ظاهرة الدرّاجات النارية في لبنان ليست بجديدة، وشهدت محاولات عدة لضبطها سابقًا، لكن كل قرار كان يصدر عن وزارة الداخلية كان يتم مواجهته من قبل السائقين، وتشكل الدرّاجات النارية في لبنان خطرًا على المواطنين أيضًالان بعضها أصبح يستعمل للنشل والسرقة.


بيروت: بياريت تتحدث عن شاب كان في ال17 من عمره وكان عيد ميلاده، وكان راكبًا وراء صديقه على الدراجة النارية، وكانا مسرعين، فقاما بحادث مريع وماتا، وتضيف:quot; الامر اثرفي اهلهما فماتوا قهرًا من بعدهماquot;، والأمر يؤدي الى تعاسة عائلات كثيرة لانها غير منظمة ولا مسؤولية عليهم، ولا ضوابط قانونية.

جان يقول إن هناك احد الشباب في سن الثلاثين اشترى دراجة نارية جديدة وكان يريها لاصحابه قام بشرب نخبها ثم قام بجولة على اوتوستراد بيروت وكان مسرعًا فدهسته احدى السيارات ما ادى الى مقتله وكان المعيل الوحيد لعائلته.

الدراجات النارية التي يحلو للبعض أن يسميها آلات الموت، لا تشكل فقط خطرًا على من يقودها بل ايضًا على بعض الاشخاص على الطرق، لانها اصبحت وسيلة للنشل والسرقة، ورغم ان لها بعض الفوائد في لبنان اذ انها توفر البنزين وتشكل وسيلة سهلة في ازمات السير الخانقة وفي ركنها في الاماكن لصغر حجمها، الا انه اليوم يتم ضبطها من خلال قرار وزير الداخلية مروان شربل الاخير والذي نص على الآتي: منع سير الدراجات النارية بتاتًا في نطاق بيروت الكبرى اعتبارًا من 1/11/2011 على أن يستثنى من المنع الدراجات النارية العائدة للمؤسسات الإعلامية والصيدليات والشركات والمؤسسات والمطاعم التي تقدم خدمات والدراجات ذات اللوحات الدبلوماسية ودراجات الأجهزة الأمنية والحالات الخاصة، وذلك وفقًا لآلية ترخيص محددة ستصدر لاحقًا عن وزارة الداخلية والبلديات في هذا الشأن.

وكان أصحاب الدراجات النارية، وفور تلقيهم قرار وزير الداخلية بوقف العمل بها في 1 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، مع بعض الإستثناءات، بدأوا في سلسلة من الاعتصامات والتجمعات في عدة أحياء من بيروت وبعض المناطق اللبنانية، مطالبين وزير الداخلية بالعودة عن قراره، ملوّحين بالاستمرار في الشارع حتى النهاية.

ورفع المشاركون في الاعتصامات شعارات تشرح ظروفهم الاجتماعية القاسية، وأهمية الدراجة النارية ان بالنسبة إلى عملهم أو بالنسبة إلى ظروف تنقلهم اليومية، فكانت النتيجة ان أصدر وزير الداخلية قرارا آخر قضى بتأجيل تنفيذ القرار الأول، حتى إشعار آخر دون تحديد موعد معين، الأمر الذي ترك ارتياحا لدى أصحاب الدراجات النارية، ولم يعد تاريخ 1 تشرين الثاني/نوفمبر هو السقف النهائي لحسم الموقف.

هذا القرار والعودة عنه استقبله المواطن اللبناني بانزعاج لان معظم اللبنانيين باتوا يخافون من سمعة الدراجات النارية السيئة.

تقول فدى عون انها مع منع الدراجات النارية في لبنان لانها باتت رمزًا للتجاوزات الامنية، وقد شاهدنا منذ فترة على القنوات التلفزيونية كيف كانت احدى الدراجات النارية تسرق احدى السيدات وقد تمسكت هذه الاخيرة بحقيبتها فما كان من الدرّاج الا ان سحبها وجرها على الارض بدراجته، لذلك يجب منعهم، رغم ان الدراجة النارية تسهل الحياة للبعض من خلال عدم صرفها كميات كبيرة من البنزين، لكنها تضر، وتضيف:quot; اليوم من يسلمون الطعام اي quot;الديليفيري مانquot; لن يتم ايقافهم عن العمل او سحب الدراجات منهم، ولكنّ الآخرين من يؤذون ويجب منعهم، ويجب تنظيم عملهم.

رندلى خوري تؤكد انه يجب على الدرك ان يكون صارمًا في تطبيق القانون، وتشير الى بعض الحالات التي تشكل فيها الدراجة النارية خطرًا على الاشخاص الذين يقودونها.
وهي ترفض ان يشتري ابنها دراجة نارية وتسميها آلة الموت، والشباب اليوم يسيئون استعمالها، ويقومون بحركات بهلوانية عليها، ولا من رقيب او حسيب، كما ان من يدهس هكذا دراجات نارية غير منتظمة يتحمل هو بسيارته عواقب الموضوع، وتساءلت اين المسؤولية المدنية في ذلك.

رجا حبيب يرى ان الدراجات النارية وصرعتها اليوم هي نتيجة للحرب التي مرت على لبنان، والانحراف كذلك والمخدرات هي ايضًا نتيجة الحرب والفقر في لبنان.

أصحاب الشأن

معين، صاحب محل دراجات نارية كان له تعليق على الموضوع فقال: quot;نحن اليوم لا نستطيع أن نفهم كيف تمنع وزارة الداخلية الدراجات النارية فإما منعها نهائيًا أو السماح لنا ببيعها، كما أن الوضع الاقتصادي السيئ لا يسمح للغالبية بالتقيد بالشروط المعطاة. فترخيص الدراجة ودفع الميكانيك الخاص بها ومن ثم شراء مطفأة حريق وشراء خوذة إضافة إلى ثمن الدراجة تعتبر تكاليف باهظةquot;.

إلا أن ما لاشك فيه أن الدراجة النارية تعتبر وسيلة نقل قليلة الكلفة إن لجهة الوقت أو لجيب المواطن المنهك مــن تداعيات الأزمة الاقتصادية، فتغنيه عن ركوب quot;السرفيسquot;. وهنا يقول فؤاد ( صاحب دراجة نارية) quot;البنزين غال، ومصروف السيارة ليس قليلاً والسرفيس أصبح اغلى، أما الباص فانتظار وبهدلة. لذلك فالدراجة النارية تسمح لي بتخطي quot;العجقةquot; من خلال استعمال الطرقات الضيقة والزوربة بين السيارات.

ويضيف :quot;اذا أراد أي مواطن القيام بمشوار quot;روحة رجعةquot; سيكلفه الكثير عند استعماله السرفيس. في حين أن الدراجة النارية تتيح له التنقل طوال النهار من دون توقف وبأسعار متدنية جدًا.