يواصل المصريون التصويت في جولة الإعادة في الإنتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة، وأثار ما يعرف بـquot; القلم السريquot;، ارتباكاً واسعاً أثناء عملية التصويت، وهو قلم يوزعه الداعون إلى المقاطعة على الناخبين أمام مراكز الإقتراع، يختفي أثر الحبر الخاص به بعد الكتابة بدقائق، وبذلك يتم إبطال الصوت، وحذرت لجنة انتخابات الرئاسة الناخبين من استخدام هذه الأقلام، ودعتهم إلى استخدام الأقلام المعتمدة داخل لجان الإقتراع. فيما اتهمت الحملة الإنتخابية للمرشح محمد مرسي الشرطة والجيش بالتصويت لمصلحة المرشح أحمد شفيق.


صبري حسنين من القاهرة: وفقاً لتقرير للمجلس القومي لحقوق الإنسان حول مراقبة الإنتخابات فإنه للمرة الأولى تظهر مشكلة القلم السري في الانتخابات المصرية، وهي أقلام تختفي آثارها بعد نصف ساعة من استخدامها، ما يؤدي إلى إبطال أصوات من يستخدمها.

اعلانات انتخابية للمرشحين شفيق ومرسي

وأضاف المجلس أنه تلقى شكاوى في هذا السياق من إصرار بعض الناخبين وبعض رؤساء اللجان على استخدام أقلامهم، وتمسك رؤساء اللجان باستخدام الأقلام الخاصة بكل لجنة. ودعا المجلس مختلف أطراف العملية الانتخابية إلى الالتزام بالقانون، وعدم توجيه الناخبين أو التأثيرفي إرادتهم، والتوقف عن الدعاية الانتخابية المستمرة في المخالفة للقانون.

وقال المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة العليا للإنتخابات الرئاسية لـquot;إيلافquot; إن اللجنة حذرت الناخبين من شراء أو الحصول على أقلام مجانية من أمام مراكز الإقتراع، مشيراً إلى أنه وصلت إلى اللجنة معلومات حول انتشار أقلام يتطاير الحبر الخاص بها بعد الكتابة بدقائق، ما يؤدي إلى إبطال الأصوات، لاسيما أن بطاقة الإقتراع سوف تظهر من دون اختيار أي من المرشحين.

ولفت إلى أن اللجنة العليا أصدرت تعليمات لقوات الأمن بالقبض على أي شخص يروّج لهذه الأقلام أمام مراكز الإقتراع، معتبراً أن ما يحدث ينظوي على جريمة إنتخابية منصوص عليها في القانون.

رشاوى وأموات وشرطة
على صعيد المخالفات الإنتخابية، رصدت الحملة الإنتخابية للمرشح محمد مرسي تقديم رشاوى إلى الناخبين من قبل أنصار المرشح المنافس أحمد شفيق، فضلاً عن وجود أسماء أشخاص متوفين ضمن سجلات الناخبين، ومنهم السيدة جازية شريف سليم محمد مسلسل رقم 3193 quot;متوفاةquot;، وذلك في مدرسة المؤسسة في اللجنة رقم 20.

وألمحت الحملة إلى حدوث عمليات تصويت من قبل قوات الشرطة والجيش، إضافة إلى عمليات تزوير واسعة لمصلحة المرشح أحمد شفيق، وقالت الحملة في تقرير لها عن الإنتخابات: quot;رصد مندبو الحملة سيارة شرطة مازدا رقم 76024 محملة بأوراق إنتخابية ومغطاة بمشمع في مدينة أشمون محافظة المنوفية، بجوار صيدلية الهلال جانب الجمعية الشرعية.

وفي المحافظة نفسها ضبط مجند في القوات المسلحة، ويدعى أحمد مجدي محمود مهدي، يدلي بصوته في لجنة 58 قرية دملو مركز بنها، وعلق القاضي قائلاً quot;اعملوا اللي انتوا عايزينهquot; على حد تعبير الحملة. وأشارت إلى أنه quot;في محافظة المنيا، تم اكتشاف نزع ثلاث بطاقات اقتراع من دفتر بطاقات تصويت في إحدى اللجان في قرية بني حسن، وتم إبلاغ اللجنة العامة في مركز أبو قرقاص المنيا، وتم تحرير محضر في قسم الشرطةquot;.

وتابعت: وفي محافظة الإسكندرية تم رصد أتوبيسات كبيرة عدة تدخل معسكرات الأمن المركزي في الدخيلة والمطار فارغة، وتخرج مليئة بأعداد كبيرة يلبسون الزي المدنيquot;.

وأضافت: quot;وفي لجنة 55 و56 في منطقة طوسونquot; مدرسة عقبة بن نافعquot; تم القبض على أحد الأفراد التابعين لحملة المنافس أحمد شفيق ببطاقة دوارة، وتم تحرير محضر له وتسليمه إلى قسم الشرطةquot;. كما رصدت الحملة quot;وجود تكرار ملحوظ في رقم المسلسل الإنتخابي لكشوف الناخبين في قريتي برطباط وميانه في اللجنة العامة في مركز مغاغة محافظة المنيا، علما بأن الاسم المكرر غير معلوم بالنسبة إلى أهالي القرية، إضافة إلى حركة تنقلات غير مبررة بين أمناء اللجان والموظفين القائمين على العملية الإنتخابية مع استبدالهم بموظفين معلوم ولاؤهم للنظام السابق، خاصة في محافظات المنوفية والقليوبية وشمال سيناء، ما يثير الشك حول سلامة عملية التصويت في تلك المحافظاتquot;.

المشاهير
شهد أول يوم في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة تصويت المشاهير، حيث أدلى المرشح السابق للرئاسة عمرو موسى بصوته في لجنته في التجمع الخامس، كما أدلى مرشح الرئاسة الفريق أحمد شفيق في مدرسة فاطمة عنان في التجمع الخامس.

أما مرشد جماعة الإخوان المسلمين د.محمد بديع فأدلى بصوته في مدرسة الحديثة في محافظة بورسعيد، بينما أدلى مرشح حزب الحرية والعدالة د. محمد مرسي في لجنة مدرسة السادات الإعدادية بنين في الزقازيق في محافظة الشرقية. أما د.محمد الكتاتني فأدلى بصوته في مدرسة جيل 2000 في مدينة 6 أكتوبر في محافظة الجيزة.

كما شهدت العملية الانتخابية بعيدًا عن مقار اللجان تحرك عدد من شباب الثورة تحت حملة باسم laquo;مبطلونraquo;، حيث قاموا بلصق بوسترات تطالب المواطنين بإبطال أصواتهم في عدد من محطات المترو في القاهرة، بينما توجّه عدد من مراقبي مركز laquo;كارترraquo; لمراقبة الانتخابات إلى عدد من اللجان في بولاق الدكرور للاطمئنان إلى سير العملية الانتخابية في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة. وتفقدت السفيرة الأميركية في القاهرة عددًا من اللجان في منطقة الهرم في محافظة الجيزة، وأشادت بسير عملية الإقتراع وبنزاهتها.