يتخوف الكثيرون من موقف الجامعة العربية الأخير تجاه سوريا ويحللون بأن ذلك سيعطي الضوء الأخضر لتدخل دولي فيها، فهل نشهد سيناريو ليبيًّا في دمشق، وما مدى انعكاس الوضع السوري على الداخل اللبناني، وفي حال اندلعت حرب ضد سوريا كيف تتأثر المنطقة ولبنان بصورة خاصة؟


بيروت: يأمل النائب تمام سلام في حديثه لإيلاف أن يكون قرار جامعة الدول العربية في اطار احتضان الازمة في سوريا عربيًا، وان تكون الخطوات التي تتتالى في هذا المجال من اجل إنقاذ الوضع القائم، وإفساح المجال امام العرب لكي يحلّوا مشاكلهم بأنفسهم.

اما في حال تدخل دولي في سوريا، فكيف تختلف هذه الأخيرة عن ليبيا؟ يجيب سلام:quot; لا شك بأنه لا يمكن تطبيق ما تم في ليبيا على ما يتم اليوم في سوريا، فلكل بلد وشعب ظروفهما وطبيعتهما، وبالتالي ربما لقرب الحدث من الآخر زمنيًا يتم التداول في إمكانية تكرار ما حدث في ليبيا، ولكن الى هذه اللحظة بتقديري الامر لا يزال في إطار المعالجة العربية.

هل سيلقى الرئيس السوري بشار الاسد مصير الرئيس الليبي معمّر القذافي؟ يجيب سلام بأن موضوع اي تدخل دولي لا يمكن ان يتنبأ الانسان بخواتيمه او بنتائجه، من الآن، لان اي تدخل دولي لا بد ان يكون له مفاعيل وأبعاد واشتراكات عديدة، لا نعرف كيف تبدأ أو كيف تنتهي.

عن التجاوزات الامنية التي تحصل في لبنان يقول سلام منذ فترة نشهد في لبنان بعض التجاوزات الأمنية، بدأت بموضوع خطف الاستونيين، واستكملت بمواضيع من هنا وهناك، الى مواضيع لها علاقة بالامن بيننا وبين سوريا، وكثير من المحاولات التي تمكنت قوى الامن والاجهزة الامنية وجهاز فرع المعلومات بالذات من ضبطها ومن وضع حد لها ومن محاصرتها، ولكن هذا لا يعني انه لا يوجد قلق في هذا المجال، فتكرار الحوادث الامنية أمر لا يمكن فصله عن الوضع غير المريح اليوم من جرّاء ما يجري في سوريا، من هنا نأمل من كل القيادات منها من في الموالاة والمعارضة عدم صبّ الزيت على النار وعدم تأجيج الوضع من خلال مواقف متشنّجة، والاحتياط ومساعدة الاجهزة الامنية على القيام بوظيفتها لتجنيب لبنان المزيد من هذه الحالات.

هل هناك خوف من انعكاس الوضع السوري على لبنان؟ يجيب سلام بانه لا يمكن فصل لبنان عن سوريا في الاوضاع المريحة كما غير المريحة، فلبنان له تداخل كبير مع سوريا، في كثير من الشؤون، فبالتالي عندما يحتدّ الوضع في سوريا، وعندما تأخذ الامور منحى مقلقًا، لا بدّ أن يتأثر لبنان بذلك، من هنا دعوة الجميع الى التيقظ وخصوصًا في هذه المرحلة الدعوة لقوى الموالاة التي تمسك زمام الحكم، وعليها التعقل كثيرًا في مواقفها وفي إجراءاتها تحسبًا لأي خلل أو ضرر قد يصيب لبنان.

قراءة للخطاب السياسي

عن قراءته الخطاب السياسي لبعض السياسيين من خلال برامج التوك شو الاخيرة يقول سلام إن هذه البرامج تعتبر محطات عابرة لبعض السياسيين من هنا وهناك، وليست هي واقع الحال، لانه أكبر من ذلك، ويعود للقوى السياسية وقياداتها.

هل الانقسام بين الافرقاء سينتقل من شاشات التلفزيون الى الشارع؟ يأمل سلام ألا يتمّ ذلك، ومن هنا الدعوة الملحة للقيادات للاعتناء بمواقفها وتحسبًا لأي تشنج او احتكاك يحصل في هذه الأجواء المشحونة.

حول الحديث عن إمكانية استهداف شخصيات في قوى 14 آذار/مارس يقول سلام:quot; في الاجواء المضطربة والمشدودة اليوم، من جرّاء ما يجري في سوريا يتم الحديث عن هذه الامور، وقبل قليل كنا نحذر من الاحداث الامنية من هنا وهناك، ونأمل الا تتخذ هذه الامور مجراها في اتجاهات غير مريحة ومنها استهداف قيادات قوى 14 آذار/مارس، لان ذلك لن تتضرر منه قوى 14 آذار/مارس فقط بل كل البلد، وكل من يعتقد ان الامر عند هذا الفريق او الآخر، الامر عند كل اللبنانيين، والامر اكرر دعوتي الى القيادات للكثير من الحكمة والتعقل، وخصوصًا من منها اليوم يمسك زمام الامور في الحكم.

تمويل المحكمة

ماذا عن تمويل المحكمة في لبنان بعد وضع رئيس الحكومة امكانية استقالته في حال لم تمول المحكمة الدولية؟ يجيب سلام:quot; المخرج الوحيد في موضوع المحكمة هو التمويل، واي شيء غير ذلك يكون فيه تراجع عن التزام دولي يتحمله لبنان، وبالتالي انا من الذين يدعون رئيس الوزراء كما ادعو المسؤولين جميعهم، الى تحمل مسؤولياتهم كاملة في هذا الامر، تأسيسًا على ما نسمعه دائمًا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حول تأكيدهما التزام لبنان بما عليه في موضوع تمويل المحكمة، ولا اعتقد ان هذا الامر يخضع لجدل بقدر ما هو عبارة عن ضرورة للسلطة التنفيذية القيام به.