة الفقر وسائل نفسية.