هزت انفجارات ضاحيتي quot;بابا عمروquot; وquot;الانشاءاتquot; في مدينة حمص فجر الاثنين، بعد قرار مجلس الأمن نشر مراقبين دوليين هناك، ووسط تحذير من الولايات المتحدة الأميركية بأن خطوة مجلس الأمن لن تكون كافية لوقف حملة العنف.


انفجارات هزت مدينة حمص فجر الاثنين

دمشق: هزت انفجارات قوية أعقبها إطلاق نار مدينة quot;حمصquot; فجر الاثنين، في موجة عنف جديدة في سوريا، بعدما قرر مجلس الأمن الدولي، إرسال 300 مراقب إلى هناك، وسط تحذير أميركي من أن نشر المزيد من المراقبين الدوليين لن يمنع وحده النظام السوري من شن حملته من العنف الوحشي ضد شعبه.

وأفادت quot;لجان التنسيق المحلية في سورياquot;، وهي هيئة معارضة تقوم برصد الأوضاع الميدانية، أن الانفجارات وقعت في ضاحيتي quot;بابا عمروquot; وquot;الإنشاءات.quot;

كما أشارت إلى تقارير عن إطلاق كثيف للرصاص في ضاحية quot;الخالديةquot; في حمص، في استمرار لحملة قصف مركز من قبل قوات النظام السوري على المدينة، التي كانت قد أمضت quot;يوماً هادئاًquot; السبت هو الأول لها منذ أكثر من شهرين، بسبب وجود بعثة المراقبة الدولية فيها.

هذا وقرر الاتحاد الاوروبي الاثنين فرض عقوبات جديدة على النظام السوري من خلال حظر صادرات المواد الفاخرة اليها والحد من صادرات المواد التي يمكن أن تستخدم لقمع المتظاهرين، بحسب دبلوماسيين. وقد تم التوصل الى اتفاق لصدور هذا القرار في الاسبوع الماضي اثناء اجتماع لسفراء الدول السبع والعشرين.

وقال مصدر دبلوماسي إن هذه الحزمة الجديدة من العقوبات، الرابعة عشرة منذ حوالى السنة، quot;سيتم تطبيقهاquot;، موضحًا أنها quot;تشمل المواد الفاخرة والمواد التي يمكن استخدامها للقمعquot;. وسيتعين على الاتحاد الاوروبي تحديد نطاق تطبيق الإجراء المتعلق بالمواد الفاخرة.

واعتبر دبلوماسي آخر، رفض الكشف عن هويته، أن الاتحاد الاوروبي يستهدف بذلك quot;بشكل رمزي للغايةquot; نمط حياة الرئيس بشار الاسد وزوجته، بعدما تناقلت الصحف أخيرًا اخبارًا عن إقبال أسماء على شراء المنتجات الفاخرة.

واوضح الدبلوماسي أن الهدف من العقوبات هو quot;افهام الاسد وزوجته والمقربين منهما وايضًا اعضاء النظام أن الأحداث في سوريا ستؤدي ايضًا الى عواقب على نمط حياتهمquot;. الا انه أقر في الوقت نفسه بسهولة الالتفاف على هذا النوع من العقوبات وبأنها quot;رمزية بشكل اساسيquot;.

اما القيود المتعلقة بالمعدات التي يمكن استخدامها في القمع فهي تأتي لتكمل قوائم سارية المفعول منذ فرض حظر على الاسلحة. وتشمل ايضًا المنتجات التي يمكن استخدامها لتصنيع مثل هذه المعدات. وستحظر بعض المنتجات، فيما ستتطلب أخرى تصريحًا بها حالة بحالة.

وكان الوزراء الأوروبيون شددوا قبل شهر اثناء اجتماعهم الاخير الخناق حول الرئيس السوري من خلال فرض عقوبات على زوجته اسماء وعلى ثلاثة افراد آخرين من عائلته بينهم والدته. وفي الإجمال، تستهدف العقوبات الاوروبية 126 شخصًا و41 شركة. وتستهدف العقوبات خصوصًا المصرف المركزي وتجارة المعادن الثمينة والشحن الجوي. وقد عبّرت روسيا مسبقًا عن معارضتها للعقوبات الاوروبية الجديدة على سوريا واعتبرتها quot;غير مقبولةquot;.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش quot;إن أي نظام عقوبات لم يؤدِ مطلقًا الى حل اوضاع متأزمة، بل على العكس فإن الوضع يزداد خطورة مع العقوباتquot;.

الى ذلك يفكر الاتحاد الاوروبي بتقديم وسائل لوجستية لبعثة المراقبين الـ300 التي تعتزم الامم المتحدة ارسالها الى سوريا لتعزيز مهمة الفريق التمهيدي الحالي الذي يفترض أن يضم ثلاثين عضوًا في الايام المقبلة بحسب مصادر دبلوماسية.

وكانت مجموعة من المراقبين الدوليين قد وصلت،السبت، إلى مدينة حمص المحاصرة والتي تتعرض للقصف منذ أسابيع، واجتمع الوفد مع المحافظ، كما أجرى لقاءات مع ناشطين في الشوارع، بعد أن كانت السلطات السورية قد رفضت طلباً سابقاً له بزيارة المنطقة.

والأحد، أشارت المعارضة السورية إلى مقتل 19 شخصاً في أعمال عنف خرقت إعلان وقف إطلاق النار الهش.
ويشار إلى أن مجلس الأمن الدولي قرر، السبت، إنشاء بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة في سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار لفترة مبدئية مدتها 90 يومًا، وإرسال ما يصل في بداية الأمر إلى 300 مراقب عسكري أممي غير مسلح وعنصر مدني لمراقبته.

ومن جانبها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، إن نشر المزيد من المراقبين لن يمنع وحده نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، من شن حملته من العنف الوحشي ضد الشعب السوري.

وأضافت، أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، أن تكثيف الضغوط الخارجية على نظام الأسد هو الذي سيتمكن من وقف تلك الحملة.
وشددت رايس على ضرورة مساءلة الحكومة السورية على عدم تحقيق تقدم على الأرض خلال الفترة المقبلة.

وحذرت قائلة إن: quot;الولايات المتحدة تؤيد بشدة التطبيق الكامل لخطة المبعوث المشترك ذات النقاط الست، ولكن يجب ألا تكون هناك شكوك بأننا وحلفاءنا والآخرين في هذا المكان نخطط ونستعد إلى اتخاذ الأفعال التي ستكون ضرورية منا جميعًا إذا استمر نظام الأسد في ذبح الشعب السوري.quot;

وكان كوفي انان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا، قد دعا دمشق الى التوقف quot;نهائيًاquot; عن استخدام اسلحة ثقيلة، كما صرح المتحدث باسمه الاحد. وقال المتحدث احمد فوزي الذي قرأ بيانًا له إن انان يرحب بالقرار بشأن بعثة المراقبة الدولية ويعتبر quot;أن على الحكومة السورية أن تتوقف نهائيًا عن استخدام اسلحة ثقيلة وأن تسحبها من المناطق السكانيةquot;.

وكان اصيب ثلاثة اشخاص باطلاق نار خلال مشاركتهم مساء الاحد في تظاهرة سيارة معارضة للنظام السوري في مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.

واوضح مصدر أن quot;تلاسنًا وقع بين سائق سيارة وعدد من المشاركين في الموكب في منطقة ابو سمرا شرق المدينة تطور الى تضارب بالايدي (..) قبل ان يسحب السائق سلاحه الحربي ويطلق النار ما اسفر عن سقوط ثلاثة جرحى اصاباتهم متوسطةquot;.

واضاف المصدر أن quot;القوى الامنية القت القبض على السائقquot;.

وتشهد مدينة طرابلس ذات الغالبية السنية، توترات مستمرة على خلفية الاحداث في سوريا، تطور بعضها الى اشتباكات مسلحة بين منطقتي باب التبانة ذات الكثافة السنية، ومنطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية.