القاهرة: أصدرت مشيخة الأزهر بياناً الاثنين، أدان فيه ما بثته بعض وسائل الإعلام الغربية مؤخراً، حول تدريب أفراد بالجيش الأميركي على quot;إبادةquot; المسلمين، واصفاً تلك الأنباء بأنها quot;أسقطت ورقة التوت عن مدعي الحضارة والمدنية والرقي.quot;

إلا أن أبرز مؤسسة دينية في مصر والعالم الإسلامي، أكدت في بيان لشيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، على تمسك المسلمين بـquot;قيم التسامح الإنسانيquot;، كما رحب بـquot;التعاون مع الغرب، في سبيل تحقيق الكرامة الإنسانية، والسلام العالمي، واحترام الندية والمساواة، كما يأمر القرآن الكريم.quot;

وطالب شيخ الأزهر في الوقت نفسه quot;الأمة الإسلامية بالصبر والحذر، مع الحفاظ على روح السماحة، التي أوجبها الله، وعدم الانزلاق لفخ الكراهية والظلم.quot;

وجاء في بيان شيخ الأزهر: quot;طالعتنا صحف اليوم (الاثنين) بأنباء تصدم مشاعر المسلمين، بل والمشاعر الإنسانية الراقية كلها، وتسقط أوراق التوت التي يستتر بها دعاة الحضارة والمدنية والغربية، الذين يدعون كمالها، وينادون باتخاذها أنموذجاً يحتذى.quot;

وتابع البيان: quot;هؤلاء القادمون من قلب حضارة مهيمنة تفرض نفسها، ويصدعوننا بالمبادئ الحضارية وبحقوق الإنسان، ومن قلب النموذج - الذي يدّعي أنه الأسمى في الغرب وفي الشرق، ويتشدق بالتعددية والحياة المدنية واحترام الآخر، ويتهم الشرقيين - حين يخالفونهم - بأنهم ضحايا الشعور بالمؤامرة ضدهم.quot;

وأضاف: quot;هاهم أولاء ينادون بإبادة أمة بأسرها، هي الأمة المسلمة، الأمة التي ترفض إبادة أي جنس بشري أو حيواني... والأزهر الشريف، وإن كان يترفّع عن المهاترات، وعن الهبوط للرد على مثل هذه الدعوات المريضة، التي أفرزتها الحضارة المتعالية والنرجسية، فإنه يرى من الضروري أن يقول كلمتين وجيزتين.quot;

وأشار البيان إلى أن الكلمة الأولى موجهة إلى quot;الشعوب الغربية، وهي: إننا نحن المسلمين والعرب، لن نكرهكم، ولن نحقد عليكم أبدا، بل نرحب بالتعاون معكم في سبيل تحقيق الكرامة الإنسانية، والسلام العالمي، واحترام الندية والمساواة، كما يأمرنا قرآننا وسنة نبينا.quot;

وأضاف: quot;وقد عرفنا خلال نصف القرن الماضي، انحياز بعض قادتكم ومعاداتهم لحضارتنا، وكيف أنهم يتجاهلون أو يجهلون دورها في بناء الحضارة الإنسانية، بما قدَمت من علوم ترجمت إلى لغاتكم، وأسهمت في بناء عصر النهضة.quot;

أما الكلمة الأخرى إلى quot;شعوب أمتنا الإسلامية والعربية، التي تحترم الأديان، وتقدر المقدَسات، وتؤمن بالإخوة الإنسانية، نقول لهم: أن حافظوا على روح السماحة، التي أوجبها الله عليكم، ولا تنزلقوا إلى مبادلة الكراهية بالكراهية، ولا الظلم بالظلم، ولينتبَه الجميع لهذه المكائد الغربية، ولتدبير أولئك الهمجيين، لإزالة وجودنا وكياننا.quot;

يُذكر أن وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; كانت قد كشفت مؤخراً، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، أمر بفتح تحقيق، ومراجعة مواد تعليمية وتدريبات عسكرية تلقاها ضباط بالجيش الأميركي، تعتمد على فكرة أن الولايات المتحدة في quot;حرب مع الإسلام.quot;

وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع، الكابتن جون كيربي، أن الوزارة تلقت شكوى من أحد الأفراد الذين أتموا إحدى هذه الدورات التدريبية، في كلية الأركان في quot;نورفولكquot; بولاية فرجينيا، فيما أشارت تقارير إلى أن هذه الدورات يجري تنظيمها بشكل دوري منذ عام 2004.