تفيد التقارير من سوريا بوقوع مجزرة في قرية التريمسة بالقرب من حماة راح ضحيتها 227 قتيلاً على الأقلّ من بينهم أطفال ونساء، على أيادي عناصر الجيش النظامي، كما أفاد الناشطون بوجود عشرات الجثث ملقاة داخل الأراضي الزراعية وداخل المساجد.


بيروت: نفّذ الجيش السوري النظامي مجزرة في قرية التريمسة بالقرب من حماة راح ضحيتها 227 قتيلاً، من بينهم أطفال ونساء.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حماة باسل درويش في حديث تلفزيونيّ إن معظم القتلى قضوا ذبحاً بالسكاكين، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود عشرات الجثث المحترقة على حافة نهر العاصي في حماة.

ومن بين القتلى 3 عائلات ذبحت بالكامل، فضلاً عن مصرع عناصر من الجيش السوري الحر في الاشتباكات مع قوات الأسد، حيث كانوا يدافعون عن سكان القرية، بحسب الناشطين السوريين.

وفي السياق ذاته، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قرية التريمسة تمت محاصرتها بشكل كامل قبيل اقتحامها، وقطعت عنها الكهرباء وكافة أشكال الاتصالات، ولاتزال التريمسة في الوقت الراهن تتعرض لقصف عنيف، واستهدفت المروحيات العسكرية التابعة للجيش النظام السوري المساعدات التي كانت متوجهة للتريمسة.

وقتل اكثر من 150 شخصًا الخميس في هجوم شنته القوات النظامية السورية على بلدة التريمسة في ريف حماة في وسط البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه quot;وردت انباء عن سقوط اكثر من 150 شهيدًا خلال العمليات العسكرية والقصف على بلدة التريمسة وثق اسماء 30 منهم حتى اللحظةquot;.

كذلك ابلغ احد قادة مقاتلي المعارضة المسلحة القريب من المنطقة واسمه الحركي ابو محمد، وكالة فرانس برس ليل الخميس الجمعة أن الهجوم ادى الى سقوط quot;اكثر من 200 قتيلquot;.

وبعد قدومه الى تركيا لأخذ استراحة من المعارك، اتصل ابو محمد بأحد سكان التريمسة الذي قال إنه جريح وأكد أن الهجوم اوقع اكثر من 200 قتيل عقب قصف استخدمت فيه الحوامات والدبابات وراجمات الصواريخ المنتشرة على الهضاب البعيدة بضعة كيلومترات.

ويقطن بلدة التريمسة حوالي عشرة آلاف شخص غالبيتهم من السنة بحسب ابو محمد، وهو ما اكده عدد من قادة مقاتلي المعارضة المسلحة الذين يرافقونه.

وأشار ابو محمد الى أن الجيش النظامي وquot;الشبيحةquot; (مقاتلون مؤيدون للنظام) بدأوا بقصف المدينة الخميس قرابة الساعة 11 قبل الظهر وتوقف القصف عند الساعة التاسعة مساء.

واضاف quot;المدينة محاصرة، ثمة منازل كثيرة تحترق. السكان يتوقعون أن يدخل الجيش صباح الجمعة الى التريمسة ويذبح الجميعquot;.

من جهتها، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن اشتباك quot;الجهات الامنية المختصة بعد مناشدات من الاهالي مع مجموعة ارهابية مسلحة فى بلدة التريمسة في ريف حماة واسفر الاشتباك عن الحاق اضرار فادحة بصفوف المجموعة الارهابية واعتقال عدد من افرادهاquot;.

كما ذكرت الوكالة أن quot;الاشتباك اسفر ايضًا عن مصادرة الاسلحة التي كانت في حوزة الارهابيينquot;، مشيرة الى أنه تم العثور على اسلحة quot;اسرائيلية الصنعquot; بحوزة quot;الارهابيينquot;.

في حين ذكر التلفزيون السوري الرسمي عن قيام quot;المجموعات الارهابية المسلحة باقتحام المنازل واطلاق النار عشوائيًا على المواطنينquot; في التريمسة.

وعرضت القنوات الاخبارية العربية مشاهد لتظاهرات في عدد من المدن والبلدات السورية quot;تنديدًا بمجزرة التريمسةquot;.

وكانت حصيلة اوردها المرصد في وقت سابق اشارت الى سقوط مئة قتيل على الاقل في قصف عنيف شنته قوات النظام على التريمسة قبل اقتحامها.

وقال المرصد في بيان سابق إن quot;بلدة التريمسة تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية التي حاولت السيطرة على المنطقة، مستخدمة الدبابات والطائرات الحوامةquot;.

رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في اتصال مع الجزيرة دان quot;المجزرةquot; محملاً النظام السوري مسؤوليتها ومناشدًا المجتمع الدولي التحرك لوقف هذه المجازر.

وقال سيدا إن quot;مجزرة التريمسة عار على مجلس الامن والجامعة العربيةquot;، مشددًا على أن quot;هذه المجازرquot; تتطلب quot;قرارًا واضحًا وصريحًا تحت الفصل السابع الذي يضع كل الخيارات على الطاولة بما فيه استخدام القوةquot; لأن النظام السوري quot;لا ولن يفهم الا لغة القوةquot;.

واضاف quot;نعول على شعبنا وعلى الله وندعو كل الاشقاء والاصدقاء الوقوف الى جانب الشعب السوري لأن الامور وصلت الى ذروتهاquot; وquot;لم يعد من الممكن الوقوف الى جانب النظام والتستر عن جرائمهquot;.

بدوره قال الرئيس السابق للمجلس برهان غليون في اتصال مع القناة نفسها إن quot;مجزرة التريمسة دليل واضح على أن روسيا تشجع نظام بشار الاسد على القتلquot;.

وفي محافظة حماة ايضًا قتل شخصان مساء الخميس جراء القصف على بلدة شيزر من قبل القوات النظامية، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي محافظة دمشق، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان نقلاً عن ناشطين عن مقتل اربعة اشخاص على الاقل وسقوط عدد من الجرحى حالتهم خطرة في حي برزة في مدينة دمشق اثر تعرض مظاهرة مسائية في الحي الى قصف بقذائف هاون من قبل القوات النظامية رافقه اطلاق نار عشوائي من الحاجز الموجود في الحي وانتشار للقناصات.

وفي العاصمة دمشق وريفها، قال المرصد في بيانه quot;استشهد سبعة مواطنين بينهم طفل و جندي منشقquot; ليل الخميس الجمعة quot;في منطقة السيدة زينب وحي الحجر الاسود، وذلك إثر اطلاق نار عشوائي واشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في هذه المناطقquot;.

اما في محافظة ادلب (شمال غرب) فلفت المرصد السوري لحقوق الانسان الى تعرض مدينة معرة النعمان في ريف ادلب لقصف عنيف من قبل القوات النظامية المتمركزة على اطراف المدينة، مشيرًا الى quot;معلومات اولية عن سقوط عدد من الجرحى بعضهم بحالة الخطرquot;.

وفي محافظة حلب (شمال)، خرجت مظاهرات مسائية في احياء السكري والصاخور وبستان القصر والاشرفية طالبت باسقاط النظام ونصرة الريف الحلبي بينما تعرضت مظاهرة حي صلاح الدين لهجوم من قوات الامن واطلاق رصاص عشوائي ما ادى الى مقتل مواطن وسقوط عدد من الجرحى، وفق المرصد.