قال دبلوماسيون في مجلس الأمن إن روسيا والاتحاد الاوروبي وزّعا يوم الجمعة مسودتين منفصلتين لمشروع قرار للمجلس يجيز نشر ما يصل الى 300 مراقب غير مسلح اضافيين لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا وأن هناك آمالا في إجراء تصويت في الأيام القادمة.

امرأة تسير في أحد شوارع حمص المدمرة
نيويورك: أعلن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار ارو ان مجلس الامن الدولي سيصوت صباح السبت على قرار يسمح بإرسال 300 مراقب الى سوريا.
وقال ارو للصحافيين quot;أعتقد أنه سيحصل اتفاقquot; بين الدول ال15 الأعضاء في مجلس الامن، موضحا ان مشروع قرار معدل سيعمل عليه خلال هذه الفترة ليتم إرساله الى العواصم المعنية. واضاف quot;مهمتنا محصورة، وتقضي بإرسال بعثة مراقبين الى سورياquot;.
ويبدأ اجتماع المجلس عند الساعة 11,00 (15,00 تغ).
وكان دبلوماسيون أشاروا في وقت سابق الى ان روسيا اقترحت على شركائها ال14 في مجلس الأمن نصا جديدا يجمع بين مشروعي قرار متعارضين، أحدهما روسي والثاني أوروبي، جرى التداول به خلال النهار.
من جهته، اعتبر السفير البريطاني مارك ليال غرانت ان البلدان ال15 quot;قريبة جدا من التوصل لاتفاقquot;.
وكان مجلس الامن تبنى السبت الماضي قرارا يسمح بإرسال فريق يضم 30 مراقبا. وبطلب من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، من المتوقع أن يقر المجلس قرارا بنشر فريق كامل يضم 300 مراقب.
وهذه البعثة التابعة للامم المتحدة مكلفة مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا الذي بدأ سريانه في 12 نيسان/ابريل لكن جرى انتهاكه مرارا، والمساعدة على تطبيق خطة السلام لوسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
وداخل مجلس الامن، يرغب كل من روسيا والصين والهند والمغرب وجنوب افريقيا في إصدار قرار دولي ونشر المراقبين بسرعة.
ومن المفترض ان يتم نشر المراقبين العسكريين غير المسلحين ال300 بشكل تدريجي، لمدة اولية من ثلاثة اشهر، يرافقهم خبراء مدنيون في مجالات مختلفة (السياسة، حقوق الانسان، الادارة، الاعلام ...). وسيكونون بحماية القوات السورية ويتعين على دمشق تسهيل تحركاتهم في البلاد.
واضاف ارو quot;انها المرة الاولى التي ترسل فيها الامم المتحدة مراقبين الى منطقة حربية، لا يزال هناك معارك دائرة في الميدان، مازال هناك عنفquot;.
وتابع quot;من المهم جدا إرسالهم في أسرع وقت ممكن لكن في الوقت عينه علينا الاخذ في الاعتبار الخطر على المراقبين، لهذا السبب نوضح ان على الامين العام للامم المتحدة تقييم الوضع الميدانيquot; قبل نشر البعثة.
وقال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين لدى دخوله الى قاعة المجلس إن بلاده اقترحت مشروع قرار جديد quot;وتأمل إقراره صباح السبتquot;.
وفي وقت تم التداول الجمعة بمشروعي قرار متعارضين، أحدهما روسي والثاني أوروبي، فإن مشروع قرار روسي يسعى الى quot;دمجquot; الاقتراحين بحسب السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت.
الا ان السفير الهندي هارديب سينغ بوري اشار الى انه quot;لا يزال ثمة بعض المشاكل يتعين حلهاquot; من دون تحديد ماهيتها.
وقال السفير الفرنسي جيرار ارو للصحافيين مبتسما quot;لقد ضيّعتم عليكم مجددا يوم السبتquot;.
وكان مجلس الامن اقر السبت الماضي قرارا يسمح بإرسال فريق يضم 30 مراقبا. وبطلب من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، من المتوقع ان يقر المجلس قرارا بنشر فريق كامل يضم 300 مراقب.
وقدمت روسيا والدول الاوروبية مشروعي قرارين مختلفين لمجلس الامن بشأن إرسال قوة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا تتألف من 300 عنصر، بحسب دبلوماسيين.
وبدأت المحادثات بين دول المجلس ال15 حول النص الروسي، فيما دعت روسيا الى تصويت عاجل. وصرّح المتحدث الروسي لوكالة فرانس برس ان quot;مناقشاتquot; تجري حول تسجيل النص ما يعني التصويت عليه ربما يكون خلال اليومين المقبلين.
الا ان روسيا والدول الاوروبية تنتظر لترى ما اذا كانت الولايات المتحدة ستقدم دعمها الكامل لبعثة المراقبين، بحسب الدبلوماسيين.
كما تخيم على المفاوضات هشاشة وقف اطلاق النار الذي بدأ سريانه في سوريا في 12 نيسان/ابريل. وتقول الامم المتحدة ان الرئيس السوري بشار الاسد لم يطبق جميع شروط خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لوقف اطلاق النار في سوريا.
ويستند النصان اللذان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة من كل منهما، بشكل كبير الى قرار مجلس الامن 2042 الذي صادقت عليه الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن السبت الماضي وينص على إرسال مجموعة مراقبة طليعية مؤلفة من 30 مراقبا الى سوريا.
واقترحت فرنسا وبريطانيا والمانيا إرسال 300 مراقب إضافة الى عناصر مدنية من بينهم خبراء في السياسة وحقوق الانسان والامن العام.
ويقترح النص الروسي كذلك ارسال 300 مراقب، ولكن لا يسمح سوى بإرسال عدد quot;محدودquot; من الخبراء المدنيين بعد موافقة الحكومة السورية عليهم.
ووقعت سوريا والامم المتحدة هذا الاسبوع على بروتوكول يسمح للبعثة الطليعية بالعمل في انحاء سوريا، الا ان الحكومة السورية لم توافق على السماح للمراقبين باستخدام مروحياتهم.
ويتضمن النص الاوروبي مزيدا من الضغط على دمشق بتأكيده quot;ضرورة ان توافق الحكومة السورية بسرعةquot; على الاستخدام quot;المستقلquot; للطائرات من قبل بعثة المراقبين الدولية المقترحة.
وقال الدبلوماسيون إن روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا وعددا آخر من الدول ضغطت من اجل سرعة المصادقة على قوة المراقبة ونشرها.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية إن واشنطن طلبت من حلفائها الاستعداد لزيادة الضغوط على سوريا في حال فشلت خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان في وقف الهجمات التي تشنها الحكومة على مناهضيها.
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أوضحت لشركائها في اجتماع quot;اصدقاء سورياquot; الذي عقد في باريس الخميس انه quot;حتى ونحن نخطط للافضل، علينا كذلك ان نكون مستعدين اذا لم ننجح لنزيد الضغوطquot; على سوريا.
وقالت كلينتون ان ذلك يشتمل على صدور قرار جديد من مجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يخول القوى الخارجية اتخاذ اجراءات من بينها العمل العسكري في حال تعرض السلام العالمي الى تهديد.
غير ان نولاند قالت quot;في ما يتعلق بالمساعدة العسكرية فإن سياستنا لم تتغيرquot;.
وكانت كلينتون قالت لحلفائها ان واشنطن تعيد التفكير في جميع جوانب سياستها نظرا إلى استمرار العنف في سوريا.
وقالت نولاند ان الضغط سيكون على شكل زيادة العقوبات ومنع السفر وفرض ضغوط مالية وحظر على الاسلحة تطاول نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
من ناحية اخرى، تجري الولايات المتحدة مناقشات في الامم المتحدة حول قرار يخول إرسال عدد اكبر من المراقبين للاشراف على وقف اطلاق النار الهش في سوريا.
الا ان نولاند قالت ان واشنطن تريد ان تضمن ان المراقبين سيتمتعون بحرية الحركة والاتصال ودخول المناطق.