لا يمكن اليوم لأيّ فريق في لبنان ان ينكر التباعد في وجهات النظر بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ورغم انهما لا يُقرًّان بوجود ازمة بينهما بل مجرد تباين في التفاصيل الا ان الكثيرين من الفريق الآخر يراهنون على ربيع برتقالي لوثيقة التفاهم بين الفريقين.


بيروت: يؤكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في حديثه لإيلاف أن لا ازمة بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله، وهذا ما اعلنه قادة الفريقين على كل المستويات، سواء عبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله او الجنرال ميشال عون والمندوبين، ولكن طبعًا التباين بوجهات النظر يمكن ان يكون إزاء اي قضية تُطرح وهو امر طبيعي حتى داخل الفريق والحزب الواحد حول بعض القضايا، وأمر طبيعي امام الازمات الحالية وهي كثيرة على المستوى الوطني وعلى مستوى ما يحيط بلبنان، قد يكون هناك تباين في القراءات، وفي كيفية معالجة بعض القضايا.

ولدى سؤاله ان البعض اليوم بدأ يطلب في التيار الوطني الحر إعادة إجراء قراءة لتجربة وثيقة التفاهم، الا ترى بذلك بداية ازمة بين الفريقين؟ يجيب هاشم:quot; لا ابدًا، ومن قال ان كل التيار الوطني الحر بكل مستوياته، قد يكون مقتنعًا بالوثيقة او بالعلاقة بشكلها الكامل، وهذا امر طبيعي وهذا ما تبين خلال الفترة الاخيرة، خلال بعض التباينات في المواقف ازاء طرح بعض الامور، وطبيعي ان يكون هناك نقاش فهذه مسألة النقد الذاتي ازاء اي علاقة بين الفرقاء السياسيين او داخل الحزب الواحد، فدائمًا يكون هناك تناقض في الكثير من القضايا والمواضيع، فهذا امر غير مستغرب ابدًا ولكن في الاطار العام لا تزال العلاقة عادية طبيعية، بين الفرقاء وامر غير مستغرب ان يكون هناك بعض التباينات وهذا قابل للنقاش وللحوار بين الحلفاء واي مكونات سياسية ايًّا يكن موقعها ولأي جهة انتمت.

وردًا على سؤال يعتبر البعض ان التيار الوطني الحر ورئيسه تحملا الكثير من هذا التحالف، بمعنى ان الشعبية المسيحية تراجعت وبالمقابل لم يقم حزب الله بالاصلاحات التي وعد بها التيار الوطني الحر؟ يجيب هاشم:quot; هناك الكثير من التحليلات والمراهنات حول هذه العلاقة، وهذا امر من طبيعة العمل السياسي، والتركيبة السياسية، خصوصًا واننا في لبنان، البلد الذي يتنوع بتركيبته ويصح القول انه بلد العجائب السياسية في كيفية صناعة التحالفات والتركيبات السياسية والعلاقات بين الفرقاء فطبيعي أن يشعر البعض ان علاقة بين هذا الفريق او ذاك تعود عليه بالفائدة او بالربح او الخسارة، من هذا المنطلق يبني على هذه العلاقات أحلامه وأوهامه ومحاولاته للاستفادة وللاستثمار على اي علاقة ايًا تكن طبيعتها.

حزب الله والتيار

من جهة حزب الله يعتبر البعض ان معارك الجنرال ميشال عون لا تنتهي ولا يمكن ان يجاريه حزب الله بها؟ يجيب هاشم:quot; تدرج الكثير من القضايا في مستويات معينة قد تظهر نوعًا من التباين في اسلوب طرحها، ولكل اسلوبه في التعاطي ومقاربة الامور، ومن الطبيعي جدًا ان من له رؤية ومنهجية معينة في العمل السياسي ومقاربة الأمور الا يكون هناك تماهٍكامل وتطابق في المقاربات وفي قراءة المواقف ومنهجية العمل، هل يكون ذلك مستغربًا؟ ابدًا، وهذا ليس حزبًا واحدًا ولا ينتمي الى عقيدة واحدة هناك نوع من التحالف قد تكون فرضته الظروف العامة، وفي لحظة معينة قد لا تستمر، فنحن نعرف تمامًا ان اي علاقة سياسية تقوم على المصالح وتقاطعها، فليس غريبًا ان يكون هناك علاقة بين اي قوة سياسية الا تكون ابدية ومتماهية الى ابعد الحدود وفي كل التفاصيل الدقيقة، لانه عندما نصل الى التفاصيل لا شك سيكون هناك تباين واختلاف في الكثير من المقاربات.

يرفض النائب هاشم اعتبار ان هناك تحركات جارية اليوم بين حزب الله والتيار الوطني الحر لإعادة الامور الى نصابها، وكأن هناك خلافًا بين الطرفين، ويؤكد أن الامور لم تنقطع ابدًا والتواصل دائم بين الفريقين، وهذا لا يلغي طبيعة العلاقة، هناك تواصل دائم واتصالات مستمرة وشبه يومية، وساعة بساعة لمناقشة كل القضايا وكل الامور على كل المستويات.

ما هي اولويات التيار الوطني الحر اليوم وبماذا تختلف عن اولويات حزب الله؟ يجيب هاشم:quot; يكون الموضوع الداخلي لدى التيار الوطني الحر هو الغالب، استراتيجية حزب الله طبعًا اضافة الى الاهتمامات والاولويات الوطنية، الا ان لعلاقاتها بتيار المقاومة تتعدى المساحة الى ما هو دائر اليوم على مستوى المنطقة بشكل عام، والاهتمامات هناك تكون اوسع واشمل واعمق، من هذا المنطلق تكون هذه الاهتمامات تلاقي بعض التباعد او قراءة ابعد استراتيجيًا.

اين يتفق الفريقان وعلى أي امور اساسية؟ يجيب:quot; يتفقان على امور تمس القضايا الداخلية الوطنية، ومتفقان على مسألة المقاومة وهو امر اصبح واضحًا، ومقاربة ما تتعرض له المنطقة من استهداف، وبقراءة اولية لمقاربة هذه القضايا، الا انه قد يكون هنالك تباين في تفاصيل هذه الامور.