باريس: يتوقع ان يعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس عن تخفيض راتبه 30% في الاجتماع الاول لحكومته، في اجراء رمزي يرمي الى احداث قطيعة بشكل ملموس مع نهج سلفه نيكولا ساركوزي.

وتوالت مراسم التسلم والتسليم صباحا في الوزارات وشهدت دعوات الى اعادة توجيه السياسة الاوروبية التي عليها بحسب السلطة الفرنسية الجديدة التركيز على النمو وانشاء الوظائف. وشدد وزيران مهمان في الحكومة الاشتراكية هما لوران فابيوس الذي تولى الخارجية وبيار موسكوفيسي الذي تولى المالية على هذه الاولوية.

وعدد موسكوفيسي الذي وصف نفسه بانه quot;اوروبي واثقquot; quot;الازمة اليونانية الموجودة ومنطقة اليورو التي ينبغي تعزيزها والبناء الاوروبي الذي ينبغي اعادة توجيهه...هذا هو البعد الذي سيحتل صلب عملي في هذه الوزارةquot;.

ويعارض هولاند موقف المانيا من وسائل انعاش النمو في اوروبا، ويريد اعادة التفاوض على اتفاقية ضبط الميزانية الاوروبية التي وضعت للحد من ازمة اليورو، ويسعى الى اضافة اجراءات لانعاش النشاط الاقتصادي اليها. ووسط معارضة المانيا لذلك، كرر وزير المالية الفرنسي هذا الموقف الخميس.

وتكرر هذا الموقف في مقر الحكومة حيث خلف رئيس الوزراء السابق لوران فابيوس الان جوبيه وزيرا للخارجية. وقال quot;انا شديد التمسك باوروبا لكننا نحتاج الى اوروبا مختلفة، اوروبا تولي اهتماما اكبر للتوظيفquot;.

وقد رفض لوران فابيوس ووزير الشؤون الاوروبية الجديد برنار كازنوف الموافقة على مشروع الدستور الاوروبي الذي رفضه الفرنسيون بالنهاية في استفتاء. واختلفا حينها مع فرنسوا هولاند الذي كان زعيم الحزب الاشتراكي وكان يدعو الى المصادقة على ذلك المشروع.

وعين هولاند الحكومة مساء الاربعاء برئاسة جان مارك ايرولت. وجاءت الحكومة متوازنة وتراعي الحساسيات الدقيقة بين الاشتراكيين وتشمل عضوين من البيئيين، ووزعت بالمناصفة وتشمل 17 رجلا و17 امرأة اضافة الى رئيس الوزراء، ما يشكل سابقة في فرنسا.

وتعقد الحكومة اول جلسة وزارية لها الخميس في الساعة 15,00 (13,00 ت غ) في قصر الاليزيه. وستتخذ مرسوما رمزيا اول هو خفض رواتب الرئيس ووزرائه بنسبة 30%. وقال ايرولت quot;هذا مثالquot; للاقتداء به حيث تعتبر السلطة الجديدة ان الازمة تتطلب تضحيات من الفرنسيين وان على الوزراء بالتالي تقليص رواتبهم.

عام 2007 بعد اشهر على انتخاب نيكولا ساركوزي رفع راتب رئيس الدولة بنسبة 170% من 7000 الى 19 الف يورو ليتماشى وراتب رئيس الوزراء، ما اثار جدالا حادا في البلاد.

وياتي هذا الاجراء الاول الذي يتخذه هولاند على غرار الكثير من انشطته الاولى في الحكم معارضا لسلفه. ويسعى هولاند الذي يصف نفسه بانه quot;رئيس عاديquot; الى بدء خطواته الاولى في السلطة برزانة.

بالتالي يريد ان يواصل الاقامة في شقته الباريسية التي يستاجرها في غرب باريس الى جانب شريكته فاليري تريروايلر بالرغم من ان موقعها يطرح اشكاليات امنية.

ويتوقع توجه هولاند بعد جلسة الحكومة الى الولايات المتحدة الجمعة لعقد اول لقاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما، قبل المشاركة في قمتين الاولى لمجموعة الثماني في ضواحي واشنطن والاخرى لحلف الاطلسي في شيكاغو.