من نشاطات الحملة الشبابية |
اطلقت مجموعة من شباب مدينة بغداد (حملة وطنية تطوعية) بعنوان (معًا لنخسر السباق) تهدف إلى بناء الانسان والوطن، كما جاء في شعارها، وترفض الواقع الحالي للعاصمة العراقيةبغداد التي نالت لقب (اسوأ مدينة في العالم) .
اعرب شباب عراقيون عن أسفهم للواقع الذي تعيشه بغداد في صور تردي الخدمات وعدم الاهتمام بها كحاضرة ومدينة تستحق الكثير لتكون جوهرة الشرق الاوسط بالفعل وليس بالكلام فقط، ورفع الشباب شعارات ووزعوا منشورات وألصقوا بوسترات ودخلوا حرم جامعة بغداد للاعلان عن انطلاق حملتهم التي تسعى الى تنظيف بغداد وتعميم سلوكيات جميلة وصحيحة بين الناس كي لا تزداد النفايات وتتحول المدينة الى وضع مزرٍ اكثر ازعاجًا لأبنائها، ويشير هؤلاء الشباب في معنى حملتهم (معًا لنخسر السباق) الى أن بغداد احتلت المرتبة الثالثة بين المدن الاسوأ في العالم ، لذلك هم يريدونها أن تخسر السباق ولا تفوز بالمرتبة الاولى لأسوأ مدينة ، بل يريدون أن تكون ضمن قائمة الاجمل .
لكن الغريب في هذه الحملة ، كما اشار طلاب جامعيون، هو أن المنشورات التي وزعت عليهم كانت باللهجة العامية وليست بالعربية الفصحى التي من المفروض أن يكون هؤلاء الشباب اكثر حرصًا عليها ، حسب قول البعض، من أجل انتشار أكبر وفهم أعمق للحملة الجميلة التي تريد لبغداد أن تكون أنظف وأجمل .
فقد جاء في المنشورات : (مهــمتنا صعبـــة بســـ مو مســـتحيلة ..، راح نشتغل على مراحل ..، صح يجوز شويا تكون بطيئة بس مهمة ، اليوم احنه بحاجة :كل الشباب الطالب والعامل والجامعي والاعدادي ... المعاهد ، كل المهن .. الكل مسؤول ويانا ، الحملة مبيها رئيس ولا مروؤس .... الحملة بيها لجان ... كل لجنة مختصة بقضية معينة ، اول فئة مستهدفة ويانا هم طلبة الجامعات .... لان راح نتوجه اثقف طبقة بالمجتمع ونزولاً للادنى ..، معًا ياعراقيين تتذيل بغداد قائمة الترتيب بالوسخ !، الوصف: ليش نريد نخســر السباق !!!، بغداد اليوم بسباق ... بس غريب .... بغداد المسكينة اليوم بسباق اوسخ عاصمة في العالم ... وهل شئ محزن .... والاكثر منه انه نالت المرتبة الثالثة .... يعني بغداد اوسخ ثالث عاصمة ... شئ يخلينا كشباب ننقهر وننغث ... ونبجي ..، بس نبقى نبجي ونحزن وبغداد كاعدة تتقدم بالمركز واحتمال تصير رقم 1 !!!، لالالالالالالا مستحيل ... لازم نكعد من الكابوس ..، لازم نتحرك .... وبالفعل تحركنا اليوم وانجمعنا .... شباب وبنات ...اتفقنا ان ننكون سفراء للنظافة والجمال ... لبغداد الحلوة ... يجمعنا حب العمل التطوعي ... هســة عرفتو ليش نريد نخسر السباق وأن نكون رقمًا متأخراً في هذا السباق الصعب)
ويقول عضو فريق العمل الاعلامي صـقر آل زكريا : quot;إن تجمعنا فيه مصلحة واحدةوهي رفض الواقع الذي هي عليه العاصمة بغداد، خدماتيًا وصحيًا وبيئيًا واجتماعيًا وتنظيميًا، نتوجه واياكم بأصوات صادقة مخلصة الى كافة طبقات المجتمع البغداديومن ضمنهاشرائح النخب من الشباب والمتعلمين والخريجين وكافة أرباب الأسر وربات البيوت، أن يخلعوا عنهم ثوب الانانية واللامسؤولية وأن يركنوا الاتكالية المقيتة بعيدًا الى غير رجعة وأن يعودوا الى أنفسهم كي تعود ارواحنا الى اجساد تنعم بالصحة والمثالية والجمال، ولكي يعود الرشد الى عقولنا لننفي عن انفسنا تهمة طالما الصقها بنا الاجانب في كل الارجاء و الانحاء ومفادها أننا قوم نرفض التمدن ونتحدى التحضر ونمقت النظام وندوس على أسس الادارة والتنظيمquot;.
واضاف : quot;كي لا تكون تلك الاتهامات صحيحة و يصير الحصاد مثلما هو عليه اليوم يلوك سمعته القاصي و يزجره بعين التأسف الداني ، أقول كيف لا يكون ذلك صحيحًا ونحن غائصون في حالة حتى سبعة اثماننا تتقاذفنا الامواج العاتية وكأننا لا هم لنا سوى العيش على هوامش الحياة وعلى غير هدى وكأننا نعيش ايامنا في عصور مظلمة، تلك التي لم تدخلها شرارات عصر النهضة بعد، وكأننا لم يقم على ولايتنا قاضٍ عاقل ولا فقيه مشرع ولا شيخ حكيم ، الكل يتزاحم بالمناكب مع الكل في سبيل الرخيص من المنافع الزائلة سكارى وما نحن بسكارىquot; .
وتابع : quot;نادراً ما نسمع عن شاب يتلقى النصيحة، ونرى كهلاً يأمر بالحسنى، لقد جاءت الاخبار من المنظمات الدولية بأوصاف لبلدنا هي أبشع ما الصقت به بلدان من صفات، ووضعونا في اسفل سلم المتخلفين من الدول ، فكيف نقبل على أنفسنا هذا إن لم نخلع رداء التخلف واللامسؤولية ؟ ! وكيف نجحد افضال البلد الذي تنتج مواضعه الذهب والفضة والدولار ويستلم موظفوه الملايين اتعابًا على اعمال لا ينجزونها بالكامل، و كيف نعيش على مواقع البلد وهي شبه جنان وانهار موصوفة في كتب الاقدمين والاحدثين ونحن يحيط بنا التخلف والعبث في اساليب العيش ونعيش على اقتصاد مستورد من ابرته حتى سياراته المدرعة !quot; .
واستطرد مناديًا : quot;يا شباب العراق و يا اهل بغداد ما عليكم سوى الايمان بالعمل الجاد و الفكر النير والسلوك النزيه تربحون ويربح البلد بكم . ولا أقول كونوا كما بدا اليابانيون بعد انهزامهم في الحرب، بل أقول كونوا في القليل كما هي مدن جيرانكم من العرب ومن الترك ومن العجم، نسافر اليها ونتفسح بين جنبات شوارعها وحدائقها ونمدح بمزاياها في كل سفراتنا وايفاداتنا، ثم نعود الى مدننا كما تعود حليمة ذات العادة المعروفة التي لم يغيّرها الزمن ، أخواني شباب اليوم ندعوكم أن تكونوا سواعد قوية واصواتًا مخلصة وشخصيات تساهم في صنع القرار، وما رحلة الالف ميل الا هي في بادئها خطوة واحدة ..... فلنخطوها جميعًا وليكن مرادنا التوفيق من رب العزة وحده سبحانه وتعالى، وطريق الحق سالك لا محالة إن اردنا السير فيه بكل اخلاص quot;.
واعرب عدد من طلبة جامعة بغداد تأييدهم للحملة للدفاع عن تاريخ مدينة بغداد لتعود منارة شاهقة ، فقال اكرم مجدي : quot; إن هذه الحملة هي حقيقية نؤيدها لأننا، ابناء بغداد، نحزن ونحن نراها اكوامًا من الاوساخ ووجهًا لا يسر الناظر ، نريد أن نشترك في الحملة لنقول إننا كشباب قادرون على تنظيف المدينة لتكون أجمل وأحلىquot; .
اما ايثار فقالت: quot;إن بغداد تحتاج الى جهود ابنائها والشباب خاصة منهم بعد أن عاشت سنوات من الحرمان والاذى ، أمانة بغداد غير قادرة على أن تؤدي واجبها لحماية بغداد من الخراب الذي أصابها، امانة بغداد تقيم مهرجاناً للزهور في حديقة الزوراء بينما شوارع المدينة كلها ازبال ونفايات ، لذلك اتمنى أن نتحمس جميعًا لنكون مع أية حملة لإعادة الجمال الى وجه بغدادquot; .
التعليقات