سباب فعراك ثم قتال، هكذا يمكن اليوم تصنيف برامج التوك شو في لبنان بعد الحادثة الاخيرة التي جرت في برنامج بموضوعية بين فايز شكر ومصطفى علوش، واذا دلّ الامر على شيء فربما على الخطاب السياسي الذي لم يصل الى هذا المستوى حتى في أحلك ايام الحرب.


بيروت: تحفل برامج التوك شو وحتى المنابر السياسية في لبنان بتدن كبير لمستوى الخطاب السياسي في البلد، في هذا الخصوص يشير النائب خالد زهرمان في حديثه لإيلاف إلى أن الخطاب السياسي على منابر التوك شو التلفزيونية تدنى الى مستوى لم نشاهده حتى في ايام الحرب، ووصل الى حدود السفاهة والشتائم، وحتى ايام الحرب الاهلية لم نصل الى هذا الدرك من الانحطاط في الخطاب السياسي، وهذا دليل ازمة سياسية.

يرى البعض ان للاعلاميّ دورًا ايضًا في استفزاز الحاضرين، زهرمان لا يضع اللوم على الاعلامي اليوم ويرى، ان الاعلامي لا يلعب هذا الدور الكبير، والسياسي برأيه مهما استُفز من المفروض ان يحافظ على حدّ أدنى من الخطاب السياسي، ولا نريد ان نحمّل مسؤولية على الاعلامي.

اما هل بلغت الانقسامات بين فريقي 8 و14 آذار/مارس مداها الكبير بحيث يترجم ذلك مشاحنات حتى بالايدي على منابر التلفزيون؟ فيجيب زهرمان:quot; وصلنا الى حد لا رجعة فيه، رغم تمنياتنا ان تكون الابواب مفتوحة، لكن الحوار مقطوع، وكل فريق يمشي على حدة، وفريق 8 آذار/مارس اسقط الحكومة وشكَّل حكومته الخاصة من دون استشارة الفريق الآخر، لذلك هناك انقطاع للحوار بين الفريقين وهذا يزيد التشنج ووتيرة الخطاب السياسي، ومع وجود حكومة الوحدة الوطنية سابقًا لم تكن الحدية في الكلام موجودة كما اليوم.

يتساءل البعض اذا كان الوضع على ما هو عليه اليوم في الاعلام فكيف هو وضع الشارع بين قوى 8 و14 آذار/مارس؟ يجيب زهرمان:quot; الشارع هو انعكاس للسياسيين، والعكس صحيح، والشارع اليوم متوتر كثيرًا، منذ الامس ولا يزال حتى اليوم، وكان من المفروض كسياسيين ان نحافظ على حد ادنى من الحوار ومن الخطاب السياسي كي نستطيع تهدئة الشارع، لان هذا الاخير يتأثر بالخطاب السياسي للمسؤولين.

كيف يمكن اليوم ضبط الخطاب السياسي في لبنان؟ يقول زهرمان القصة بمجملها تعود الى ثقافة الشخص، وتعود الى كل شخص على حدة، ومن المفروض ان نتعلم ان ثقافة الحوار يجب ان تحترم الرأي الآخر، وثقافة اننا في الاعلام ويجب الا نشتم، وكلها امور لا نتعلمها في السياسة، ولا مدارس تُعلمها، انها ثقافة موجودة بالاصل عند السياسي والمسؤول.

مشاحنات سابقة

هل تواجدت ضمن مشاحنات لسياسيين وكنت شاهدًا عليها؟ يجيب زهرمان:quot; في المجلس النيابي جرت مشاحنات كلامية ومشادات كثيرة، اخيرًا في احدى اللجان النيابية عندما هجم النائب علي عمار على الزميل احمد فتفت، وفي احدى الجلسات النيابية عندما جرت مشادة بين خالد الضاهر وعاصم قانصوه، وشهدنا اكثر من مشادة.

اما هل ظاهرة الخطاب السياسي المتدني جديدة في لبنان ام كانت موجودة سابقًا؟ يؤكد زهرمان انها حديثة، ولم تكن قبل او خلال الحرب الاهلية بهذه الحدية، وكنا نعرف ان السياسة كانت منفلتة في حينها، ورغم ذلك لم نصل الى هذا الدرك في السفاهة في الخطاب السياسي اللبناني، وليس فقط في المقابلات والتوك شو ولكن ايضًا في المنابر الاعلامية، ومن يلقي اليوم خطابه امام الجمهور كذلك هناك بعض السفاهة في بعض الاماكن.

هل هذا الانحدار موجود لدى الفريقين اي 8 و14 آذار/مارس؟ يجيب زهرمان:quot; لا اقول ان فريقي أي 14 آذار/مارس هم من القديسين، وطبعًا لا يخلو الامر، ولكن الخطاب المتشنج والذي فيه عبارات ساقطة بالمجمل عند الفريق الآخر رغم ذلك اكرر فريق 14 آذار/مارس ليس من القديسين.

ما لا شك فيه ان ما تلا حلقة بموضوعية بين فريقي المعارضة والموالاة من اهتمام شعبي، دليل على اهتمام الناس العاديين بخلافات زعمائهم ويقيّم زهرمان هذا الموضوع فيقول:quot; الناس يحبون من خلال وسائل الاعلام ان يروا ممثلي الشعب وهم مستفزون، ومن هنا وسائل الاعلام من خلال ذلك تستقطب جمهورًا اكبر، والانسان بطبعه يهتم بالبرامج الاستفزازية، وطبعًا فهذه البرامج تستهويه، وكان ما تلا حلقة بموضوعية منذ ايام اكبر دليل على ذلك.

ويرى زهرمان ان الوسيلة الاعلامية التي يجري فيها هكذا نوع من المشاحنات تكون المستفيدة الاولى والاخيرة من الموضوع.