تحول اجتماع المعارضة السورية المتشرذمة في القاهرة الثلاثاء الى مشاجرات وانسحابات ستثبط حسب متابعين عزيمة زعماء غربيين يدعون الى الوحدة ضد بشار الاسد.
القاهرة: انسحب وفد الأكراد مساء الثلاثاء من مؤتمر المعارضة السورية في العاصمة المصرية القاهرة، بعد رفض المشاركين إقرار عبارة quot;الشعب الكرديquot; في وثيقة العهد الوطني.
واعتبر رموز المعارضة المشاركون في المؤتمر أن إقرار مثل هذه العبارة يمنح الأكراد استقلالاً عن الشعب السوري، ويفتح المجال أمام الانشقاقات، بينما رأى الوفد الكردي أن إقرارها هو أبسط حقوقهم، بعد ما تعرضوا له على يد نظام بشار الأسد، على حد قولهم.
وكان الداعية الكردي مرشد الخزنبجي هو أول المنسحبين، حيث خرج من مقر انعقاد المؤتمر، وقال منفعلاً لممثلي وسائل الإعلام: quot;إذا كان ذلك هو فكر المعارضة، فأهلاً ببشار الأسدquot;.
وحاول عدد من رموز المعارضة إثناء وفد الأكراد عن قرارهم، ورددوا عبارة: quot;عربي كردي الشعب السوري واحدquot;، غير أن هذه العبارة لم تزد الخزنبجي إلا إنفعالاً، وأخذ يصرخ في وجه قائليها quot;أنا لست سوريا، أنا كرديquot;، مشيرًا إلى بطاقة الهوية التي يحملها فوق صدره.
وأضاف: quot;بتعطوني بطاقةكُتب عليها الجامعة العربية، أنا لست عربيًاquot;.
العنف يهيمن على سوريا على وقع المساعي الدولية لإيجاد حل للأزمة |
وبعد فشل هذه المحاولات، قال بعض المشاركين إن quot;هذا الانسحاب مفتعل والوثيقة تقر بحقوق الأكرادquot;، وأشاروا إلى عبارة في الصفحة الخامسة تتضمن ذلك، لكنه رد عليهم بفقرة في صفحة أخرى تقر بتأجيل القضية الكردية إلى ما بعد سقوط بشار.
وفي محاولة لعلاج هذا الموقف المتأزم، حاول البعض دفعه إلى داخل القاعة لمناقشة الأمر بهدوء بعيدًا عن الإعلام، لكنه تمسك بموقفه، قائلا: quot;لن أغير موقفي إلا بإقرار حقوق الشعب الكردي في وثيقة العهد الوطنيquot;.
وشدد مؤتمر المعارضة السورية على أن quot;الحل السياسي في سوريا يبدأ باسقاط نظامquot; بشار الاسد، مطالبًا بتحديد جدول زمني لتنفيذ قرارات الجامعة العربية ومجلس الامن من دون أن يتطرق الى ما توصلت اليه مجموعة العمل حول سوريا في جنيف السبت.
وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية أن مؤتمر المعارضة السورية أصدر في ختام اعماله ليل الثلاثاء الاربعاء quot;وثيقة توافقية تحدد الرؤية السياسية المشتركة للمعارضة السورية إزاء تحديات المرحلة الانتقالية ووثيقة العهد الوطني التي تضع الاسس الدستورية لسوريا المستقبل، وهي العدالة والديموقراطية والتعدديةquot;.
وأجمع المشاركون في المؤتمر على أن quot;الحل السياسي في سوريا يبدأ بإسقاط النظام ممثلاً في بشار الاسد ورموز السلطة وضمان محاسبة المتورطين منهم في قتل السوريينquot;، وفق المصدر نفسه.
وطالب المؤتمر بـquot;الوقف الفوري لاعمال القتل التي يرتكبها النظام السوري وكذلك الانتهاكات وسحب الجيش وفك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين فورًاquot;.
وأكد quot;دعم الجيش السورى الحر، ودعا جميع مكونات الشعب السوري للعمل على حماية السلم الاهلي والوحدة الوطنيةquot;.
واذ اشار المشاركون الى أن quot;التغيير المنشود فى سوريا لن يتم إلا بالارادة الحرة للشعب السوري الثائرquot;، طالبوا quot;بوضع آلية الزامية توفر الحماية للمدنيين وبجدول زمني للتنفيذ الفوري والكامل لقرارات جامعة الدول العربية ومجلس الامن ومطالباته بإتخاذ التدابير اللازمة لفرض التنفيذ الفوري لتلك القراراتquot;.
ولم يتطرق المؤتمرون الى الاتفاق الذي توصلت اليه السبت في جنيف مجموعة العمل حول سوريا في شأن المرحلة الانتقالية والذي نص على تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين للمعارضة والنظام.
وكان التلفزيون الرسمي المصري ذكر أن المجلس الوطني الكردي انسحب من المناقشات بسبب عدم موافقته على صياغة البيان الختامي قبل أن يعود اليها.
وقالت ميس الكريدي إحدى المشاركات في الاجتماعات: quot;هناك نقاط خلاف عدة، لكن الوضع بقي تحت السيطرة وسيتم لاحقًا تقديم رؤية مشتركةquot;.
واضافت للتلفزيون المصري أن quot;المعارضة السورية تريد (...) معالجة الوضعquot;.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية اعلنت الثلاثاء انسحابها من المؤتمر الذي يجمع 250 شخصية تمثل مختلف الاتجاهات.
وبررت الهيئة قرارها بالقول: quot;التصعيد الذي يمارسه نظام (الرئيس السوري) بشار الاسد بارتكاب المجازر بحق شعبنا الثائرquot; وquot;في ظل عجز دولي عبر عنه مؤتمر جنيف الاخيرquot; يصبح quot;الحديث عن وحدة المعارضة السورية مجرد كلام لتمويه هذا العجزquot;.
وكانت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل اعلنت الاثنين مقاطعة المؤتمر واصفة اياه بـquot;المؤامرةquot;.
التعليقات